وتأتي خطوة “فيات”، في خضم تشجيع استخدام التكنولوجيا النظيفة والمستدامة في مجال السيارات وتعزيز الوعي بالمشاكل البيئية المتعلقة بانبعاثات العوادم الضارة.
وتتميز السيارة الجديدة بحجمها الصغير واشتغالها الكُلي بالكهرباء، ويعني اسمها بالإيطالية “الفأر الصغير”.
وتأتي خطوة “فيات”، في خضم تشجيع استخدام التكنولوجيا النظيفة والمستدامة في مجال السيارات وتعزيز الوعي بالمشاكل البيئية المتعلقة بانبعاثات العوادم الضارة.
ويضاف المُصنّع الإيطالي إلى لائحة طويلة من المصنّعين ك”أوبيل” و”رينو” و”بي إس أ”، الذين اختاروا المغرب لإنتاج سياراتهم “النظيفة”.
بنيات تحتية مؤهلة
فسر المحلل الاقتصادي محمد جدري، إقبال رؤوس أموال أجنبية على الوجهة المغربية في مجال صناعة السيارات الصديقة للبيئة، بعدد من الأسباب الموضوعية، من بينها تأهيل المغرب للبنيات التحتية، وتوفر رأسمال البشري، بالإضافة إلى توفير باقة من التسهيلات في الجانب اللوجستي.
وهذه خطة آتت أكلها، حسب الخبير، حيث إن المغرب خطا خطوات كبيرة في مجال صناعة السيارات، وأصبح اليوم يأوي مئات المصانع التي تشغل عشرات الآلاف من العمال، وهو ما جعله يحقق أرقام معاملات كبيرة، بلغت السنة الماضية ما يناهز 11 مليار دولار.
وأبرز في حديث مع “سكاي نيوز عربية”، أن صناعة السيارات الكهربائية في المغرب، تستفيد من المنظومة الصناعية التي تتوفر عليها البلاد في مجال تصنيع السيارات بشكل عام، والتي تعززت على مدى سنوات طويلة، وأكسبت المغرب حِنكة كبيرة.
تجربة طويلة
من جانبه، أكد الخبير الاستراتيجي أمين سامي، أن هذه الطفرة في قطاع السيارات، تأتي بعد إطلاق مخطط تسريع الإقلاع الصناعي ما بين 2014 و2020، الذي ساهم بشكل كبير في تطوير القطاع الصناعي، لا سيما قطاع السيارات والصناعات الغذائية.
وأضاف المتحدث في تصريح خاص لموقع “سكاي نيوز عربية” أن المغرب يُعد اليوم من المنتجين الكبار للسيارات، بمختلف أشكالها خاصة بعد استقرار كبرى الشركات العالمية والدولية في تصنيع وتركيب أجزاء السيارات على أراضيه.
وفي معرض حديثه، أشار سامي إلى التقرير الرسمي الأخير الصادر عن مندوبية التخطيط في الفصل الثاني لسنة 2023، وتوقعاتها للفصل الثالث، الذي كشف أنه من المرجح أن يعرف القطاع انتعاشة اقتصادية، خاصة قطاع تصنيع أجزاء النقل الذي سيحافظ على مساره التصاعدي بنمو يقدر ب 13,6% وذلك بفضل استمرار دينامية مبيعات النقل، خاصة سيارات الركاب وقطع غيارها بنسبة 16,3% و16,4% على التوالي.
موقع استراتيجي
شدد أمين سامي على أن المغرب أضحى منصة إقليمية دولية في صناعة السيارات على المستوى الإفريقي، وعزز ذلك قربُه الجغرافي من أوروبا، إلى جانب استثماره المبكر في تأهيل أيادي عاملة مؤهلة في هذا المجال، خاصة بعد توجه المملكة منذ سنوات إلى إنشاء إستراتيجية “مدن المهن والكفاءات” التي يرمي إلى تكوين يد عاملة ذات جودة في مهن قطاع السيارات ومهن صناعية أخرى كصناعة الطائرات.
واعتبر أن التوجه العالمي اليوم نحو الطاقات المتجددة والنظيفة خاصة بعد إقرار الاتحاد الأوروبي في نهاية 2030 القطع مع السيارات البترولية والاتجاه نحو تعميم استعمال السيارات الكهربائية، سيكون مفيدا جدا للمغرب على اعتبار أنه بلد مؤهل لاحتضان الشركات والمؤسسات الدولية والعالمية المصنعة في هذا المجال، نظرا لما يتوفر عليه من مناطق صناعية مجهزة وموانئ عصرية، مثل ميناء طنجة المتوسطي وقدرته العالية على معالجة الحاويات والطلبيات في أقل مدة ممكنة وسلاسل الإمداد اللوجستية الحديثة.
وإلى جانب “فيات” الإيطالية، أعلنت شركة “أطلس إي موبيليتي غروب”، وهي شركة بريطانية مغربية، عن خطتها لتطوير وإطلاق سيارة كهربائية فاخرة بحلول عام 2026.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة محمد يحيى البقالي في تصريح لوسائل إعلام محلية، إن السيارة الكهربائية التي لم يتم الكشف عنها بعد ستكون سيارة “بسيطة ولكنها عملية أيضًا” مستوحاة من “التصميم والهوية المغربية”. مؤكدا على أنها “ستستخدم فقط التقنيات التي يحتاجها المستهلك بالفعل ويبحث عنها”. وستستهدف الشركة في البداية الأسواق الأوروبية والإفريقية والشرق أوسطية.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.