يخشى كثير من المستثمرين عمليات بيع مكثفة هذا الصيف، إلا أن سوق الأسهم قد تكون في طريقها لتحقيق مزيد من المكاسب. عامة السمعة السيئة للصيف لا تمثل الواقع، فهو كما يشير استراتيجيون، ذو جانب لا يحظى بالتقدير لكنه يرتبط بمكاسب قوية كونه صيف عام الانتخابات الأمريكية.
في المتوسط كانت الأسهم مرتفعة تاريخيا في الفترة من يوم الذكرى (آخر يوم اثنين من مايو) إلى عيد العمال (أول يوم اثنين من سبتمبر)، وفقا لـ”بارونز”.
قالت ليز آن سوندرز، كبيرة استراتيجيي الاستثمار في شركة تشارلز شواب: “فكرة البيع في مايو وترك سوق الأسهم مؤقتا تجعل الناس يعتقدون أحيانا أن الصيف أضعف من المعتاد، شهدت السوق ارتفاعا خلال ثلثي تلك الفترة، وكانت هابطة في ثلث واحد، ذلك قبل أن نأخذ في الحسبان الانتخابات الرئاسية في الخامس من نوفمبر”.
حقق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 متوسط مكاسب 1.6% خلال فصل الصيف منذ 1945، وفقا لشركة سي إف آر أيه، وهي شركة استخبارات مالية. وكانت معظم الأعوام إيجابية، لكن في 19 عاما شهدت انتخابات رئاسية، كان أداء إس آند بي 500 أفضل كثيرا، بلغ متوسط المكاسب 3.7 % أكثر من الضعف وكان مرتفعا في 80 % من تلك الفترة.
أشار استراتيجيون في بنك أوف أمريكا الجمعة إلى أن مؤشر إس آند بي 500 عندما يكون أعلى في أول 100 يوم تداول من العام الرئاسي، فإنه يسجل عادة أداء قويا بقية العام. كان المؤشر مرتفعا في 93 % من الفترة بمكاسب 10.1 %.
كان الخميس هو يوم التداول رقم 100 وكان يوما هابطا، لكن منذ الأول من يناير، كان إس آند بي 500 مرتفعا 10.44 % حتى إغلاق يوم الخميس.
التاريخ ليس المؤثر الوحيد في الأسواق. من الأسباب الأخرى التي لا تجعل عمليات البيع في الصيف كثيفة أن الشركات تعلمت التعايش مع أسعار الفائدة المرتفعة. كما تمت السيطرة على أسعار النفط، ويبدو أن أوبك بلس ستبقي على الوضع الراهن لإنتاجها في الوقت الحالي.
الخطر الرئيس هو أن يرتفع التضخم وتظل أسعار الفائدة عالية. هز تقرير مديري المشتريات في قطاع التصنيع سوق الأسهم الخميس، ويخشى مستثمرون أن يدفع استمرار البيانات القوية الاحتياطي الفيدرالي إلى إبقاء الفائدة في مستوياتها المرتفعة، أو حتى زيادتها.
إذا لم يكن التضخم تحت السيطرة، فقد تستمر عائدات السندات في الارتفاع وتتسبب في بيع الأسهم، حسب تحذير شركة “سوندرز”. هبطت السوق عندما ارتفع عائد سندات الخزانة لأجل 10 أعوام، والعكس صحيح. سجل العائد على السندات لأجل 10 أعوام ذروته عند 4.5 % هذا الأسبوع وكان عند 4.47 % الجمعة.
يتوقع سام ستوفال، كبير استراتيجيي الاستثمار في “سي إف آر أيه”، أن تكون السوق متقلبة هذا الصيف، وقد تسجل تراجعا آخر في الخريف بعد انعكاسها 5.5 % في أبريل. ويتوقع أيضا انخفاضا ثانيا هذا العام، لكنه لا يتوقع سوقا هابطة جديدة أو تصحيحا كبيرا، لأن عمليات البيع القليلة تتبع، على مر التاريخ، عمليات بيع أخرى في غضون ثلاثة إلى أربعة أشهر.
وبحسب ستوفال، أغلب القطاعات التي حققت أفضل أداء تاريخيا في الصيف هي قطاعات دفاعية، مثل الرعاية الصحية. من بين القطاعات في إس آند بي، تظهر بيانات سي إف آر أيه أن قطاع التكنولوجيا الحيوية هو الأفضل أداء، حيث يكتسب 7 % في المتوسط في فترة الصيف منذ 1990. كما كان أداء أشباه الموصلات جيدا، 4.9 %، تليها الأسمدة والكيماويات الزراعية، 4.7 %. وارتفعت معدات الرعاية الصحية 3.5 % في هذه الفترة، ومرافق الرعاية الصحية 2.8 %. وكان قطاعا الطيران والكازينوهات الأسوأ أداء، حيث انخفضا 3.2 % و2.4 % على التوالي، فيما خسرت السلع الفاخرة 2.3 %.
تتوقع سوندرز أن تتصاعد التقلبات قبل الانتخابات الأمريكية في سبتمبر الذي يعد تاريخيا أسوأ شهر في العام. ويمكن أن يكون عدم اليقين سببا كبيرا في استمرار التقلبات حتى الخريف.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.