- عساف عبود في حلب وكيت فوربس
- في لندن
قال طبيب في مدينة حلب السورية لبي بي سي إن مستشفيات المدينة لم يعد بها متسع لاستقبال مرضى جدد في أعقاب الزلزال المدمر الذي وقع الأسبوع الماضي.
ويوجد في مستشفى الرازي عدد كبير جدا من الأسرّة لا يمكن استيعابه في الأجنحة. وتنتشر تلك الأسرّة في جميع الممرات وفي فناء المستشفى البارد.
وقال الدكتور نزار سليمان، رئيس قسم جراحة العظام، “لم نتمكن من إخراج المرضى من المستشفيات حتى بعد علاجهم. المدينة متضررة ولا توجد أماكن يذهبون إليها”.
وأضاف: “جاءت أعداد هائلة من المرضى في فترة قصيرة من الزمن. لدينا نقص كبير في الأدوية، وأصبح الأمر مقلقا فعلا”.
وقال: “نعاني على سبيل المثال من نقص في المعدات الطبية لعلاج الكسور. ونعاني بالفعل من هذا النقص بسبب الأزمة، والحصار [العقوبات] يزيد الأمر سوءا”.
وأبلغ عن أكثر من 4400 حالة وفاة، و7600 إصابة في شمال غرب سوريا منذ أن ضرب زلزال بقوة 7.8 درجة جنوب تركيا المجاورة في 6 فبراير/شباط، وفقا للأمم المتحدة.
والأضرار التي لحقت بحلب واسعة النطاق. ومنحت الحكومة السورية فرصة نادرة لبي بي سي لزيارة المنطقة والتحدث إلى العاملين في المجال الطبي.
وأثناء التجول في المدينة، حاول فريق بي بي سي التزام الصمت، حتى يتسنى له سماع أي أصوات لناجين في المباني المهدمة.
وبعد مرور أكثر من أسبوع على الزلزال، لم يعد هناك إلا فرصة ضئيلة للعثور على أي شخص على قيد الحياة تحت الأنقاض. لكن المرضى يواصلون الوصول إلى مستشفى الرازي.
ومن بين هؤلاء أبو محمد، الذي قضى حوالي 24 ساعة محاصرا تحت الأنقاض، وهو يرقد بين ناجين آخرين في عنبر في المستشفى. وفقد الرجل زوجته وثلاثة من أبنائه الخمسة في الزلزال. وهو ينظر إلى صورة ملونة على هاتفه تظهر عائلته في أوقات كانت فيها أكثر سعادة.
وقال أبو محمد وهو يبكي: “ذهبوا إلى الجنة، هم الآن في جوار الله”.
وهو ممتن لشيء واحد: “حفظ الله هاتفي المحمول من أجل تذكرهم، لذلك على الأقل يمكنني مشاهدة صورهم في كل مرة أشتاق إليهم”.
وأضاف: “ما زلت لا أصدق ما حدث لي. أشعر أحيانا أنه كابوس، حلم سيئ. لا يمكن أن يكون حقيقة”.
ويعيش عشرات الآلاف من الأشخاص الآن في كنائس أو مساجد أو في الأماكن العامة والحدائق بعد أن فقدوا منازلهم.
وقالوا لنا إنهم خلال الحرب الأهلية في البلاد، التي استمرت لأكثر من عقد من الزمان، كانوا يتوقعون أن يفقدوا أحباءهم أو ممتلكاتهم.
لكن الزلزال كان غير متوقع. لقد ضرب المدينة خلال نومهم، مما تسبب في موجة جديدة من المعاناة التي شعروا أن تحملها بطريقة ما أصعب.
وتقول الحكومة إن جهود المساعدة التي تبذلها عرقلتها العقوبات الاقتصادية التي فرضتها القوى الغربية ردا على انتهاكات حقوق الإنسان المزعومة وغيرها من الانتهاكات التي ارتكبت خلال الحرب الأهلية التي استمرت 12 عاما في البلاد.
وتنفي الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي ذلك، قائلة إن التجارة في السلع الأساسية والمساعدات الإنسانية معفاة من العقوبات.
وعلى الرغم من عدم وجود عقوبات محددة على صادرات الإمدادات الطبية إلى سوريا، فإن البنوك الدولية والإقليمية التي تخشى معاقبة السلطات الغربية لها كانت في الماضي مترددة في الموافقة على المعاملات المالية التي يحتاجها السوريون لشرائها.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن وزير الخارجية، فيصل المقداد، دعا الاثنين إلى رفع جميع “الإجراءات القسرية الأحادية الجانب” خلال اجتماع مع المبعوث الأممي الخاص لسوريا غير بيدرسن.
والتزم حلفاء الحكومة الرئيسيون في الحرب الأهلية – وهم روسيا وإيران وجماعة حزب الله اللبنانية – بتقديم المساعدة للمناطق التي تسيطر عليها الحكومة في سوريا.
وذكرت وسائل إعلام رسمية سورية أن البلاد تسلمت مساعدات تبرعت بها دول أخرى من بينها الصين والسودان والجزائر والعراق والإمارات.
وشاهدت بي بي سي مساعدات روسية تسلم عبر شاحنات إلى مركز في كنيسة في حلب.
وذكرت وكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية أن شحنة سادسة من المساعدات الإيرانية وصلت المدينة.
وأكد لبنان أنه سيفتح موانئه ومطاراته للدول الراغبة في إرسال مساعدات إلى سوريا.
وفي المقابل لم تشهد المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في شمال غرب سوريا سوى القليل من المساعدات التي قدمتها الأمم المتحدة عبر تركيا.
وقال المقداد إن الحكومة السورية ملتزمة “بإيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع المحتاجين، في جميع المناطق، دون أي تمييز”.
لكن الجماعات في مناطق المعارضة لا تقبل حاليا المساعدة من الحكومة، خوفا من تحقيق نصر دعائي لدمشق.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.