أصيب إسرائيليان بجروح ما بين متوسطة وطفيفة جراء تعرضهم لإطلاق نار من سيارة مسرعة، صباح اليوم الثلاثاء، في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية المحتلة، بحسب ما أفادت مصادر طبية إسرائيلية.
وأعلنت خدمة إسعاف نجمة داوود الحمراء عبر حسابها على تويتر، أن مسعفيها عالجوا شخصين يبلغان من العمر 50 و48 عاما في مكان الحادث ونقلوهما إلى مستشفى “شعاري تسيديك”.
وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية بأن منفذ إطلاق النار قد فر من المكان، أن الشرطة تجري عمليات بحث وتمشيط عنه، وطلبت من سكان الحي البقاء في منازلهم وعدم الخروج الى حين القبض على المنفذ.
كما أعلنت الشرطة العثور على السلاح الناري للمنفذ بالقرب من موقع الهجوم.
فيما أكدت مراسلة بي بي سي في الضفة الغربية المحتلة أن البحث لا يزال جارٍ عن المشتبه به بتنفيذ العملية، فيما نشرت الشرطة الاسرائيلية الحواجز المتنقلة وشددت من إجراءات تفتيش المارة في محيط الحي وفي مناطق عدة في القدس الشرقية المحتلة.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” أن الشرطة الاسرائيلية دخلت، اليوم الثلاثاء، تحت حماية الجيش، حي الشيخ جراح وفتشت عدداً من المنازل، وحاصرت بناية في مخيم الصمود في الحي وأجبرت قاطنيها على مغادرتها لتفتيشها، واقتحمت مسجدا في الحي.
ورحبت حركة المقاومة الإسلامية حماس بعملية إطلاق النار، وقال الناطق باسم الحركة محمد حمادة، إن العملية تشكل ما وصفه بـ “رد طبيعي على جرائم الاحتلال خاصة في القدس والمسجد الأقصى٬” على حد وصفه، مطالباً المقدسيين بتوفير الحماية لمنفذ العملية بكل الطرق والوسائل، وحذّر من تبعات استمرار ما سماه “بالانتهاكات الإسرائيلية” بحق المدينة وسكانها.
ومن جانبه قال المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي طارق عز الدين، إن عملية الشيخ جراح هي استمرار لـ “مقاومة الشعب الفلسطيني، وردًا طبيعيًا على الجرائم الإسرائيلية”.
يأتي إطلاق النار في الشيخ جراء تصاعد مستمر منذ عام للعنف الإسرائيلي الفلسطيني وتوترات شديدة خلال شهر رمضان الذي حل خلاله هذا العام عيد الفصح اليهودي.
جاء هذا بعد يومٍ واحد على إعلان الجيش الاسرائيلي أن فتاة فلسطينية قامت بعملية طعن في مفرق “غوش عتصيون” بالقرب من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، أسفرت عن إصابة إسرائيلي بجروح طفيفة، قبل أن يطلق الجيش النار عليها.
من جانبها أكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن الجيش الإسرائيلي أصاب مواطنة فلسطينية في الكتف والساق، شمال مخيم العروب، وتم احتجازها.
أكثر من ربع مليون مصل يتوافدون للأقصى في ليلة القدر
وبالأمس أحيا 280 ألف مصلٍ ليلة القدر (ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان)، في المسجد الأقصى.
وأفادت دائرة الأوقاف الاسلامية في القدس أن الآلاف توافدوا من الضفة الغربية ومدينة القدس وأراضي الـ48 للمسجد وسط إجراءات مشددة فرضتها سلطات الإسرائيلية حول المدينة، وأدوا صلاتي العشاء والتراويح.
واتهمت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان لها، السلطات الاسرائيلية بأنها مارست تضييقًا على المصلين خلال دخولهم المسجد وخروجهم من المسجد.
وأدانت الخارجية الفلسطينية إقدام الشرطة على إجبار المصلين والمعتكفين داخل الحرم الإبراهيمي لإحياء ليلة القدر على مغادرته من خلال إغلاق بواباته والاعتداء على المواطنين في محيطه، مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في توفير الحماية للشعب الفلسطيني.
وكانت السلطات الإسرائيلية قد حظرت في وقت سابق زيارات اليهود والسياح لحرم المسجد الأقصى في القدس حتى نهاية شهر رمضان الجاري، في إجراء اتخذه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عملاً بتوصية الشرطة وجهاز الأمن العام “الشاباك” ومنع اليهود من دخول باحات المسجد الأقصى خلال الأيام العشر الأخيرة من شهر رمضان، وهو الإجراء المعتاد في السنوات الماضية.
وبحسب اتفاقيات الوضع القائم في القدس الذي تقول إسرائيل إنها تحافظ عليه، فيُسمح لغير المسلمين زيارة حرم المسجد الأقصى، لكنها تُبيح العبادة للمسلمين فقط.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.