جمال سليمان عبَّر في حوار خاص مع “سكاي نيوز عربية” عن إعجابه بشخصية “عبد الجبار”، وأنه كان متشوقًا للعودة إلى الدراما الصعيدية التي سبق وقدم العديد من الأعمال الناجحة فيها خاصة شخصية مندور أبو الدهب في مسلسل “حدائق الشيطان” الذي عُرض في شهر رمضان 2006.
الصعيد أهلي وناسي
وتحدث جمال سليمان عن سر ارتباطه بدراما الصعيد، قائلاً: “كان لدي اشتياق للدراما التي تدور في أجواء الصعيد، فأنا أحب هذه البيئة وأشعر نفسي وكأنني في بيتي بين أهلي وناسي”.
وعن أكثر ما لمسه في شخصية “عبد الجبار” للكاتب والمؤلف مدحت العدل قال: “هذا هو لقائي الثالث مع د.مدحت العدل، سبق أن التقينا في مسلسل أعتز به وهو “قصة حب” عام 2010 ثم مسلسل “الشوارع الخلفية” عام 2011، والذي كان مُقتبسًا عن رواية الرائع عبد الرحمن الشرقاوي التي تحمل العنوان نفسه، فأنا أحب كتابات مدحت العدل، وأثق دائمًا أن هناك بالإضافة للمتعة رسالة تهم الناس، لذلك تحمست لشخصية “عبدالجبار” لما لمسته من جديد يمكنني تقديمه من خلالها”.
عملة نادرة وقضايا متعددة
وعن أكثر ما يميز مسلسل “عملة نادرة” الذي تشاركه بطولته نيللي كريم ؛ وجعل الجمهور يلتف حوله رغم أن تيمة الصراع بين عائلات الصعيد تم تناولها في أكثر من عمل، قال سليمان: “الصراع بين كبار العائلات هو مادة درامية خصبة جدًا، ليس فقط في دراما الصعيد أو الدراما المصرية والعربية، بل نجد ذلك أيضًا في “روميو وجوليت” لشكسبير، وحتى يومنا هذا سواء في الدراما العالمية سواء الأمريكية أو الأوروبية أو غيرها”.
وتابع: “المُهم في هذا الأمر أن يُبدع كل كاتب وفقًا لموهبته وسعة معارفه، ويلقي الضوء من خلال هذه الدراما على مشاكل عصره و بيئته أو بعضًا من هذه المشاكل؛ ففي “عمله نادرة” يلقي المسلسل الضوء على عدد من القضايا مثل عواطف الآباء التي قد تميز بين الأولاد فتخلق بينهم الغيرة والضغينة والحقد، كذلك مشكلة توريث المرأة وهي مسألة حساسة في المجتمعات الزراعية حيث يكون للأرض مكانة تتجاوز قيمتها المادية وترتبط بالمهابة”.
واستطرد عن القضايا التي يناقشها العمل: “كذلك يفضح المسلسل الإزدواجية التي يعيشها البعض بين مبادئهم وإيمانهم الديني ومصالحهم التي قد تتعارض مع هذه المبادئ، وبالتأكيد كما لاحظ المُشاهد هناك إضاءة على تغلغل الفكر المُتطرف والذي يتناقض مع جوهر الدين ومقاصده السامية”.
اللهجة الصعيدية
وعلى الرغم من أن مسلسل “عملة نادرة” ليس التجربة الأولى في اللهجة الصعيدية لسليمان إلا أن الأمر تطلب مزيدًا من التحضيرات وفق تأكيده: “عقدتُ جلسات حوار وعمل مع المؤلف مدحت العدل والمخرج ماندو العدل عن الشخصية وأبعادها النفسية والاجتماعية، حتى توصلنا لشكلها النهائي، كان للهجة نصيب من التحضيرات بالتأكيد، فكانت هناك تدريبات على اللهجة قبل بدء العمل”.
وتابع: “التجارب اللاحقة لا تكون بصعوبة المرة الأولى؛ فأتذكر في مسلسل “حدائق الشيطان” كان الأمر غاية في الصعوبة، لكن في الأعمال اللاحقة أصبحت هذه المسألة أسرع وأسهل، الأمر فقط يحتاج إلى طريقة نطق معينة، لأنه ليس كل مناطق الصعيد تتحدث بلهجة واحدة، كل منطقة لديها أسلوب خاص بها”.
وأوضح: “تواجد مُدقق خاص باللهجة معنا خلال التصوير، كان يجبرنا على الإعادة مرة واثنتين وثلاثة، إذا كان هناك أي خلل في نطق اللهجة”.
وحول ما إذا كان يشعر بالقلق قبل عرض أي عمل جديد رد قائلا: “بالتأكيد، كل عمل جديد هو امتحان للفنان، وكلما ازداد نجاحه واتسعت نجوميته أصبح التحدي أمامه أصعب، وعندما اختار المُشاركة في أي عمل فني يكون المُشاهد في ذهني أولاً وثانيًا ثم تأتي الاختبارات الأخرى، فنحن في النهاية نقدم أعمالنا للجمهور وبالتالي رضاه عن أعمالنا أمر مُهم”.
الوجه الآخر لعبد الجبار
وحول المشاهد الصعبة بشخصية “عبد الجبار”، قال: “هناك الكثير من المشاهد التي كانت تتطلب الكثير من التفكير في نسبة المشاعر والعواطف التي يجب أن تظهر من “عبد الجبار”؛ كثير من الناس لديهم فارق بين حجم المشاعر والعواطف التي تعمل في داخلهم وما يسمحون بظهورها أمام الآخرين”.
وأضاف: “كُل منا يريد أن يقدم للآخرين صورة معينة عن نفسه وهذا ينطبق كثيرًا على “عبدالجبار” فهو وفقًا لتربيته والبيئة التي عاش فيها يجب أن يحافظ على صورة القوة والمهارة وأنه شخص لا ينكسر، لكنه في النهاية إنسان يمر بلحظات انكسار وضعف، خاصة عندما يشعر أن عائلته بدأت تنهار وأن حصنه بدأ يتصدع، وهنا نكتشف الوجه الإنساني الآخر له، أحيانًا يحدث ذلك دون مقدمات، وهذا كان يتطلب أداء دقيقًا”.
انتقادات حادة
وبسؤاله عن الانتقادات الحادة التي يطلقها الجمهور على النجوم عبر مواقع التواصل الاجتماعي قال: “للناس حق التعبير عن رأيها بشكل حر، طالما أن هذا الأمر يتم بشكل لائق ومحترم، علينا أن نتقبله ونتفاعل معه، فالناس متعددة الأمزجة والأذواق، وما يعجبني قد لا يعجب غيري”.
واستطرد في حديثه: “مواقع التواصل أتاحت لنا أن نتعرف على أفكار الآخرين التي قد تضيء لنا شيئًا كنا نجهله، كما أتاحت لكثيرين التعبير عن عدوانيتهم وعقدهم النفسية وغضبهم العشوائي وسوء تفكيرهم!”.
وتابع: “هذه الوسائط ليست دائمًا مجالاً للتعبير الحُر والبريء، أحيانًا يتم استخدامها في حملات ممنهجة إما للتقليل من شأن بعض الأعمال وصناعها، أو على العكس من ذلك المُبالغة في الترويج لهم وإعطائهم مكانة لا يستحقونها؛ السوشيال ميديا نعمة عظيمة، لكن يجب التعامل معها بحذر ووعي”.
واختتم جمال سليمان حديثه مع “سكاي نيوز عربية” بالحديث عن أعمال المنصات ورأيه فيها خاصة مع تجاربه السابقة بها: “أنا سعيد بفكرة المنصات لعدة أسباب منها أننا لم نعد مُقيدين بفكرة الثلاثين حلقة، ويمكننا أن نقدم أعمالنا بعدد من الحلقات يتناسب مع الحكاية التي بين أيدينا، وفي رمضان الماضي قدمت من خلال إحدى المنصات مسلسل “مين قال” 15 حلقة فقط وحقق نجاحًا كبيرًا ومتابعة رائعة”.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.