محاولة الصين استخدام المزارع التي تستأجرها في الولايات المتحدة “لأنشطة تجسسية” تثير قلق الأمريكيين، وتلقى اهتمام صحف بريطانية، إضافة إلى مرور عام كامل على بداية الغزو الروسي لأوكرانيا وما نتج عن ذلك من تداعيات مختلفة.
نشرت جريدة التايمز تقريرا لمراسلها في واشنطن دافيد شارتر، والصحفي هيوه توملينسون، بعنوان “استنفار في الولايات المتحدة بعد شراء الصين أراض مجاورة لمواقع عسكرية في ولاية تكساس”.
يقول التقرير إن استثمار الصين الضخم في شراء مزارع عبر الولايات المتحدة رفع الشكوك في أن بكين تستخدمها للتجسس على مؤسسات عسكرية، ونووية أمريكية.
ويضيف التقرير أن سلسلة من عمليات الشراء الحديثة، التي أجراها ضابط سابق في الجيش الصيني مؤخرا، واستحوذ بموجبها على آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية، المجاورة لقاعدة عسكرية في ولاية تكساس الأمريكية عززت المخاوف من أن عمليات التجسس الصينية داخل الأراضي الأمريكية، ربما تكون أكثر عمقا مما كان متخيلا في السابق.
ويشير التقرير إلى أن لجنة برلمانية ستعقد جلسة علنية الأسبوع المقبل، للتحقيق في ملف قدرات الصين التجسسية، وهو الأمر الذي تم تحديده بعد إسقاط “منطاد التجسس الصيني”، الذي أسقطته المقاتلات، بعد دخوله الأجواء الأمريكية.
وينقل التقرير عن داستي جونسون النائب الجمهوري، وعضو لجنة الصين في الكونغرس، قوله “الغذاء والأمن أمران متعلقان بالأمن القومي، وعندما نتعامل مع إمدادات أساسية لبقاء الأمة، لا يجب أن نتنازل عن أي سلطات أكثر مما ينبغي”.
وينقل التقرير عن وزارة الزراعة الأمريكية، أن البيانات تشير إلى أنه خلال عام 2021، امتلك الصينيون نحو 384 ألف هكتار من الأراضي الزراعية، ورغم أن ذلك لا يمثل سوى واحد في المئة من الأراضي الزراعية التي يمتلكها الأجانب عبر البلاد، إلا أن هذه المساحة تبلغ ضعف مساحة مدينة نيويورك.
ويواصل أن الأزمة الأكبر تكمن في أن الأراضي التي يمتلكها الصينيون، تقع بالقرب من مواقع عسكرية تابعة للجيش الأمريكي، منها 370 هكتارا قرب قاعدة “غراند فورك” الجوية، في ولاية داكوتا الشمالية، التي تضم طائرات مسيرة، وتقدم الصينيون بطلب تصريح لبناء طاحونة للذرة، على بعد نحو 19 كيلومترا من القاعدة.
ويختم التقرير بالتأكد على قيام مسؤولين أمريكيين بالتحذير من قيام عملاق التكنولوجيا الصيني، شركة هواوي، ببناء أبراج لتعزيز شبكة الهواتف النقالة، قرب مواقع عسكرية، بينها قاعدة مالستروم الجوية في مونتانا، التي يوجد بها أكثر من 100 صاروخ نووي.
“لماذا أقدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على غزو أوكرانيا”
الغارديان نشرت مقالا لأناتول ليفين، مدير برنامج الشؤون الأوروأسيوية، في معهد كوينسي للدراسات، ومؤلف كتاب، “أوكرانيا وروسيا، الإخوة الأعداء”.
يتسائل ليفين في المقال، “لماذا أقدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على غزو أوكرانيا لمحاولة الاستيلاء على العاصمة كييف، في مطلع عام 2022، دون أن يفعل ذلك في السنوات السابقة؟
ويشير ليفين إلى أن بوتين كان يطمع دوما في السيطرة على أوكرانيا، ويظهر ذلك في جميع خطاباته السابقة، مواصلا التساؤل لماذا لم يقدم بوتين على هذه الخطوة بعد الثورة الأوكرانية عام 2014، لكنه فقط استقطع شبه جزيرة القرم، وضمها، بالإضافة لتقديم الدعم للانفصاليين في الشرق بشكل مستتر؟
ويوضح ليفين أن المتشددين في روسيا ينتقدون بوتين، لتأخره في غزو أوكرانيا، وقد كان الجيش الأوكراني ضعيفا بشكل كبير في عام 2014، كما كان رئيس البلاد فيكتور يانوكوفيتش، مواليا لروسيا، وقد كانت حوادث قتل المواطنين الأوكرانيين الذين كانوا يتظاهرون تأييدا لروسيا في منطقة أوديسا الأوكرانية عام 2014، تشكل ذريعة جيدة لروسيا للإقدام على الغزو.
