وإلى جانب مميزات القارب الحديدي وسهولة استخدامه، فإن ثمة عامل آخر ساهم في تراجع الطلب على صناعة القوارب الخشبية في السودان وهي انتشار الزوارق الحديثة.
ومنذ عقود طويلة ارتبطت القوارب الخشبية بشاطئ منطقة أبوروف بمدينة أم درمان، إلى جانب عدد من المناطق الأخرى في مختلف الولايات، قبل أن تبدأ في الاندثار خلال الفترة الأخيرة.
ويشير عاملون في مجال صيد الأسماك إلى تزايد مضطرد في حالات المد والجزر في النيلين الأزرق والأبيض الذان يلتقيان في الخرطوم ليكونا نهر النيل – أطول نهر في أفريقيا.
ووفقا للصيادين، فإن حركة المد والجزر المستمرة تجعل من الصعب استخدام القوارب الخشبية، وهو ما دفعهم لاستبدالها بالقوارب الحديدية.
ويقول يسري عمر الأمين أحد أشهر صانعي القوارب الحديدية بجزيرة توتي لموقع سكاي نيوز عربية إن ثمة فوراق كثيرة رجحت كفة القارب الحديدي على الخشبي من بينها خفة وسهولة القارب الحديدي في المياه، وعدم تأثره بضحالتها او ارتفاعها، عكس القارب الخشبي الذي يحتاج إلى مستوى محدد من المياه.
وأوضح الأمين “عملية المد والجزر تؤثر بشكل كبير على حركة القارب الخشبي في المياه وتحد من قدرته على الوصول إلى الساحل مما جعل الطلب عليه ضعيفا جدا”.
وشهدت السنوات الأخيرة تغيرات متباينة في مستويات مياه النيل في السودان تراوحت بين الاضمحلال الشديد في بعض شهور السنة والفيضانات الجارفة خلال فصل الخريف، وذلك بسبب التغيرات المناخية الكبيرة التي تشهدها قارة أفريقيا.
وأثرت هذه المتغيرات بشكل مباشر على أنشطة صيد الأسماك والزراعة.
ووفقا لتقرير حديث، فقد انخفض متوسط تدفق النيل من 3000 متر مكعب في الثانية إلى 2830 متر مكعب خلال الفترة الأخيرة.
وحذر تقرير صادر عن الأمم المتحدة من أن تؤدي قلة هطول الأمطار وزيادة موجات الجفاف المتوقعة في أفريقيا إلى تقليص مياه الأنهار بنسب يمكن أن تصل إاى 70 في المائة بحلول عام 2100.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.