نبدأ عرض الصحف البريطانية من الغارديان التي نشرت تحليلا بعنوان “الغرب بين الخوف والأمل مع استمرار حكم أردوغان لتركيا”.
وكتب باتريك وينتور أن “الغرب يخشى أن يستغل أردوغان النتيجة لأخذ تركيا – العضو المؤسس لحلف الناتو – بعيداً عن الغرب العلماني الليبرالي”.
وأضاف أن الغرب “يأمل في أنه نظراً لعدم أهليته للترشح مرة أخرى، وبالتالي التحرر من الحاجة إلى إرضاء الناخبين القوميين لبقية حياته السياسية، قد يكون أردوغان على الأقل منفتحا ويبني سياسته الخارجية على شيء آخر غير مبدأ الحفاظ على الذات”.
وأوضح الكاتب أن “القضية الفورية هي منعه من الوقوع في حضن فلاديمير بوتين”.
ونقل عن أحد الدبلوماسيين الغربيين قوله: “في الآونة الأخيرة نمت لديه كراهية حقيقية تجاه القيم الغربية”.
كما ذكّر بقول وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، خلال الحملة الانتخابية “إن أي شخص يظهر ميولاً مؤيدة للغرب هو خائن”. ويعلّق وينتور على تصريح صويلو بالقول “ربما كان مجرد خطاب انتخابي، لكنه يعكس عقلية في تركيا وربما في بلدان أخرى”.
وتابع الكاتب “سيأتي الاختبار الأول لأردوغان في قمة الناتو في فيلنيوس حيث سيطلب منه التخلي عن حق النقض الذي استخدمته تركيا ضد انضمام السويد للناتو”.
وأضاف “لقد رفع بالفعل حظره على عضوية فنلندا لكنه ترك السويد في طي النسيان وفي منطقة رمادية يحتمل أن تكون خطرة”.
وأشار إلى أن “السويد التي تضم عددا أكبر من السكان الأكراد مقارنة بفنلندا، تقول إنها تكافح من أجل تبرير بعض مطالب أردوغان، بما في ذلك تسليم 140 كرديا، لم يتم نقل أسمائهم بشكل نهائي إلى الحكومة السويدية”.
وأوضح أن “ستوكهولم تشدد قوانينها لمكافحة الإرهاب لإرضاء أنقرة وهي مستعدة لدراسة الأدلة على أن الجالية الكردية في السويد أصبحت مصدراً كبيرا لتمويل حزب العمال الكردستاني المصنف كمنظمة إرهابية من قبل الاتحاد الأوروبي وتركيا. لكن الحكومة السويدية اليمينية لا تستطيع أن تأمر قضاتها بتسليم الأكراد”.
ولفت إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن “على الرغم من وصفه لأردوغان بأنه مستبد، على استعداد لرفع الحظر، وتأييد بيع طائرات أف-16 بقيمة 20 مليار دولار وفتح فصل جديد مع تركيا”.
لكن وينتور قال إن “على الرئيس الأمريكي أولا إقناع قادة لجنتي الشؤون الخارجية في مجلسي النواب والشيوخ بتأييد البيع. وألمح مايكل ماكول، الرئيس الجمهوري للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، مؤخراً إلى المرونة، قائلا إنه مستعد لتأييد الصفقة طالما تم حل قضية الناتو السويدية”.
وأشار إلى أن “الديمقراطيين في الكونغرس يريدون تأكيدات أوسع بشأن وقف تركيا لتهديداتها لليونان، لذا فإن الحديث عن وقف التدريبات العسكرية في بحر إيجه واعد”.
وأضاف التحليل أنه “حتى بيع الأسلحة لن ينهي في حد ذاته مقاومة أردوغان للجهود الغربية لفصله عن بوتين”.
وذكّر بأن أردوغان “كان قد قال في حملته الانتخابية إن تركيا وروسيا تربطهما علاقة خاصة. وتحدث عن علاقاته الشخصية مع بوتين، قائلا إنها تضعه في وضع جيد للعمل كوسيط بشأن الحرب في أوكرانيا”.
