‎ كيف تبني خطة مالية مستدامة لتحقق الأهداف الشخصية والمهنية؟
أخبار العالم

‎ كيف تبني خطة مالية مستدامة لتحقق الأهداف الشخصية والمهنية؟



وتعد هذه الخطوة الهامة بمثابة مهارة يتعين على الأفراد اكتسابها للتعامل مع الظروف الاقتصادية المختلفة وترتيب أوضاعهم المالية، ومن ثم تمكنهم من الادخار والوصول إلى أهداف أكبر من ذلك.

والتخطيط المالي يأتي من خلال وضع ميزانية شخصية فردية إذا كان شخصاً بمفرده أو جماعية حال كان عائلاً لأسرة، والتي من شأنها أن تساعد على تحديد ما يتم إنفاق الدخل فيه، وما يمكن ادخاره. وثمة مجموعة من الخطوات الرئيسية التي تساعد في بناء خطة مالية مستدامة، يرصدها محللون اقتصاديون في تصريحات منفصلة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، وأهمها:

  • تحديد الأهداف: ابدأ بتحديد الأهداف الشخصية والمهنية قصيرة وطويلة الأمد.
  • مراجعة الوضع المالي الحالي: قم بتقييم الوضع المالي الحالي وتحديد إجمالي الدخل والنفقات الشهرية.
  • وضع ميزانية: بناء على تقييم الوضع المالي الحالي، قم بوضع ميزانية تتضمن كل النفقات الشهرية والمصاريف المتوقعة. حاول أن تكون واقعيًا وتخصص جزءًا من الدخل للتوفير والاستثمار.
  • التخطيط للمدى البعيد: قم بتحديد الخطوات العملية التي ستساعدك في تحقيق الأهداف الشخصية والمهنية.
  • إدارة الديون: إذا كان لديك ديون، حاول تحديد خطة لسدادها بأسرع وقت ممكن وتجنب إضافة ديون جديدة.
  • التحقق الدوري: قم بمراجعة وتحديث خطتك المالية بانتظام.
  • استشر مستشاراً مالياً في حالة تعقيد الأمور أو عدم اليقين حول كيفية بناء خطة مالية مستدامة.

في البداية، يقول الخبير الاقتصادي الأردني، حسام عايش، لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إن التخطيط المالي للمستقبل بدأ يأخذ اهتمام الكثيرين بالنظر إلى أن العمل لم يعد آمناً في ضوء التغيرات الهائلة في الأعمال والوظائف، ما دفع الأشخاص نحو التفكير في المستقبل المهني والوظيفي وبالتالي مستقبلهم المالي، مشيراً إلى أنه على هذا الأساس تظهر أهمية التخطيط المالي للمستقبل.

وحول أهمية التخطيط المالي للمستقبل، أوضح أنه يُمكن الفرد من الحصول على دخل مناسب يُمكنه من توفير جزء من هذا الدخل بوتيرة علمية تتناسب مع الطريقة التي يفكر بها والأهداف التي يسعى إليها والتحديات التي يعتقد بأنه يواجهها، إضافة إلى التقاعد الذي يفكر فيه وسن التقاعد الذي يرغب به والطريقة التي يدير بها حياته بعد ذلك، ولذا فإن كل شخص يعد وزيراً للتخطيط بحد ذاته لنفسه؛ للتعامل مع تحديات اليوم والمستقبل غير الواضح، وحالة اللا يقين وعدم التأكد.

ما هي المهارات التي يحتاجها الفرد حتى يتقن التخطيط المالي؟

  • حسن الإدراك والإيمان الكامل بأن هناك تحديات في الحياة تستوجب هذا التخطيط.
  • امتلاك حد أدنى من القدرة على التخطيط والالتزام به بشكل يتسم بالمرونة.
  • أن يكون الفرد على معرفة بدخله وكيفية زيادته، ولديه رؤية للمستقبل المنتظر لوظيفته.
  • أن يملك الفرد مهارة وضع الخطط، سواء كانت طويلة الأمد أو أهداف صغيرة يسير بها على طريق تحقيق الهدف الكبير، فالهدف الكبير يصل إليه عن طريق تحقيق هدف تلو الآخر.
  • أن يملك زمام أمره بأن يكون قادراً على التحكم بعواطفه، ولديه القدرة على ضبط النفس أمام المغريات (لا سيما الاستهلاكية) الحالية من أجل أهداف مستقبلية ربما تكون أفضل.
  • حسن إدارة الوقت بوضع الأهداف بحسب المواقيت القريبة التي يكون قادراً على تحقيق الأهداف خلالها.
  • أن يكون قادراً على إسعاد نفسه ويكافئ نفسه مع كل هدف يحققه؛ لكي يحفز نفسه والمضي قدماً لباقي الأهداف التي قد تكون أصعب في الوصول إليها.
  • المعرفة بما يدور في السوق من تضخم وتغير بأسعار الفائدة وأسعار العملة.. إلخ.