ويعتبر الكاتب أن السبب الرئيسي لتراخي بوتين، بهذا الصدد هو ما كان يشكل قلب الاستراتيجية الروسية، التي ظلت مستقرة منذ حقبة التسعينيات من القرن الماضي، وهو محاولة الحفاظ على مسافات كبيرة بين روسيا، والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، ومحاولة فرض حال جديدة على الصعيد الأمني مع أوروبا، بتعزيز الشراكة الاقتصادية معها.
ويضيف أن أي محاولة لغزو أوكرانيا، كانت ستضر بتلك الشراكة، وستدفع روسيا نحو عزلة سياسية، واقتصادية، وبالتالي ستصبح روسيا معتمدة بشكل كلي على الصين، وهو الأمر الذي يشكل خطورة كبرى.
ويضيف أن الاستراتيجية الروسية كانت صحيحة وقتها، وترتكز على محاولة تقسيم الغرب، والسيطرة بشكل ناعم على الدول السابقة التي انشقت عن الاتحاد السوفيتي، ويستدل على ذلك بما كتبه بوتين عام 2012، في مقال منشور قائلا “روسيا جزء لا ينفصل عن أوروبا الكبرى، والحضارة الأوروبية الأشمل، ومواطنونا يعتبرون أنفسهم أوروبيين”.
ويخلص ليفين إلى أن الغزو الروسي لأوكرانيا دمر أي نوع من التعاطف الذي اكتسبته موسكو في السنوات السابقة داخل المؤسسات الفرنسية والألمانية، وبالتالي أصبحت فكرة وجود تفاهم سلمي معقول في أوروبا، من المستحيلات، وهو الأمر الذي يعتبر”الغزو الروسي المجرم لأوكرانيا، مسؤولا عنه لكن أيضا ينبغي أن نعترف أننا في أوروبا و أوروبا الغربية تحديدا، لم نقدم سوى القليل في محاولة الإبقاء على حلم غورباتشوف بأوروبا موحدة، على قيد الحياة”.
“الرعب في أوكرانيا”
نشرت الإندبندنت تقريرا لمراسلها كيم سينغوبتا بعنوان “أمضيت 20 عاما في تغطية الصراعات من العراق إلى سوريا، لكن لا شيء جعلني مستعدا للرعب في أوكرانيا”.
يقتبس سينغوبيتا قول إيرينا بوندارينكا، التي كانت تبحث عن جثة شقيقها في مقبرة جماعية في بوتشا، عندما همست قائلة “هؤلاء بشر، لقد ألقوهم كما لو كانوا أكياسا من القمامة”، فقد كانت الجثث ملقاة في قبر سطحي، وهي في أكياس بلاستيكية سوداء.
ويشير سينغوبتا إلى وقوع جرائم كثيرة منها الاغتصاب، والتعذيب، والقتل، والاختطاف، وكلها طالت المدنيين العزل، مضيفا أنها جرائم معتادة بالنسبة للصحفيين الذين يغطون الحروب، والصراعات المسلحة، في مختلف أنحاء العالم.
ويضيف، “بالطبع لقد غطيت جرائم تستهدف فئات معينة، كما في العراق، حيث تم تفجير الفندق الذي كنت أقيم فيه في بغداد، بواسطة شخص يرتدي حزاما ناسفا، ما أدى لمقتل 40 شخصا، كما تعرض زملاء مثل جيمس فوللي، وستبفين سوتلوف للاختطاف والقتل من قبل مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا”.
ويواصل سينغوبتا القول “لكن حتى وسط هذا العالم المليء بالمخاطر، والمعاناة هناك شعور مختلف فيما يتعلق بأوكرانيا، فما يجري هنا على مدار العام الماضي، له آثار مزلزلة على هذه الحقبة من التاريخ المعاصر، لا يقل عن آثار سقوط حائط برلين، وهجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول”.
ويوضح أن هذا هو أول صراع تقليدي مسلح في القارة الأوروبية، منذ الحرب العالمية الثانية، ويتم خلاله استهداف المدن، وتدميرها بأسلحة باليستية، ومدفعية ثقيلة، كما يبدو أن القتل سيستمر باستخدام أسلحة أكثر تطورا، بسبب حشد الأسلحة من الجانبين.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.