مانيلا وبكين.. سفينة صدئة من الحرب العالمية تشعل التوترات
أخبار العالم

مانيلا وبكين.. سفينة صدئة من الحرب العالمية تشعل التوترات


وعلى إثر أزمة تلك السفينة “الصدئة” والعالقة بالبحر، وجهت مانيلا اتهامات لبكين باستخدام مدافع المياه وعرقلة مهمة إعادة إمداد جنودها الذين يديرون السفينة التي تحمل اسم “بي آر بي سييرا مادر“.

وردت الحكومة الفلبينية، باستدعاء السفير الصيني، هوانغ شيليان، للاحتجاج على ما وصفته بـ”الاعتداء الصيني على السفن الفلبينية” قرب جزيرة أيونجين شول، المتنازع عليها بين البلدين، وفق صحيفة “مانيلا تايمز” الفلبينية.

والدول المطلة على بحر الصين الجنوبي، الذي تمر به سلع تبلغ قيمتها نحو 3 تريليون دولار كل عام، وهي: تايوان والصين وفيتنام والفلبين وماليزيا وبروناي، تتنازع على مجموعة تضم 8 جزر صخرية غير مأهولة أكبرها مساحة تصل إلى 4 كيلومترات مربعة.

ما هي قصة السفينة وجذور الأزمة؟

تعود جذور الأزمة إلى عام 1999 حين وضعت الفلبين، سفينة قديمة في منطقة المياه الضحلة “إيونجين شوال” كمرفق حكومي دائم ردا على سيطرة الصين على منطقة “ميشيف ريف”، قبل ذلك بأربعة أعوام.

  • في أحدث توتر اعترض خفر السواحل الصيني، يوم الأحد، طريق قارب إمدادات عسكري فلبيني واستهدافه بمدافع المياه.
  • قال رئيس الفلبين فيرديناند ماركوس الابن، يوم الأربعاء، إن بلاده لن تسحب السفينة.
  • وفق بيان، أكد ماركوس، أن: ” تم إلغاء أي اتفاق يقضي بـأن تقوم الفلبين بسحب سفينتها من أراضيها مثلما تقول الصين، اعتبارا من توقيت البيان“.
  • قدمت الفلبين 445 احتجاجا دبلوماسيا ضد الصين منذ عام 2020، وفق المتحدثة باسم خارجية الفلبين ما تيريزيتا دازا.
  • في 2023، نظمت الخارجية الفلبينية 35 احتجاجا دبلوماسيا، منها “مذكرة شفوية”.تم تسليمها أثناء آخر استدعاء للسفير الصيني.
  • تقول الفلبين إن الإجراءات الصينية تنتهك اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار وقرار محكمة التحكيم لعام 2016 بشأن بحر الصين الجنوبي وتنتهك حقوقها السيادية ونطاق سلطتها.

بما ردت بكين؟

  • ردت القوات البحرية الصينية بطرد 4 سفن فلبينية دخلت المنطقة المتنازع عليها.
  • طلبت بكين من الفلبين، يوم الثلاثاء، بسحب السفينة العسكرية.
  • قالت إن استمرار مانيلا في نقل مواد بناء إلى السفينة دفع بكين مؤخرا إلى منع مرور السفن الفلبينية.
  • قالت إن المياه الضحلة التي تسميها “ريناي جياو” تابعة لسيادتها.
  • طالبت بإعادة المنطقة إلى وضعها الأصلي بدون تواجد أفراد أو منشآت، بحسب بيان للخارجية الصينية.
  • تقول إن الفلبين تتعمد وبصورة غير قانونية إلى إصلاح السفينة بدلا من سحبها لتعزيزها من أجل احتلال المنطقة بشكل دائم.
  • اعتبرت أن تصرف الفلبين ينتهك القانون الدولي والإعلان الخاص بسلوك الأطراف في بحر الصين الجنوبي الموقّع بين الصين ودول الآسيان.
  • قالت إن قرار التحكيم ينتهك القانون الدولي و”غير قانوني وباطل ولاغي” ، والصين لا تقبله ولا تعترف به، وفق البيان.

تضامن أميركي مع الفلبين

وعلى إثر الواقعة، قالت الخارجية الأميركية، إن ” ممارسات الصين المتكررة ببحر الصين الجنوبي تهدد بشكل مباشر السلام والاستقرار الإقليميين“.

وتابعت: “واشنطن تقف إلى جانب حليفتها الفلبين في مواجهة مثل هذه التصرفات الخطيرة“.

ما هي قدرات الأسطولين الصيني والفلبيني؟

ويصنف الجيش الصيني في المرتبة رقم 3 بين أضخم 145 جيشا عالميا في 2023، كما تمتلك الصين أضخم أسطول حربي بالعالم.

ووفق إحصاءات موقع “غلوبال فاير بور” الأميركي، يضم الأسطول الصيني 730 وحدة بحرية تجعله في المرتبة الأولى، وتشمل: حاملات طائرات، و3حاملات مروحيات، 50 مدمرة، 43 فرقاطة، 72 كورفيت، 78 غواصة، 150 سفينة دورية، 36 كاسحة ألغام بحرية.

كما تعد الصين بالمرتبة الثانية عالميا من حيث حجم الإنفاق على جيشها بميزانية دفاع تقدر بـ 230 مليار دولار.

أما الجيش الفلبيني ففي المرتبة رقم 32 عالميا، وأسطوله البحري رقم 33 عالميا،، وميزانيته نحو 4.2 مليار دولار.

كما يضم الأسطول الفلبيني، بحسب وكالة “نوفوستي” الروسية، 93 وحدة بحرية تجعله في المرتبة رقم 33 عالميا، تشمل: فرقاطتين، كورفيت واحد، 50 سفينة دورية.

ويقول الخبير العسكري الأميركي بيتر آليكس، لموقع “سكاي نيوز عربية” إن جزيرة لوزون الفلبينية تقع على بعد 200 كيلومتر من تايوان، حليفة واشنطن، لذلك فإن الفلبين ذات أهمية استراتيجية للجيش الأميركي، كموقع محتمل للصواريخ وأنظمة المدفعية التي يمكن استخدامها، لمواجهة أي هجوم بحري صيني على جزيرة تايوان.

وعن سبب تضامن الولايات المتحدة مع الفلبين في أزمة السفينة، يضيف آليكس، أن الولايات المتحدة، ومع تصاعد التوترات مع الصين بشأن تايوان، تسعى إلى بناء 4 قواعد عسكرية في الفلبين.

  • مانيلا تعد أقدم حليف آسيوي لأميركا، ومستعمرة أميركية سابقة تحولت بعد خمس سنوات من استقلالها في عام 1951 إلى شريك استراتيجي“.
  • خلال الحرب الباردة استضافت الفلبين أكبر القواعد الأميركية، ومنشآت حيوية لحروب واشنطن في كوريا وفيتنام“.
  • جغرافية الفلبين وفي ظل التوتر الأميركي مع الصين، تعتبر مركزية للخطط الأميركية لردع بكين“.
  • المناخ السياسي بالفلبين يعزز موقف واشنطن من بناء تلك القواعد بعد عهد الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي الذي سعى لتوثيق العلاقات مع الصين.”
  • الجانبان بينهما اتفاقية تعاون دفاعي تعود لفترة باراك أوباما تسمح بالوصول إلى القواعد العسكرية الفلبينية للتدريب المشترك وتحديد المواقع مسبقاً للمعدات وبناء مرافق مثل المدارج وتخزين الوقود والإسكان العسكري، دون التواجد الدائم.





المصدر


اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *