COP28.. نقطة فارقة في تاريخ العمل المناخي
أخبار العالم

COP28.. نقطة فارقة في تاريخ العمل المناخي



يأتي على رأس الإنجازات التي تم تحقيقها خلال المؤتمر توحيد جهود كافة الأطراف المعنية، وهو ما افتقدته النسخ السابقة من المؤتمر، إضافة إلى جذب التمويلات لدعم جهود التكيف مع التغير المناخي والتخفيف من آثاره.

يسعى مؤتمر COP28 خلال ختامه إلى الوصول لاتفاق عادل ومنصف للحد من تداعيات تغير المناخ، ليشكل محطة انتقالية في تاريخ مؤتمرات المناخ.

ما ميّز المؤتمر هذا العام هو حجم المشاركة الواسعة والالتزامات التي تم التعهد بها من جانب عديد من البلدان والمؤسسات، علاوة على فتح ملفات وقضايا جديدة وإدراجها في جدول الأعمال، بخلاف المبادرات الجديدة، وكذلك النقطة الأبرز في يوم المؤتمر الأول وهي تفعيل صندوق الخسائر والأضرار، ثم إعلان الإمارات -الدولة المستضيفة- عن إطلاق صندوق للحلول المناخية بقيمة 30 مليار دولار.

الجدية

في هذا الصدد، أكد رئيس قسم التكنولوجيا الحيوية البيئية وعضو الاتحاد العربي للمناخ والبيئة، تحسين شعلة، في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، أن النسخة الحالية من مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ COP28 والذي تستضيفه دولة الإمارات العربية المتحدة، مختلفة بشكل كبير عن المؤتمرات السابقة، خاصة في ظل ظروف جيوسياسية يمر بها العالم.

ورغم هذا الزخم الاستثنائي الواسع الذي حققه المؤتمر، إلا أن الشعلة يعتقد بأنه كان يمكن أن يتحقق المزيد من الزخم أيضاً لولا العوامل الجيوسياسية.

وأكد على أن قمة COP28 كان لها مردود إيجابي كبير عن المؤتمرات المناخية السابقة، وأحرزت تقدمًا على صعيد عدة ملفات؛ على رأسها ملف التمويل، مشيرًا إلى أن أبرز نجاح لتلك القمة يجعلها تعد مرحلة جديدة بتاريخ مؤتمرات المناخ هو التحول من كونها مجرد قمة لإصدار التعهدات الدولية إلى قرارات واقعية قابلة للتنفيذ.

وذكر أن أزمة التغيرات المناخية أصبحت محل جدية شديدة بعد أن استشعر العالم الخطر الذي بات يهدد الجميع، فبنظرة سريعة للعام الماضي ووقوع إعصار دانيال الذي تسبب خلال ساعات قليلة في تدمير اليونان وتكبدها خسائر قيمتها مليونية، إضافة إلى مدينة درنة الليبية وتدميرها ووقوع خسائر كبيرة في الأرواح، وغيرها من الأحداث المماثلة، نجد أنه لا أحد في منأى عن أثر التغيرات المناخية، لافتًا إلى أن تلك الأماكن التي تتعرض إلى تدمير تحتاج لإعادة هيكلة وتكاليف بالغة.

خطر داهم

وقال رئيس قسم التكنولوجيا الحيوية البيئية وعضو الاتحاد العربي للمناخ والبيئة، إن كثيراً من الدول حول العالم بدأت تنظر بجدية وواقعية للخطر الذي بدأ العالم يتعرض له، مع وجود المشاكل المناخية والتوقعات بتزايد وتيرتها خلال الفترة المقبلة، وتجنبًا لذلك ستخضع الدول خاصة الكبرى لقرارات كوب 28، ليشكل مرحلة انتقالية، مستشهدًا على ذلك بأن الصين منذ عام 2015 تعمل على زيادة الاعتماد على الوقود الأخضر والطاقة الجديدة والمتجددة، كما أن انجلترا حذت نفس الحذو وغيرهما من الدول.

كذلك بعض الدول العربية -مثل مصر والإمارات والسعودية وعمان- اتجهت لإقامة مشروعات للطاقة الجديدة.

وأشار عضو الاتحاد العربي للمناخ والبيئة، إلى بعض القرارات التي عكست جدية الدول المشاركة وجعلت من القمة الحالية محطة انتقالية في تاريخ مؤتمرات المناخ، ومن بينها:

  • تفعيل صندوق مواجهة الكوارث، وبدء حشد الدعم فيه من دول كبرى كالولايات المتحدة الأميركية.
  • تقديم الولايات المتحدة الأميركية دعمًا لصندوق المناخ الأخضر بقيمة 3 مليارات دولار.
  • تعهد 50 شركة نفطية عالمية للتخلص من الكربون بحلول 2050
  • تقديم أكثر من مبادرة لكل من البنك الدولي والأمم المتحدة للاستخدام النظيف والطاقة الجديدة والمتجددة ودعم المشاريع البحثية الخاصة بها.

