حذر خبراء، من بينهم رؤساء “أوبن إيه آي” و”غوغل ديبمايند”، من أن الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى انقراض البشرية.
ودعم عشرات الخبراء بيانا نُشر على الصفحة الإلكترونية لمركز أمان الذكاء الاصطناعي.
وأفاد البيان بأن “التخفيف من خطر الانقراض الناتج عن الذكاء الاصطناعي، يجب أن يحتل أولوية عالمية إلى جانب المخاطر الأخرى على مستوى المجتمع مثل الأوبئة والحرب النووية”.
بيد أن آخرين وصفوا تلك المخاوف بأنها مبالغ فيها.
وأيد البيان سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة “أوبن إيه آي” الصانعة لروبوت الدردشة “تشات جي بي تي”، وديميس هاسابيس، الرئيس التنفيذي لشركة “غوغل ديبمايند”، وداريو أمودي، من شركة “أنثروبيك”.
كما دعم جيفري هينتون، الذي أصدر تحذيرا سابقا بشأن مخاطر الذكاء الاصطناعي الفائق، تلك الدعوة.
ووقّع يوشوا بنجيو، أستاذ علوم الكمبيوتر بجامعة مونتريال، على البيان.
ويوصف الدكتور هينتون والبروفيسور بينجيو والبروفيسور يان من جامعة نيويورك، بأنهم “عرّابو الذكاء الاصطناعي” لعملهم الرائد في هذا المجال، بعد أن فازوا مجتمعين بجائزة تورينغ عام 2018، والتي تمُنح لتكريم المساهمات البارزة في علوم الكمبيوتر.
بيد أن البروفيسور ليكون، الذي يعمل أيضا في شركة “ميتا”، وصف تلك التحذيرات المقلقة بأنها مبالغ فيها.
ويعتقد العديد من الخبراء الآخرين بالمثل أن مخاوف قضاء الذكاء الاصطناعي على البشرية غير واقعية، وتشتيت للانتباه عن قضايا مثل التحيز في الأنظمة التي تمثل بالفعل مشكلة.
وقال آرفيند نارايانان، عالم كمبيوتر بجامعة برينستون، لبي بي سي سابقا إن سيناريوهات الكوارث الشبيهة بالخيال العلمي غير واقعية، مضيفا: “الذكاء الاصطناعي الحالي ليس قريبا من القدرة الكافية على تحقيق مثل هذه المخاطر. وبناء على ذلك فإنها تصرف الانتباه بعيدا عن أضرار الذكاء الاصطناعي على المدى القريب”.
وقفة لازمة
كثّفت التغطيات الإعلامية، منذ مارس/آذار الماضي، على تناول التهديد “الوجودي” المفترض بسبب الذكاء الاصطناعي، لاسيما عندما وقّع خبراء، من بينهم إيلون ماسك، رئيس شركة “تسلا”، خطابا مفتوحا يحث على وقف تطوير الجيل التالي من تقنية الذكاء الاصطناعي.
وتساءلت تلك الرسالة عما إذا كان يتعين علينا “تطوير عقول غير بشرية قد يفوق عددها في النهاية، وتتفوق في الذكاء، وتحل محلنا”.
وعلى النقيض تحتوي الحملة الجديدة على بيان قصير للغاية يدعو إلى “فتح باب النقاش”.
مخاطر وتهديدات محتملة
اعترف ألتمان، في وقت سابق، بالتأثير الذي قد يُحدثه الذكاء الاصطناعي على الاقتصاد، والذي يشمل احتمال أن تحل تقنية الذكاء الاصطناعي محل بعض الوظائف، ما قد يؤدي إلى تسريح العمالة في مجالات معينة.
وقال: “سيكون هناك تأثير على الوظائف. نحاول أن نكون واضحين للغاية في هذا الشأن”.
كما أبدى ألتمان للمشرعين الأمريكيين قلقه بشأن التأثير المحتمل على الديمقراطية، وكيف يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لإرسال معلومات مضللة أثناء الانتخابات، وهو احتمال قال إنه من بين “الأمور التي تثير مخاوفه الكبرى”.
وكانت شركة أبحاث الذكاء الاصطناعي “أوبن أيه آي” قد كشفت، في وقت سابق، عن تحديث روبوت الدردشة “تشات جي بي تي 4″، ليصبح قادرا على إنشاء وتحرير النصوص، والتكرار مع المستخدمين في مهام الكتابة الإبداعية والتقنية، مثل تأليف الأغاني أو كتابة سيناريوهات أو تعلم أسلوب كتابة المستخدم، كما أنه متعدد الوسائط، فيمكنه فهم الصور وإخراج النص بناء على الصور.
وقدّر تقرير نشرته مجموعة غولدمان ساكس في مارس/ آذار 2023، أن الذكاء الاصطناعي القادر على توليد وكتابة المحتوى يمكنه القيام بربع العمل الذي يقوم به البشر حاليا.
ويُشير التقرير إلى أن 300 مليون وظيفة سيتم الاستغناء عنها في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، بسبب الأتمتة. وقد يكون هذا أمرا مروعا، كما يقول مارتن فورد، مؤلف كتاب “قواعد الروبوتات: كيف سيحوّل الذكاء الاصطناعي كل شيء”.
وقال: “يمكن أن يحدث التحول لكثير من الناس وبشكل مفاجئ تماما، ومن المحتمل أن يحدث كل ذلك في نفس الوقت. وهذا له تداعيات على الأفراد، وعلى الاقتصاد بأكمله”.
ولحسن الحظ، ليست كل الأخبار سيئة. فقد أطلق الخبراء تحذيراتهم مع بعض التحفظ، فلا تزال هناك أشياء لا يستطيع الذكاء الاصطناعي القيام بها – فالمهام التي تنطوي على صفات بشرية مميزة، مثل الذكاء العاطفي والتفكير خارج الصندوق لن يتم المساس بها في الوقت الحالي. لذلك فإن انتقال الأفراد إلى وظائف تعتمد على تلك المهارات سيساعد في تقليل استخدام الروبوتات بدلا من البشر.
وقال كبير علماء غوغل جيف دين: “لا نزال نلتزم بمقاربة مسؤولة للذكاء الاصطناعي. نتعلم باستمرار لفهم المخاطر الناشئة في ظل الابتكار بجرأة أيضا”.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.