ويشرح خبيران في مجالي البيئة والتحول الرقمي لموقع “سكاي نيوز عربية” كيف يمكن أن يقوم الذكاء الاصطناعي بمهمة الفصل بين المخلفات، وهل يمكن له تحقيق حلم “المرحلة الصفرية” من النفايات الصلبة.
وتزداد الحاجة لتحسين وتسريع وسائل التخلص الآمن من النفايات وإعادة تدويرها مع التحديات التي تهدد بيها المخلفات الصلبة البيئة، والمنتظر أن تتزايد بنسبة 70% بحلول عام 2050، وفق تقرير للبنك الدولي.
فصل 28 نوعا
خبير التحول الرقمي وأمن المعلومات، زياد عبد التواب، يثمّن التوجه للاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي في هذا المجال، معتبرا أن الطرق التقليدية اليدوية “بها الكثير من الأخطاء البشرية في الفصل بين أنواع النفايات، إضافة للبطء”.
وعما يمكن أن يقدمه الذكاء الاصطناعي في مجال التخلص من النفايات، يوضح أن لديه “القدرة على فصل النفايات في 28 نوعا، منها الورق والزجاج والبلاستيك ومواد البناء والنفايات الإلكترونية والأجهزة المنزلة القديمة، وبسرعة وكفاءة عاليتين”.
أما القصور في بعض الشركات في الإدارة الذكية للنفايات، فيرجع للشركة ذاتها، ولقدرتها على الاستغلال الأمثل لتقنيات الذكاء الاصطناعي، ولا يرجع لقصور التقنيات الذكية، وهذه الشركات تحتاج إلى التطوير المستمر، بتعبير عبد التواب.
المرحلة الصفرية
عن طريقة عمل الذكاء الاصطناعي في مجال النفايات، يقول الخبير البيئي، أيمن قدوري، عضو الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، إنه بفصل المخلفات الصلبة بالاعتماد على كاميرات ومستشعرات تتعرف على النفايات لتفصلها لمواد قابلة للتدوير واخرى للتحليل؛ للوصول إلى المرحلة الصفرية من بقايا النفايات الصلبة.
لكن هل يمكن الوصول لهذه المرحلة فعلا؟
يجيب قدوري:
• الوصول للمرحلة الصفرية لبقايا المخلفات الصلبة يعني عرقلة عجلة الصانع الذي يستخدمها في إعادة التدوير، ولعدة مرات، وهذا تحدي يواجه عملية التخلص منها.
• الهدف من إدخال الذكاء الاصطناعي هو القيام بعملية تدوير مثالية، لكن أرى أن عمله سيكون محدودا، ولن يصل إلى المثالية.
• إدخال الذكاء الاصطناعي في معالجة النفايات الصلبة يتطلب تنسيقا بين الشركات المتبنية لاستخدامه في هذا المجال وبين الشركات الصناعية المتسببة في طرح النفايات.
• نظراً لوجود أشكال متعددة من النفايات، وبعضها تتغير حالته مع الوقت، فإن مساهمة الذكاء الاصطناعي في معالجتها ستكون قليلة؛ لذا يلزم وجود تعاون بين الصانع والمدور للنفايات للسيطرة على عملية التغيير، والوصول إلى المرحلة الصفرية.
• هذا يعني مثلا أن يضع الصانع كودات أو أشرطة تعريفية من ليسهل على كاميرات الذكاء الاصطناعي الفصل و الفرز.
خطورة النفايات الصلبة
وفق قدوري، فإن النفايات الصلبة أنواع، منها ما ليس بخطر، وهو العضوي القابل للتحلل في التربة، وهذا يستفيد منه النبات كمواد أولية، أو يتم استخدام هذا النوع كعلف للحيوانات.
أما النوع الخطر على البيئة والصحة فهو الذي ينتجه الإنسان بعد التطور الصناعي وهدف الوصول للرفاهية، ولا يتحلل أغلبه، مثل المنتجات البلاستيكية، التي قد تحتاج إلى 500 عام للتحلل، والمخلفات الصناعية التي منها السام والمشع والقابل للاشتعال.
ومن مخاطر هذه المخلفات حسب الخبير البيئي:
•التسبب في انبعاثات غازية ذات روائح كريهة، أبرزها غاز الميثان، وهو أحد الغازات الدفيئة المسببة بنسبة 30% من مجمل الانبعاثات الغايزة المسببة بدورها لظاهرة الاحترار العالمي.
• بقاء المخلفات يسبب انسداد المجاري المائية السطحية، تلويث المياه الجوفية.
• إنتاج غازات مسرطنة عند حرق الحاويات الحاوية على الكلور في مناطق مكشوفة.
• جذب الحشرات والفيروسات والأمراض.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.