التمويل المناخي

من جهته، أشاد أستاذ اقتصاديات البيئة بالقاهرة، علاء سرحان، في تصريحات لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، بما حققته النسخة الحالية من مؤتمر المناخ، مؤكدًا أنها تعد محطة إنتقالية وتاريخية هامة في تاريخ مؤتمرات المناخ.

وأكد أن نجاح النسخة الحالية من مؤتمرات المناخ، تجلى من خلال حشد التمويلات المناخية، وإكمال الصورة لمساعدة الدول النامية على التأقلم والتكيف مع تداعيات التغيرات المناخية كإجراء استباقي وحمائي للتصدي لظاهرة التغيرات المناخية، وأن يكون لديها القدرة على المواجهة والتصدي بأن يتوفر لديها بنية أساسية تتحمل التغيرات وبرامج حمائية وإجراءات استباقية حتى لا تصل تلك الدول لمرحلة اللجوء إلى صندوق الخسائر والأضرار.

كذلك أشار إلى أن النسخة الحالية من المؤتمر حققت إنجازات غير مسبوقة، مشيراً بشكل خاص إلى:

  • قمة COP28 بدأت بما انتهت به قمة شرم الشيخ الشهر الماضي بتنفيذ القرار التاريخي الذي يتعلق بالإعلان عن إنشاء صندوق الخسائر والأضرار، وهو ما كان ينتظره المجتمع الدولي لسنوات خاصة الدول الأكثر تضررًا وهشاشة والدول النامية.
  • جاء ذلك استجابة من جانب الإمارات وإيماناً منها بحقوق الدول التي تتضرر من تداعيات التغيرات المناخية، وهو ما يعد دفعة قوية وإنجاز كبير للعمل المناخي.
  • من المؤشرات الجيدة في هذا الإطار أيضًا، اتخاذ قرار بأن يقوم البنك الدولي بإدارة الصندوق خلال السنوات الأولى لتفعيله، إلى أن يتم وضع خطة التفعيل وبرنامج العمل والإجراءات التشغيلية الخاصة به.

وعن النجاحات الأخرى التي حققتها القمة الجارية في إطار التمويل المناخي أيضًا، أشار إلى تعهد دول عدة بتقديم مساهمات للصندوق الذي يهدف إلى توفير التمويل للبلدان المتضررة من تداعيات ظاهرة الاحترار المناخي، إضافة إلى إعلان دولة الإمارات عن إطلاق صندوق للحلول المناخية بقيمة 30 مليار دولار تمويلات للحلول المناخية، على أن يكون أكبر صندوق استثماري لتحفيز العمل المناخي العالمي.

وذكر أن هناك بعض الاستثمارات المناخية الإضافية التي تعهدت بها دولة الإمارات خلال السنوات السبع المقبلة، على أن يكون هناك حوالي 130 مليار دولار استثمارات مناخية إضافية خلال تلك السنوات، فضلًا عن إعلان البنك الدولي أيضًا في الأيام الأولى للقمة تخصيص 45 بالمئة من تمويلاته السنوية لمشروعات وبرامج خاصة بالتغيرات المناخية.

وأشاد أستاذ اقتصاديات البيئة بالقاهرة، بالإعلان عن توقيع 134 دولة على إعلان كوب 28 للزراعة المستدامة، وحصد حوالي 2 ونصف مليار دولار للقيام ببرامج الزراعة المستدامة والزراعة الذكية، منوهًا إلى أن النظم الغذائية مسؤولة عما يقرب من ثلث الغازات الدفيئة التي يتسبب بها الإنسان، ولكنها مهددة بشكل متزايد بسبب ظاهرة الاحترار المناخي وفقدان التنوع البيولوجي.

تعهدات

  • تعهدت بعض المؤسسات الخيرية الدولية تقديم 450 مليون دولار كاستثمارات مناخية، وكذلك تعهد دولة الإمارات بتقديم 150 مليون دولار كتمويل لحلول الأمن المائي، كما تعهدت الولايات المتحدة بوضع 3 مليار دولار لصندوق المناخ الأخضر وهو يساعد الدول النامية لمواجهة التغيرات
  • وحشد مؤتمر COP28 للمناخ أكثر من 83 مليار دولار كتمويلات مالية تجاه العمل المناخي، وهو انجاز تاريخي جديد يمثل تحولا لحقبة جديدة من التعاون العالمي بشأن تغير المناخ، وانفردت به النسخة الحالية من المؤتمر.

تشمل هذه الإعلانات، تعهدات هي الأولى من نوعها على الإطلاق تضمنت تحول النظم الغذائية والصحة، بالإضافة إلى الإعلانات المتعلقة بالطاقة المتجددة وكفاءتها، فضلاً عن المبادرات الرامية إلى إزالة الكربون من الصناعات الثقيلة كثيفة الانبعاثات.