كيف تبدأ بالتخطيط المالي لمستقبلك؟

  • أن تحدد مصروفاتك أولاً، وأين تذهب معظم نفقاتك.
  • أن تفكر في النفقات وكيف يمكن أن تقلل منها أو تتوقف عنها من أجل أن تدخر.
  • أن تقسم دخلك بين نفقات ثابتة مضطر أن تنفقها كالإيجار والمسكن والطعام والشراب والاحتياجات الشخصية ومتطلباتها، والنفقات المتغيرة والتي عادة ما تتعلق بالترفيه.
  • البدء بالتخطيط للكيفية التي تستطيع بها اقتطاع جزء من النفقات المتغيرة لكي يذهب جزء منها كمدخرات وجزء آخر لمواجهة الطوارئ.
  • عليك أن تعود مرة أخرى للنفقات الثابتة لاستطلاع إمكانية التعامل معها بتقليلها أو ضبطها أو البحث عن بدائل يمكن أن تقلل من الإنفاق على بعضها، ضمن خطة تضعها في إطار البحث عن وسائل تمكنك من البدء في الإدخار وزيادته.
  • عليك وضع جملة من الخطط لتوزيع الدخل، على سبيل المثال خطة (50- 30- 20) بمعنى 50 للنفقات الثابتة والـ 30 نفقات متغيرة و 20 مدخرات (ربما يكون 10 بالمئة للحالات الطارئة و10 بالمئة للمدخرات)، أو خطة أخرى تكون فيها النفقات الثابتة 50 بالمئة والمتغيرة تخفض لتصبح 20 بالمئة، وبالنسبة للنفقات الخاصة بالطوارئ 10 بالمئة، والمدخرات 20 بالمئة.

ويشير الخبير الاقتصادي الأردني، في معرض حديثه مع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” إلى أن أية خطة مالية مستقبلية تكون مرتبطة بأهداف وأن تلك الأهداف قد تكون حسب القيمة التي يدخرها أو من حيث الأصول التي يمكن أن يحوزها الشخص، على سبيل المثال امتلاك قطع ذهبية، أو أن تكون لديه أهداف لاحقة مثل الاستثمار في أسهم معينة، وربما في فترة لاحقة البدء باستثمار في مشروع صغير أو متوسط بحسب ما يمكن ادخاره، وربما يكون الهدف النهائي والكبير هو المشروع الذي يبدأ بالعمل عليه.

اعتبارات مهمة لإعداد خطة مالية مستقبلية

وبحسب الخبير الاقتصادي الأردني، فإن الفرد عليه أن يحدد عدداً من الاعتبارات المهمة ليصل إلى خطة مالية مستقبلية ناجحة، وهي كالتالي:

  • أن يحدد ما إذا كانت الخطة لشخص واحد أو هناك شريك كالزوجة أو جماعية في حال وجود أبناء.
  • تحديد المجالات التي سيستثمر فيها هذا التخطيط، هل سيكون إيداعاً مصرفياً أم يكون شراء للمعادن أو العملات المشفرة أو الأجنبية.. كل حسب رؤية الشخص للعائد الذي يمكن أن يحققه من وراء هذا الاستثمار .
  • على الشخص باستمرار أن يضحي بالحاجات الشخصية في الوقت الحاضر أو جزء منها من أجل المستقبل.
  • أن تؤخذ المرونة بالخطة في عين الاعتبار؛ لأن الأمور لا تسير بنفس السلاسة التي نخطط بها، خاصة وأن هناك مشكلات وتحديات وحالات طارئة، وأحياناً عقبات تواجه الشخص.
  • أن يكون التخطيط واقعياً ومنطقياً ويأخذ بالاعتبار المعطيات سواء كانت إيجابية أو سلبية، ولا تكون مبنية على أوهام تحقيق ثروة، فهناك من يستسهل أمر تحقيق ثروة على الورق لكن على أرض الواقع الأمور مختلفة.

التمييز بين الخطة المالية الفردية أو الجماعية

من جانبها، تشدد خبيرة أسواق المال، حنان رمسيس، على ضرورة التمييز بين ما إذا كان الشخص المُقدم على إعداد خطة مالية بمفرده أو رب أسرة، وإذا كانت القدرة المالية تكفي هذا الشخص أم أن راتبه غير كافي ويعتمد على عمل إضافي لتحقيق الاكتفاء الذاتي، لافتة إلى أن جميعها عوامل تتوقف عليها الاستراتيجية التي سيتبعها في خطته.

