- أندريه رودن بول وشون سيدون
- بي بي سي نيوز
ظل غاري لينيكر، لسنوات عديدة، أحد أشهر الوجوه الرياضية سواء في ملاعب كرة القدم أو على شاشات التلفزيون.
شهد الأسبوع الماضي انتقال مذيع برنامج “مباراة اليوم” على شاشة بي بي سي الذي يبث يوم السبت مرة أخرى إلى الصفحات الأولى، بعد أن أثارت انتقاداته لخطط الحكومة الخاصة بطالبي اللجوء جدلاً حول حياد هيئة الإذاعة البريطانية.
ويُعد اللاعب السابق، البالغ من العمر 62 عامًا، أحد أبرز الشخصيات التي ترتبط بهيئة الإذاعة البريطانية، وهو جزء من مشهد كرة القدم في المملكة المتحدة.
وقد تولى منصب مقدم أبرز برامج كرة القدم في بي بي سي في عام 1999 بعد مسيرة لامعة كمهاجم لمنتخب إنجلترا وأندية ليستر سيتي وإيفرتون وتوتنهام هوتسبير في إنجلترا ونادي برشلونة في إسبانيا، وهي المسيرة التي اختتمها في اليابان.
ويُعتبر لينيكر، أحد المذيعين الأعلى أجراً في بي بي سي، وهو أحد وجوه هيئة الإذاعة البريطانية، ولم يتورع عن استخدام مكانته البارزة للتعبير عن آرائه السياسية.
لقد أكسبته مواقفه الصريحة بشأن القضايا الخلافية انتقادات واستحسانا على حد سواء، كما تسببت في بعض الأحيان بمتاعب لقيادات بي بي سي.
وتلتزم هيئة الإذاعة البريطانية بالحياد، مما يعني أنه من المتوقع أن يلتزم الموظفون والنجوم بالإرشادات الخاصة بالتعبير عن الآراء السياسية في إنتاج بي بي سي وفي حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
لكن لينيكر، الذي يعمل من الناحية الفنية بالقطعة وليس موظفًا في هيئة الإذاعة البريطانية، لم يلجم لسانه دائمًا.
ففي عام 2022، نشر تغريدة في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر حول حث وزيرة الخارجية آنذاك ليز تروس على مقاطعة نهائي دوري أبطال أوروبا في روسيا. وتساءل لينيكر قائلا: “وهل سيُسلم حزبها التبرعات التي حصل عليها من مانحين روس؟”.
وقد أدى ذلك إلى شكوى ضده أيدتها وحدة الشكاوى التنفيذية في بي بي سي، والتي خلصت في نهاية المطاف إلى أنه بصفته “أحد أبرز نجوم بي بي سي” ، لم يستوف المعايير التحريرية للمؤسسة بشأن الحياد.
وفي عام 2018، نشر لينيكر في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر سلسلة تغريدات حيث أجرى المحافظون تصويتا بحجب الثقة عن تيريزا ماي، التي كانت آنذاك رئيسة للوزراء، وانتقد بشكل غير مباشر زعيم حزب العمال في ذلك الوقت جيريمي كوربين.
وقبل ذلك بعامين، انتقد نجم كرة القدم السابق البعض في وسائل الإعلام لكونهم “عنصريين بشكل بشع وبلا قلب على الإطلاق” تجاه اللاجئين.
لقد أخذ لينيكر لاجئين إلى منزله وتحدث بحماسة عن الحاجة إلى حماية الأشخاص الذين يأتون إلى البلد كمحتاجين.
وعلى الرغم من انتقادات السياسيين، وبعضهم في وسائل الإعلام، والزملاء، دافع لينيكر بثبات عن حقه في التحدث علنا عن القضايا التي تهمه إلى متابعيه الذين يبلغ عددهم نحو 8.7 مليون متابع على موقع التواصل الاجتماعي تويتر.
وقد لخصت تغريدة له استهدفت جوناثان أغنيو، مقدم برنامج الكريكيت في بي بي سي، والذي كان قد انتقد منشورات لينيكر السياسية في عام 2018، مقاربته. فقد كتب نجم كرة القدم السابق في حسابه بموقع التواصل الاجتماعي تويتر مغردا: “سأستمر في التغريد بما يعجبني وإذا اختلف الناس معي فليكن”.
وقد أثار لينيكر هذا الأسبوع جدلا سياسيا لا يزال يتفاعل حتى الآن إثر تغريدة في حسابه بموقع التواصل الاجتماعي تويتر، علق فيها على مشروع قانون الحكومة الجديد للهجرة غير الشرعية والذي وصفه بأنه “سياسة قاسية بما لا يقاس تستهدف الأشخاص الأكثر ضعفًا بلغة لا تختلف عن تلك التي استخدمتها ألمانيا في الثلاثينيات من القرن الماضي”.
وردًا على منتقدي تعليقاته، قال لينيكر: “إنه سيواصل المحاولة والتحدث نيابة عن تلك النفوس المسكينة التي لا صوت لها”.
ومن جانبها، قالت بي بي سي إنه عندما يتعلق الأمر بقيادة تغطيتها الكروية والرياضية، فإن لينيكر “لا يعلى عليه”.
لكن هيئة الإذاعة البريطانية أضافت قائلة: “نحن نعتبر أن نشاطه الأخير على وسائل التواصل الاجتماعي يمثل انتهاكا لإرشاداتنا، ويجب أن يبتعد كثيرا عن الانحياز إلى أحد الأطراف في القضايا السياسية الحزبية أو الخلافات السياسية”.
وكان لينيكر قد جادل في السابق قائلا إنه يستطيع إبداء رأيه لأنه يعمل بالقطعة، وعلاوة على ذلك، فهو يعمل في بي بي سي الرياضية بعيدا عن الأخبار السياسية الأكثر حساسية حتما.
لكن النقاد يشيرون إلى مبلغ 1.35 مليون جنيه إسترليني دفعتها له هيئة الإذاعة البريطانية في عام 2021/22، وهو مبلغ يجعله المذيع الأعلى أجراً الذي يجب الكشف عن راتبه، على الرغم من أن ذلك لا يشمل الوجوه الشهيرة التي يتم توظيفها عن طريق شركات الإنتاج الخاصة.
ويجادل المنتقدون أيضا أن منصته في موقع التواصل الاجتماعي تويتر تأتي من خلال عمله في بي بي سي، ولذلك يجب عليه اتباع قواعد هيئة الإذاعة البريطانية.
وقد تعاقدت هيئة الإذاعة البريطانية مع لينيكر حتى عام 2025، وعلاوة على تقديمه برنامج “مباراة اليوم” كل سبت، يقوم أيضا بالتقديم في تغطية بي بي سي لبطولات كرة القدم الكبرى، ويشارك في تقديم شخصية العام الرياضية في بي بي سي.
كما يعمل لينيكر أيضًا كمذيع في لاليغا تي في، الذي يغطي كرة القدم في إسبانيا للمشاهدين في بريطانيا وأيرلندا.
كما تنتج الشركة الإعلامية التي شارك في تأسيسها “غول هانغر بودكاست” برنامج “الباقي سياسة”، وهو برنامج نقاش سياسي منتظم يضم أليستر كامبل المتحدث السابق باسم رئيس الوزراء العمالي السابق توني بلير، والوزير السابق في حزب المحافظين روري ستيوارت.
كما عمل لينيكر لدى مؤسسات إعلامية أخرى، بما في ذلك قيامه بتقديم دوري أبطال أوروبا لـ “بي تي سبورت”، وهو معروف أيضا على نطاق واسع كوجه لووكرز كريسبز، وهي شركة تأسست في مسقط رأسه في مدينة ليستر.
وقبل الانتقال إلى موجات الأثير، صنع لينيكر اسمه لأول مرة مع فريقه المحلي، نادي ليستر سيتي في عام 1978.
وقد استمرت عاداته في إحراز الأهداف بعد انتقاله إلى ناديي إيفرتون وتوتنهام هوتسبر، وتصدر قوائم التهديف في الفريقين في الدرجة الأولى، وهو دوري كرة القدم الإنجليزية قبل إنشاء الدوري الإنجليزي الممتاز.
وقد ظهر لينيكر لأول مرة في فريق إنجلترا عام 1984 حيث لعب 80 مباراة لبلاده، وكانت آخر مرة في عام 1992.
وقد نجح ثلاثة إنجليز فقط في تجاوز رصيده الذي بلغ 48 هدفا دولياً
اعتزل اللعب في عام 1994، وهو لم يتلق بطاقة صفراء (إنذار) مطلقًا طوال مسيرته الكروية، وقد تم تكريمه في قاعة مشاهير كرة القدم الإنجليزية.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.