  • في اليوم الأول لمؤتمر الأطراف، قامت رئاسة COP28 بتيسير التوصل إلى اتفاق تاريخي لتفعيل صندوق الخسائر والأضرار لتأثيرات المناخ، حيث تم بالفعل التعهد بمبلغ 792 مليون دولار حتى الآن.
  • تم الإعلان عن تمويل بقيمة 3.5 مليار دولار لتجديد أرصدة صندوق المناخ الأخضر (GCF).
  • تم الإعلان عن تمويل بقيمة 134 مليون دولار لصندوق التكيف.
  • تم الإعلان عن تمويل بقيمة 129.3 مليون دولار لصندوق الدول الأقل نموا (LDC).
  • تمويل بقيمة 31 مليون دولار لصندوق خاص لتغير المناخ (SCCF)
  • أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة صندوقاً لتحفيز التمويل المناخي (ALTÉRRA) بقيمة 30 مليار دولار، ويسعى الصندوق إلى حشد تمويل بقيمة 250 مليار دولار إضافية على مستوى العالم.
  • تعهدت دولة الإمارات بتمويل قيمته 200 مليون دولار لمساعدة الدول الأكثر ضعفا (الأكثر عرضة لتداعيات تغير المناخ) من خلال حقوق السحب الخاصة بها لدى صندوق النقد الدولي.
  • تعهدت دولة الإمارات بـ 150 مليون دولار لحل المشاكل المتعلقة بنقص الموارد المائية، وحلول الأمن المائي في المجتمعات الهشة والضعيفة في العالم.
  • أعلن البنك الدولي عن زيادة قدرها 9 مليارات دولار سنويا خلال عامي 2024 و2025 في تمويل المشروعات المتعلقة بالمناخ، كما أعلنت بنوك التنمية المتعددة الأطراف الأخرى عن زيادة تراكمية تزيد عن 22.6 مليار دولار لصالح العمل المناخي.

الانتقال في قطاع الطاقة

وأكد أستاذ الدراسات البيئية عبدالمسيح سمعان، في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، أن القمة الحالية لعبت دورًا كبيرًا في تسريع جهود تحقيق الانتقال في قطاع الطاقة، وهو ما يعكس كونها تمثل نقلة في تاريخ مؤتمرات المناخ.

وأشاد باتخاذ خطوات نحو تحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ، على رأسها تحقيق الحياد الكربوني بحلول العام 2050، عن طريق خفض الانبعاثات بنسبة 43 بالمئة بحلول العام 2030، ذلك بهدف حصر ارتفاع الحرارة عند 1.5 درجة مئوية.

وأشار إلى أن القمة الحالية أحرزت تقدمًا ملحوظًا في ملفين كان من المهم التوصل إلى حلول فيهما، وهما ملفا الطاقة والتمويل، مؤكدًا على أن دولة الإمارات حتى تحافظ على هذا التقدم الذي أحرزته أثناء استضافتها قمة cop28 عليها أن تستمر في بذل الجهود لعام قادم وهو مدة الفترة الانتقالية حتى تبدأ النسخة الجديدة في دولة أخرى “أذربيجان”.

وذكر أنه على غرار الجهود المصرية بعد النسخة السابقة التي استضافتها مدينة شرم الشيخ، لإنشاء صندوق الخسائر والأضرار، على دولة الإمارات أن تبذل جهدًا كبيرًا سعيًا لاستكمال دورها المُشرف وأن يكون هناك استجابة من الدول لما أقرته القمة، في ظل تحديات اقتصادية كثيرة.

  • تم إقرار تعهد COP28 لزيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة ومضاعفة كفاءة الطاقة من جانب 130 دولة.
  • تم إقرار إعلان COP28 الإمارات بشأن النظم الغذائية والزراعة المستدامة والعمل المناخي من جانب 153 دولة.
  • تم إقرار إعلان COP28 الإمارات بشأن المناخ والصحة من جانب 141 دولة.
  • تم إقرار إعلان COP28 الإمارات بشأن التمويل المناخي من جانب 13 دولة.
  • تم إقرار تعهد التبريد العالمي من جانب 66 دولة.
  • تم إقرار إعلان COP28 الإمارات بشأن المناخ والإغاثة والتعافي والسلام من جانب 78 دولة و40 منظمة.
  • تم إقرار إعلان COP28 الإمارات بشأن الهيدروجين منخفض الانبعاثات ومشتقاته من جانب 37 دولة.
  • تم إقرار إعلان COP28 الإمارات بشأن مراعاة المساواة بين الجنسين في التحولات الداعمة للعمل المناخي من جانب 78 دولة.
  • تم إقرار تعهد تحالف “الشراكات متعددة المستويات عالية الطموح” (CHAMP) من جانب 67 دولة.
  • شهِد ميثاق COP28 لخفض انبعاثات قطاع النفط والغاز انضمام 52 شركة، تمثل 40 بالمئة من إنتاج النفط العالمي.
  • أقرَّت مسرّع الانتقال الصناعي 35 شركة و6 اتحادات صناعية، بما في ذلك الرابطة العالمية للصلب، والمعهد الدولي للألمنيوم، والتحالف العالمي للطاقة المتجددة، الجمعية العالمية للإسمنت والخرسانة، والمبادرة المناخية لقطاع النفط والغاز، والاتحاد الدولي للنقل الجوي.





المصدر


اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *