صرح رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك مؤخرا بأن السودان يمر بظرف عصيب وأن الوضع كارثي، مشيرا إلى أن السودان لم يواجه منذ استقلاله أزمة بهذا السوء.
جاءت تصريحاته في وقت يتواصل فيه القتال العنيف بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع شبه العسكرية لليوم الثالث على التوالي.
وفيما يلي تسلسل زمني لأبرز المشكلات والأزمات السياسية التي تعرض لها السودان منذ استقلاله عام 1956:
حرب أهلية وانقلابات
1958 – الفريق إبراهيم عبود يتزعم انقلابا على الحكومة المدنية التي تم انتخابها في وقت سابق من العام برئاسة عبد الله خليل، في أعقاب تفاقم الخلافات والانقسامات داخل الأحزاب السودانية وفيما بينها.
1962 – اندلاع الحرب الأهلية في جنوب السودان بين الجيش وحركة أنانيا التي كانت تطالب بحكم ذاتي للجنوب.
1964– تفجر ثورة “أكتوبر” الشعبية التي أطاحت بنظام الرئيس الفريق إبراهيم عبود، الذي اضطر إلى تسليم السلطة لحكومة انتقالية وسط الضغوط الجماهيرية.
1969 – العقيد أركان حرب جعفر محمد النميري ينقلب على حكومة الرئيس إسماعيل الأزهري، ويعلن استيلاء القوات المسلحة السودانية على السلطة في البلاد وتشكيل مجلس قيادة الثورة ومجلس الوزراء اللذين مثلا معا السلطتين التنفيذية والتشريعية في البلاد.
1971 – حركة “يوليو التصحيحة” العسكرية تنفذ انقلابا عسكريا ضد النميري بزعامة الرائد هشام العطا، وتتسلم السلطة لثلاثة أيام فقط يعود بعدها النميري للحكم مرة أخرى.
1972 – انتهاء الحرب الأهلية بعد توقيع اتفاقية أديس أبابا بين حكومة الخرطوم وقادة التمرد في الجنوب، والتي تضمنت مشروع القانون الأساسي لتنظيم حكم ذاتي إقليمي في مديريات السودان الجنوبية.
فرض الشريعة الإسلامية
1983 – اندلاع الحرب الأهلية الثانية في الجنوب بين القوات الحكومية والحركة الشعبية لتحرير السودان بزعامة مؤسس الحركة جون قرنق الذي طالب بإعادة صياغة منهج الحكم وتفكيك قبضة الحكومة المركزية في الشمال على الإقليم الجنوبي، وذلك بعد أن خالف النميري قانون الحكم الذاتي بموجب اتفاق أديس أبابا وقسم الإقليم الجنوبي إلى ثلاثة أقاليم.
1983 – الرئيس جعفر النميري يصدر “قوانين سبتمبر” التي قام بموجبها بإعلان تطبيق الشريعة الإسلامية، وسط تصاعد حدة الخلافات بينه وبين التيار اليساري. وقد ساعده في صياغة القوانين مجموعة من الإسلاميين على رأسهم الدكتور حسن الترابي.
1985 – الإطاحة بالرئيس النميري بينما كان في رحلة علاجية إلى واشنطن، وسط انتفاضة شعبية شملت جموعا من الشعب والنقابات والاتحادات العمالية والأحزاب. وقد أعلن وزير الدفاع آنذاك الفريق عبد الرحمن سوار الذهب انحياز القوات المسلحة إلى الشعب، وشكل مجلسا عسكريا أعلى لإدارة مرحلة انتقالية تحت رئاسته، وحدد مدة هذه الفترة بسنة واحدة.
1986 – تشكيل حكومة ائتلافية بزعامة رئيس حزب الأمة الصادق المهدي، بعد انتخابات شهدت صعودا غير مسبوق للتيار الإسلامي.
1989 – العميد عمر حسن البشير يقود انقلابا ضد حكومة رئيس الوزراء الصادق المهدي، بدعم من الجبهة الإسلامية القومية برئاسة حسن الترابي، ويتولى منصب رئيس مجلس قيادة ما عرف بـ “ثورة الإنقاذ الوطني”، ويصبح حاكما للبلاد.
1993 – حل مجلس قيادة الثورة وتعيين عمر البشير رئيسا للجمهورية.
1999 – الرئيس البشير يأمر بحل المجلس الوطني (البرلمان) وإعلان حالة الطوارئ في البلاد إثر صراع على السلطة بينه وبين رئيس البرلمان حسن الترابي.
السلام مع الجنوب وأزمة دارفور
2002 – محادثات بروتوكول ماتشاكوس في كينيا تفضي إلى توقيع اتفاقية إطار مع الحركة الشعبية لتحرير السودان/الجيش الشعبي لتحرير السودان لإنهاء الحرب الأهلية، والتي نصت على فترة انتقالية يجري بعدها استفتاء تحت رقابة دولية يقرر من خلاله أهل الجنوب ما إذا كانوا يرغبون في الانفصال.
2004 – تحرك قوات الجيش إلى دارفور في غرب السودان للقضاء على حركة التمرد التي اتهمت السلطة المركزية في الخرطوم بتهميش الإقليم، ونزوح مئات الآلاف من سكان دارفور إلى دولة تشاد المجاورة. وزير الخارجية الأمريكية آنذاك كولين باول يصف الوضع في دارفور بأنه إبادة جماعية.
2005 – توقيع اتفاق سلام بين الحكومة ومتمردي الجنوب.
2005 – مجلس الأمن الدولي يفرض عقوبات على منتهكي اتفاق وقف إطلاق النار في دارفور، ويقرر إحالة المتهمين بارتكاب جرائم حرب في الإقليم إلى المحكمة الجنائية الدولية.
2005 – زعيم المتمردين الجنوبيين السابق جون قرنق يؤدي اليمين الدستورية نائبا للرئيس عمر البشير في يوليو/تموز، ثم يلقى حتفه في حادث تحطم طائرته في أغسطس/آب.
2005 – صدور دستور جديد يعطي قدرا كبيرا من الحكم الذاتي للجنوب.
2006 – الخرطوم توقع اتفاق سلام مع الفصيل المتمرد الرئيسي في دارفور، حركة تحرير السودان، في حين يرفض فصيلان متمردان آخران الاتفاق، ويتواصل القتال في الإقليم.
2007 – مجلس الأمن الدولي يصدر قرارا بشأن إرسال قوة لحفظ السلام في دارفور قوامها 26 ألف جندي، وحكومة الخرطوم تقول إنها ستتعاون مع بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي (اليوناميد).
2008 – تصاعد حدة التوتر بين السودان وتشاد بعد شن جماعات متمردة من دارفور غارات على مدينة أم درمان، والسودان يتهم تشاد بالتورط في تلك الغارات ويقطع علاقاته الدبلوماسية معها.
2010 – حركة العدالة والمساواة، الفصيل المتمرد الرئيسي في دارفور، توقع اتفاق سلام مع الحكومة، والبشير يعلن انتهاء الحرب في الإقليم. لكن إخفاق الجانبين في الاتفاق على التفاصيل وتواصل الاشتباكات مع جماعات متمردة صغيرة أخرى يعرض الاتفاق للخطر.
2011 – استقلال جنوب السودان بعد استفتاء شعبي.
2014 – كبير ممثلي الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية يعلن وقف التحقيقات في مزاعم ارتكاب جرائم حرب في دارفور بسبب غياب الدعم من قبل الأمم المتحدة.
الإطاحة بالبشير
2018 – خروج احتجاجات شعبية للتنديد بارتفاع أسعار المواد الأساسية وندرة الكثير من السلع في الخرطوم وغيرها من المدن، تتحول بنهاية العام إلى مظاهرات حاشدة عبر أنحاء البلاد تطالب بإسقاط النظام.
2019 – الرئيس البشير يعلن حالة الطوارئ في فبراير/شباط ويقيل عددا من كبار المسؤولين الحكوميين والإقليميين، في محاولة لإنهاء المظاهرات المستمرة منذ أسابيع والتي لقي خلالها نحو 40 شخصا مصرعهم.
2019 – الجيش يطيح بالبشير في انقلاب عسكري في أبريل/نيسان، ويبدأ محادثات مع المعارضة حول فترة انتقالية باتجاه التحول إلى الديمقراطية.
2019 – عبد الله حمدوك يتولى رئاسة حكومة جديدة في سبتمبر/أيلول ضمن اتفاق لتقاسم السلطة مدته ثلاث سنوات مع الجيش وممثلين عن المجتمع المدني وقادة الاحتجاجات.
2021، أكتوبر/تشرين الأول – قوات الأمن تعتقل حمدوك والعديد من القيادات المدنية، وذلك بعد أسابيع من تبادل الاتهامات بين القوى المدنية والعسكرية والإعلان عن محاولة انقلاب فاشلة. وقائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان يعلن حل الحكومة المدنية وغيرها من الهيئات الانتقالية.
2021، نوفمبر/تشرين الثاني – بعد خروج عدد من المظاهرات الحاشدة احتجاجا على الانقلاب الذي أدى إلى تعليق غالبية الدعم المالي الدولي للسودان، الإعلان عن اتفاق بين القادة العسكريين وحمدوك لإعادة تعيينه رئيسا للوزراء، لكنه لا يستمر في المنصب سوى شهرين ويعلن استقالته في بداية العام التالي.
2022، أكتوبر/تشرين الأول – خروج حشود ضخمة إلى الشوارع في ذكرى الانقلاب الأولى، فيما اعتبر واحدة من أكبر المسيرات المناهضة للجيش.
2022، ديسمبر/كانون الثاني – قوى مدنية توقع اتفاقا إطاريا مع الجيش لبدء عملية جديدة للانتقال السياسي مدتها عامان وتعيين حكومة مدنية.
2023، الخامس من أبريل/نيسان: تأجيل توقيع الاتفاق النهائي للمرحلة الانتقالية للمرة الثانية وسط خلافات حول ما إذا كان الجيش سيخضع لإشراف مدني، وحول خطط دمج قوات الدعم السريع شبه العسكرية في الجيش.
2023، 13 أبريل/نيسان: الجيش يحذر من أن تعبئة قوات الدعم السريع داخل الخرطوم ومدن سودانية أخرى بدون تنسيق مع الجيش قد تؤدي إلى صراع مسلح بين الجهتين.
2023، 15 أبريل/نيسان: اندلاع اشتباكات بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع في الخرطوم وبعض المدن الأخرى.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.