ورأى وينتور أن “كل هذا جعل من الصعب على المسؤولين الأمريكيين الذين سافروا إلى أنقرة حث أردوغان على تضييق الخناق على الشركات التركية التي تعمل كقناة لتجاوز العقوبات الغربية على روسيا لدعم أوكرانيا. وقد أثارت الولايات المتحدة الصفقات التركية مع الشركات الروسية الخاضعة للعقوبات، والتجارة مع روسيا في المنتجات الغربية الصنع، وتصدير ما يسمى بالسلع ذات الاستخدام المزدوج مثل البلاستيك والمطاط والإلكترونيات إلى روسيا دون تأثير يذكر”.
واعتبر أن “تركيا ببساطة ليست مستعدة لفرض عقوبات على روسيا، وواشنطن ليست مستعدة لفرض عقوبات ثانوية على تركيا، خوفاً من أن يدفع أردوغان إلى أحضان بوتين”.
وقال إنه “على نطاق أوسع، يفضل الغرب خطط أردوغان لخفض التوترات مع جيرانه بما في ذلك السعودية وسوريا ومصر وأرمينيا”.
تضخم أسعار المواد الغذائية مستمر
ننتقل إلى افتتاحية صحيفة الفايننشال تايمز حول تضخم أسعار الغذاء.
واعتبرت الصحيفة أنه “ربما لا يوجد متغير سياسي أكثر أهمية عبر التاريخ من سعر الغذاء”.
وأوضحت أنه “لن ينظر الناس إلى أي حكومة، سواء كانت ديمقراطية أو ديكتاتورية، على أنها شرعية إذا كانوا غير قادرين على إطعام أسرهم”.
وأضافت “من الأنباء غير السارة أنه في الوقت الذي تنخفض فيه أسعار الطاقة من ذروتها القصوى، التي وصلت إليها في العام الماضي، يظل تضخم أسعار الغذاء في قسم كبير من العالم مرتفعا”.
وقالت الصحيفة: “عندما تضطر أعداد متزايدة من الناس إلى إلغاء بعض وجبات الطعام، فمن المغري إلقاء اللوم على بائعي الطعام”.
وأضافت “لكن الاتهامات بزيادة الجشع في غير محلها، على الأقل في أسواق المواد الغذائية في المملكة المتحدة. إذ إن المتاجر الكبرى معروفة بأنها جيدة في المنافسة السعرية”.
وأشارت الفايننشال تايمز إلى أن “تضخم أسعار الغذاء قصة عالمية”، فقد ارتفعت أسعار السلع الغذائية خلال الغزو الروسي واسع النطاق لأوكرانيا العام الماضي.
وتابعت أنه “في الولايات المتحدة، الأقل انفتاحا دوليا من اقتصادات أوروبا، قفز نمو أسعار الغذاء في العام الماضي أيضا – ولكن إلى ذروة أقل. وتباطأ تضخم أسعار الغذاء في الولايات المتحدة منذ أغسطس/آب، تماشيا مع أسعار الطاقة والأسعار الإجمالية، وانخفض إلى نحو 7 في المئة في أبريل/نيسان”.
وقالت إنه “لا بد أن يحدث الشيء نفسه في نهاية المطاف في أوروبا”.
وأضافت: “يظهر مؤشر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة لأسعار الغذاء أن أسعار السلع الغذائية العالمية بلغت ذروتها قبل عام وانخفضت بنحو الخمس منذ ذلك الحين”.
وأشارت إلى أنه “حتى الآن، لم يستفد المستهلكون الأوروبيون من هذا التطور الإيجابي”.
وأضافت: “قد يكون ذلك لأن صدمة أسعار الطاقة كانت أكبر من أي مكان آخر وأضافت المزيد من التكاليف المستمرة لإنتاج الغذاء الأوروبي”.
وختمت بالقول “حتى في أفضل السيناريوهات، عندما تنخفض الأسعار قريبا، لا ينبغي لنا أن نتوقع أن يكون هذا لمرة واحدة. وبما أن تغير المناخ يجلب المزيد من الطقس المتطرف، فإن تقلبات أسعار المواد الغذائية ستزداد حدة. ومن الأفضل للحكومات أن تستعد”.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.