قررت دولتان من غرب إفريقيا إعادة مواطنيهما من تونس بعد تصريحات مثيرة للتحريض أدلى بها الرئيس قيس سعيد الأسبوع الماضي.
وقال سعيد إن الهجرة كانت “مؤامرة” لتغيير الوضع السكاني للبلاد، وألقى باللوم على “الخونة الذين يعملون في دول أجنبية”.
واعتقل منذ ذلك الحين عشرات المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء.
وقالت ساحل العاج وغينيا إنهما سترسلان طائرات خاصة لإعادة مواطني البلدين.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن المتحدث باسم حكومة ساحل العاج، أمادو كوليبالي، قوله إن “الأمر الأكثر إلحاحا هو إنقاذ الأرواح ومنع وقوع إصابات”.
وكان لدى تونس ما يقدر بنحو 21 ألف مهاجر من إفريقيا جنوب الصحراء في عام 2021، وفقا لأرقام رسمية نقلها ناشط محلي في مجال حقوق الإنسان اتهم سعيد بـ”التحريض على الكراهية” و”التمييز العنصري ضد المهاجرين الأفارقة”.
لكن الرئيس سعيد نفى أنه عنصري.
وبعد تعليقات سعيد، فقد العديد من المهاجرين وظائفهم ومساكنهم بين عشية وضحاها. وأفاد بعضهم بتعرضهم للاعتداء الجسدي.
وقالت طالبة من جنوب إفريقيا لبرنامج بي بي سي أفريكا ديلي بودكاست: “أعطت هذه الكلمات الكثير من الأشخاص ممن لديهم بالفعل هذه المشاعر العنصرية ضوءا أخضر”.
وأضافت أن العديد من الأفارقة من جنوب الصحراء خائفون من الخروج بعد أن أضرمت النيران في منازلهم، وتعرض بعضهم للضرب، وبعضهم تعرض للمضايقة، وبعضهم تعرض للإهانات اللفظية.
وقالت: “لا نشعر بالأمان الشديد للذهاب إلى السلطات لأننا نشعر أن بعضهم يشارك أيضا في هذا … ويقول بعض أصدقائي التونسيين إنهم يشعرون بالخجل من أن يكونوا تونسيين في هذه المرحلة بسبب ما يحدث”.
ومنذ ذلك الحين، سجل المئات من الإيفواريين والغينيين لدى سفاراتي بلديهما لإعادتهم إلى أوطانهم.
وقال سعيد إن “الهدف غير المعلن للموجات المتلاحقة من الهجرة غير الشرعية هو اعتبار تونس دولة أفريقية بحتة لا تنتمي إلى الدول العربية والإسلامية”.
وندد الاتحاد الأفريقي – وتونس عضوة فيه – بالبيان ووصفه بأنه “صادم”، وحذر من “خطاب الكراهية العنصرية”.
ونشرت نجمة التنس التونسية أنس جابر الأربعاء تغريدة تدين “التمييز” وتدعو إلى “حق كل فرد في العيش بكرامة”.
ويعتقد حوالي 80 في المئة من التونسيين أن التمييز العنصري يمثل مشكلة في بلادهم – وهو أعلى رقم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وفقا لمسح نشرته بي بي سي عربي العام الماضي.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.