وقدمت خلال حديثها مع موقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، مجموعة من النصائح حال كان الشخص يعول أسرة ويكفيه راتبه لتحقيق احتياجاته اليومية، على النحو التالي:

  • من المهم تقسيم الدخل بداية للادخار ويليه المصروفات، مع الأخذ بالاعتبار وضع المصاريف الثابتة أولاً وهي على سبيل المثال الإيجارات والاشتراكات، ومصاريف أساسية (فواتير ) ويفند المصاريف المتغيرة على حسب الاحتياجات .
  • أن يضع الفرد الادخار على رأس أولوياته؛ لأنه حال إنفاقه كل أمواله دون وضع خطة مالية ليدخر منها سينفق كل ما يملك، لذا لابد من أن يؤمن مستقبله.
  • أن تكون لديه مرنة مع كل شهر، ففي شهر ما يقلل الشخص من نفقاته، وآخر يزيدها، فإذا كان هناك بند جديد من الدخل يستطيع أن يدخره لفترة قادمة (لكن مع غلاء الأسعار والتضخم وانخفاض القدرة الشرائية هذا الأمر يعد معضلة حقيقية).
  • لابد من مشاركة الأسرة لتقبل الوضع والاحتفاظ بجزء من المال لاستكمال حياتها المستقبلية.
  • لا ينصح بأن يكون الادخار في حساب جارٍ، ولابد أن يكون في وعاء ادخاري، مع محاولة عدم الاقتراب من المال المدخر لاستكمال رحلة الحياة.
  • البعض لديه القدرة على التخطيط القوي بضغط مصاريفهم واستعاضة سلعة بديلة لأخرى، على سبيل المثال إذا كان يتناول اللحوم يومياً يبدلها بنوع آخر من البروتين البديل أو البقوليات ترشيدًا لاستهلاكه.. إلخ

وحال كان الفرد يضع خطة مالية مستقبلية فردية، توضح خبيرة أسواق المال، أن هذا الشخص غير المرتبط بأسرة يعولها عادة لا يقدر احتياجاته المستقبلية ويرى أنه يستثمر في نفسه ورفاهيته وتحقيق معدل معيشة جيد، لكنه يصطدم بالواقع ليعيد مخططاته من جديد لأنه لم يفكر في جانب الادخار والاستثمار قبل أن يتجه إلى بنود الصرف.

وتشير إلى أن الشخص الذي لا يضع لنفسه خطة مالية يحتفظ من خلالها بماله، وينفق كل ما يتوفر لديه، هو شخصية غير منظمة، فكل ما يرغب فيه يوفره لنفسه بمبرر أن فيما بعد الأسعار سترتفع، لكنه لا يستثمر في سلع مُعمرة وينفق على أشياء للاستهلاك اليومي، منوهة إلى أن ذلك يعرضه فيما بعد لأزمات مالية، خاصة حينما ينخفض معدل دخله أو تم الاستغناء عنه من عمله.

تحسين جودة الحياة

أما أستاذة الاقتصاد وفاء علي، فتذكر لدى حديثها مع موقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” أن التطور الذي يشهده العالم من حولنا يحتاج إلى استراتيجية خاصة، وأن الاستراتيجية تحتاج إلى استدامة، لافتة إلى أن أي شخص يسعى دائماً لتحسين جودة حياته، ويتم ذلك من خلال وضع خطة واضحة للمستقبل.

وعن كيفية بناء موازنة حياتية تؤدي في النهاية إلى وضع مالي محمود، فتقول إنه لابد  من اتباع بعض الخطوات، من بينها:

  • التعامل مع القلق الشخصي الناجم عن الشعور بعدم القدرة على النجاح، وأن يدرك الفرد أنه ليس أمامه خيار آخر سوى النجاح.
  • العمل بشكل محترف على وضع مخطط مالي مستقبلي.
  • تقييم الوضع المالي الحالي بأن يحصر الفرد كل ما يملكه من أموال، ثم يقوم بحصر نفقاته الحالية والمستقبلية.
  • أن يقوم بحصر ما يساعده في عملية التخطيط بالإضافة إلى حصر مديونياته الحالية أو المستقبلية، فالموازنة التخطيطية المستقبلية تعتمد على الإيرادات والنفقات وأيضاً الديون المستحقة أو المستجدات.
  • تتبع سير مفردات الموازنة وكذلك التدفقات النقدية المحتملة أو الأكيدة مع وضع أهداف زمنية قصيرة وطويلة الأجل.
  • اعتبار الأهداف الطويلة هي القدرة على الاستدامة، مع وضع نقاط القوة والضعف، وتحقيق نقاط القوة لضمان النتائج.
  • محاولة ربط الاحتياجات المالية خلال الفترة القريبة، بالأمور التي يريد الشخص فعلها مبكراً، لذا لابد من ترتيب الأولويات بصفة مبكرة عند وضع الموارنة الشخصية فهناك فرق بين الهمجية فى العمل والمنهجية.
  • وضع البدائل وحساب تكلفة الفرصة البديلة والقدرة على تحقيقها بشكل دائم.
  • تقييم الوضع دائماً وحساب نسب الانحراف عن الخطة أو تجاوز الهدف.
  • تحديث الأرقام مع ارتفاع الأسعار أو تغير الظروف.





المصدر


اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *