لا تزال أسواق الأسهم تعاني تحت وطأة المخاوف بشأن أزمة في القطاع المصرفي، على الرغم من الجهود التي تبذلها السلطات حول العالم لاستعادة الثقة.
فقد تراجعت المؤشرات في جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة يوم الجمعة، حيث تسارعت وتيرة عمليات البيع في أسهم عملاق الإقراض السويسري المتعثر كريدي سويس الذي انخفضت قيمة أسهمه بنسبة 8 في المئة.
وفي الولايات المتحدة، انخفضت أسهم بنك فيرست ريبابليك بنسبة 33 في المئة، بعد يوم من إعلان بنوك كبرى عن ضخ عشرات المليارات من الدولارت فيه.
وانخفض مؤشر فوتسي 100 بأكثر من واحد في المئة.
كما أغلقت الأسهم في فرنسا وألمانيا على انخفاض، في حين انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 1.2 في المئة. كما انخفض مؤشرا ناسداك وستاندرد آند بورز 500.
وأثار بنك كريدي سويس قلق المستثمرين خلال الأيام الأخيرة، عندما أقر بأنه وجد “ضعفًا جوهريًا” في تقاريره المالية. وقال أكبر مساهم فيه – البنك الأهلي السعودي – إنه لا يمكنه ضخ المزيد من الأموال في البنك السويسري.
وحصل كريدي سويس، الذي كان متعثرا لفترة طويلة ولا يزال يتكبد خسائر، على مساعدات طارئة بقيمة 45 مليار جنيه إسترليني من البنك الوطني السويسري، لكن المخاوف بشأنه لا تزال قائمة.
وخرجت حوالي 466 مليون دولار من صناديق كريدي سويس الأوروبية والأمريكية في الأيام الأخيرة، وفقا لبيانات من شركة مورنينغ ستار للخدمات المالية.
وقال نيكلاس كامر ويوهان شولتز، المحللان في مورنينغ ستار، إنهما يعتقدان أن المشكلات في بنك كريدي سويس “ذات طبيعة خاصة وقابلة للاحتواء في الوقت الحالي حتى في أسوأ السيناريوهات”.
لكنهما أضافا أن “التطورات تحدث في الوقت الحالي بوتيرة سريعة وأن الآراء التي نشكلها اليوم قد تكون غير صالحة غدًا”.
وتزامنت المتاعب في كريدي سويس، الذي يوظف نحو 50 ألف شخص في جميع أنحاء العالم، مع انهيار بنكين في الولايات المتحدة، وهما سيليكون فالي وسيغنتشر، مما أثار المخاوف بشأن صحة النظام المصرفي.
وتدخلت جهات منظمة في عطلة نهاية الأسبوع لضمان حصول عملاء البنكين على أموالهم بالكامل، في محاولة لتجنب المزيد من الذعر.
لكن لا تزال توجد مخاوف من أن البنوك الأخرى، بما في ذلك فيرست ريبابليك، ومقره سان فرانسيسكو، قد تكون عرضة لاندفاع العملاء الذين يسحبون ودائعهم.
وانخفضت أسهمه بنحو 70 في المئة خلال الأسبوع الماضي.
وقالت البنوك الأمريكية الأحد عشر التي أعلنت دعم فيرست ريبابليك يوم الخميس إن هذا الإجراء يعكس “ثقتهم في النظام المصرفي للبلاد”.
وقال مسؤولون ماليون أميركيون إن هذه الخطوة “موضع ترحيب كبير وتوضح مرونة النظام المصرفي”.
ورفعت البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم تكاليف الاقتراض بشكل كبير خلال العام الماضي في محاولة لكبح وتيرة ارتفاع الأسعار، أو التضخم.
وأضرت هذه التحركات بقيم المحافظ الكبيرة من السندات التي اشترتها البنوك عندما كانت أسعار الفائدة منخفضة، وهو تغيير ساهم في انهيار بنك سيليكون فالي، وأثار تساؤلات حول ما إذا كانت البنوك الأخرى تواجه وضعا مماثلا.
وحذر جيفري كليفلاد، كبير الاقتصاديين في شركة بايدن آند ريغال لإدارة الأصول الأمريكية، من أن بنوكا الأخرى قد تكون تعاني من مشكلات مماثلة لما حدث مع سيليكون فالي.
وقال لبي بي سي: “قد تكون هناك نقاط ضعف أخرى… إذا كانت البنوك المركزية عازمة على الاستمرار في رفع أسعار الفائدة”.
وأضاف “تاريخيا عندما يحدث ذلك نرى هشاشة، نرى مشكلات في النظام المالي”.
وقبل اندلاع الاضطرابات في القطاع المصرفي، كان من المتوقع أن يرفع كل من الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي في الولايات المتحدة) وبنك إنجلترا أسعار الفائدة بشكل أكبر خلال الأسبوع المقبل. ولكن نظرا للأحداث الأخيرة، توقع البعض أن هذه الارتفاعات في معدلات الفائدة قد يتم تقليصها أو حتى إلغاؤها.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.