بعد أن أجرت الحكومة السعودية كثيراً من التسهيلات لدخول السياح إلى البلاد بما فيها التأشيرات الإلكترونية التي تصدر برسوم رمزية، كشف تقرير صادر من منظمة السياحة العالمية عن نمو أعداد الزوار القادمين إلى المملكة بنسبة 64 في المائة خلال الربع الأول من العام الحالي مقارنةً بذات الفترة من 2019.
وقال خبراء لـ«الشرق الأوسط» إن المملكة استطاعت أن تضع نفسها على خريطة السياحة العالمية، وتشهد قفزات كبيرة في المؤشرات الدولية بعد تسهيل كافة الإجراءات المتعلقة بدخول الزوار عبر تأشيرات إلكترونية تصدر برسوم رمزية، التي ساهمت في مضاعفة السياح القادمين إلى البلاد.
7.8 مليون سائح
وبحسب التقرير، حققت السياحة السعودية إنجازات دولية، أبرزها الوصول إلى المركز الثاني عالمياً في نسبة نمو عدد السياح الدوليين للربع الأول من عام 2023، وكذلك المراتب 11 و13 في مؤشري الإيرادات، والسياح الدوليين، في العام المنصرم.
وتقدمت السياحة السعودية 12 مركزاً في الربع الأول من العام الحالي، قياساً بذات الفترة من عام 2019.
وواصلت المملكة إنجازاتها الدولية، حيث استقبلت حوالي 7.8 مليون سائح لجميع الأغراض خلال الربع الأول من العام الحالي، الذي يمثل أعلى أداء ربعي تاريخياً، لتحقق نمواً بنسبة 64 في المائة، وبذلك حققت الدولة المركز الثاني بين قائمة البلدان الأكثر نمواً على مستوى العالم خلال المدة، وفقاً لأحدث البيانات الواردة للمنظمة.
الناتج المحلي
وأكد أحمد الخطيب، وزير السياحة السعودي، أن هذا الإنجاز يضاف إلى النتائج التي حققتها المملكة في مختلف المجالات، وذلك تتويجاً لتوجيهات الحكومة، ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملكِ سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، بالسعي من أجل تعزيز مكانة الدولة على خريطة السياحة العالمية، ورفع إسهامها في الناتج الإجمالي المحلي، وفق رؤية 2030.
وأشار إلى أن تطوير التأشيرات وتسهيل إجراءاتها، إلى جانب جهود الترويج في الدول المستهدفة، وتنوع الخيارات والوجهات السياحية بالمملكة، كانت من أسباب تحقيق هذه الإنجازات.
وأوضح أن الوزارة ستواصل جهودها، بالتعاون مع جميع الشركاء من القطاعين العام والخاص، من أجل المضي قدماً في تحقيق تطلعات الحكومة بجعل المملكة وجهة سياحية عالمية.
وحققت المملكة في وقت سابق إنجازاً جديداً ضمن مؤشر تطوير السفر والسياحة الصادر عن منتدى الاقتصاد العالمي، حيث قفزت إلى المركز 33 متقدمة 10 مراكز دفعة واحدة، مقارنة بالعام 2019.
تسهيل الإجراءات
وقال نايف الراجحي، نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية في الرياض، رئيس اللجنة الوطنية السياحية في اتحاد الغرف السعودية لـ«الشرق الأوسط»، إن السياحة السعودية تشهد نقلة نوعية، وأصبحت المملكة محطة أنظار العالم، حيث يتوافد الزوار بشكل متزايد لاكتشاف التضاريس المختلفة والآثار التاريخية، إلى جانب المشروعات الترفيهية التي أصبحت جاذبة للزوار، لينعكس ذلك على الناتج المحلي الإجمالي.
وبيّن نايف الراجحي أن الحكومة قدّمت تسهيلات عدة عبر إجراءات إلكترونية تجعل الزائر الدولي يخوض تجربة فريدة من نوعها لزيارة المملكة واكتشاف أبرز معالم البلاد التي تعيش حالة من النهوض بالمنظومة السياحية.
وأضاف نايف الراجحي أن تقدم المملكة في المؤشرات السياحية الدولية ينعكس إيجاباً على البلاد ويضاعف الجهود من أجل تعزيز القطاع السياحي وتطويره لتقديم تجربة مميزة للزوار كافة.
المشروعات العملاقة
من جانبه، أفاد ماجد الحكير، المدير العام والرئيس التنفيذي لشركة عبد المحسن الحكير لـ«الشرق الأوسط»، أن التطورات التي تشهدها المنظومة السياحية في المملكة ضاعفت من أعداد الزوار الدوليين، ما انعكس على المؤشرات الدولية التي أفصحت عن تحقيق السعودية قفزة كبيرة في ترتيب الدول الأكثر استقبالاً للسياح.
وتابع ماجد الحكير أن العمل ما زال جارياً لتنفيذ المشروعات السياحية العملاقة في السعودية. أبرزها «نيوم»، وفيها «أوكساجون»، و«القدية»، و«البحر الأحمر»، و«أمالا»، وغيرها من المشروعات الكبرى التي ستسهم في جذب السياح الدوليين إلى المملكة.
وزاد الرئيس التنفيذي لشركة عبد المحسن الحكير أن نتائج تسهيل التأشيرات الإلكترونية أصبحت ملموسة على أرض الواقع من خلال زيادة أعداد الزوار الذين يتوافدون بشكل كبير لاكتشاف أهم المناطق السياحية في المملكة باختلاف تضاريسها وثقافاتها وطقوسها الجوية.
تنوع الاقتصاد
وعلى الرغم من أن المملكة لم تشرع أبوابها للسياحة بشكل فعلي إلا منذ 3 أعوام فقط، فإنها تبوأت مراكز متقدمة في القطاع، وفق مؤشرات عدة، تجسدت في افتتاح منظمة السياحة العالمية مقرها بمنطقة الشرق الأوسط في الرياض.
وبيّنت نشرة صادرة من وزارة الاستثمار السعودية أن إنفاق السياح الدوليين في المملكة يقفز إلى 27 مليار ريال (7.2 مليار دولار) في النصف الأول من العام المنصرم، بعد زيادة في عدد الزوار بإجمالي 46 مليون سائح.
ووضعت السعودية نصب عينيها تنويع اقتصادها، وركزت على تنمية أنشطة جديدة، من أبرزها السياحة التي تعد ركيزة أساسية في رؤية البلاد، الرامية إلى رفع مساهمة القطاع إلى 10 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، واستقبال 100 مليون زائر سنوياً بحلول 2030.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.