وفي تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية”، كشف المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، أحمد المنظري، عن تفاصيل الوضع الصحي الراهن، قائلا إن “القطاع الصحي بالسودان يعاني بشدة تحت وطأة أزمة صحية غير مسبوقة”.
وقال المنظري: “رغم ما يبديه الأطباء والعاملون الصحيون من بسالة وتفانٍ في التعامل مع العواقب الصحية للأزمة، فإن القتال المحتدم في السودان على مدى الشهرين الماضيين، أسفر عن خسائر بشرية بلغت 1081 وفاة، و11714 إصابة”.
كما أشار إلى أن القتال “أدى إلى أضرار كبيرة في البنية التحتية للبلد، ومن بينها المرافق الصحية، التي توقف قرابة 60 بالمئة منها عن العمل، أو نُهبت أو جرى تدميرها”.
وحدد المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، آخر مستجدات تدهور الوضع الإنساني ومخاوف انتشار الأوبئة في عدد من النقاط، قائلا:
- هناك مخاوف جمّة من زيادة مخاطر انتشار الأمراض المنقولة بالمياه أو النواقل، وعلى رأسها الملاريا، أو فاشيات مثل الحصبة.
- نخشى أيضا انتقال هذه الأمراض أو غيرها إلى البلدان المجاورة، بسبب تجمع عدة عوامل مثل موسم الأمطار، ونزوح السكان، ومحدودية الحصول على مياه شرب آمنة.
- الوضع يزداد سوءا مؤخرا نتيجة تزايد الاعتداءات والهجمات على المرافق الصحية، والتي بلغت أكثر من 46 هجوما، كما تعرضت أصول بعض وكالات الأمم المتحدة للهجوم أو النهب أو التدمير.
- تضاءلت الإمدادات الطبية بشكل كبير، في حين اضطر العديد من العاملين الصحيين إلى الفرار لخارج السودان.
- خلال الأيام الأخيرة، توقف تقديم العديد من الخدمات بالغة الأهمية، مثل الرعاية الصحية للأمهات والأطفال، وعلاج الأشخاص الذين يعانون أمراضا مزمنة.
- من المتوقع أن يعاني أكثر 100 ألف طفل من سوء التغذية الحاد المصحوب بمضاعفات طبية، بحلول نهاية العام.
- قدمت منظمة الصحة الدعم التقني واللوجيستي لحملة التطعيم التفاعلي ضد الحصبة، في إطار الجهود التي تبذل للحد من ظهور الأوبئة واحتواء فاشيات الأمراض.
- نأمل التوسع في حملات التطعيم، وهذا يتطلب ضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني، والمرور الآمن للمساعدات الإنسانية في البلاد.
- وفرنا حتى الآن 170 طنا من المساعدات، إضافة إلى عشرات الأطنان من المساعدات المقدمة في المناطق الحدودية للفارين من العنف إلى دول الجوار مصر وتشاد وجنوب السودان وإثيوبيا.
- نحث جميع الأطراف (الجيش والدعم السريع) في السودان على وقف القتال، والانسحاب من المرافق الصحية والمستودعات التي تخزن فيها الأدوية، وحماية العاملين الصحيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع الولايات.
وسبق أن وصف رئيس وفد اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ألفونسو بيريز، الوضع الإنساني في السودان بـ”المريع”، وسط مخاوف من تفشي الأمراض، لأن العديد من السكان ليس لديهم خيار سوى استخدام مياه الشرب غير الآمنة من نهر النيل أو من مصادر أخرى.
أزمة طاحنة
- وفقا لبيانات الأمم المتحدة، فقد نزح أكثر من 2.2 مليون شخص بسبب القتال، بما في ذلك فرار أكثر من 500 ألف إلى البلدان المجاورة.
- يعاني من ظلّ في الخرطوم من انهيار الخدمات مثل الكهرباء والمياه وشبكات الاتصالات، بينما ينهب اللصوص المنازل، ومعظمها في الأحياء الميسورة.
- نصف مستشفيات الخرطوم البالغ عددها 130 مستشفى لا تعمل، وجميع مستشفيات ولاية غرب دارفور خارج الخدمة.
- دعت الأمم المتحدة إلى توفير 3 مليارات دولار حتى نهاية العام، لمساعدة ملايين الأشخاص في السودان، ومئات الآلاف ممن اضطروا للفرار إلى البلدان المجاورة.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.