تكهنت وسائل إعلام وشخصيات سياسية تركية بحدوث “تحول ديمغرافي” في المناطق التي ضربتها الزلازل الأخيرة، وسط دمار كبير ونزوح للسكان المحليين.
وخلفت الزلازل حتى الآن أكثر من 40 الف قتيل وأكثر من 80 ألف جريح في سوريا وتركيا، وتشير تقارير إلى أن البلاد بأكملها ستتأثر بموجة من الهجرة الداخلية.
وقال فاروق أكسوي، مراسل قناة “خبر تورك” الإخبارية، في 13 فبراير/شباط إن السكان المحليين الذين قابلهم في محافظة هاتاي التي ضربها الزلزال، على الحدود مع سوريا، أعربوا عن قلقهم من إمكانية رحيل السكان من المدينة بشكل نهائي.
وقال إنهم أعربوا عن قلقهم من أن هذا الرحيل يمكن أن يمهد الطريق أمام الناس لهجرة عكسية من أماكن أخرى إلى المنطقة، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى “تغيير تركيبتها” السكانية.
وقال أكسوي: “أنت لست بحاجة حتى إلى دخول أشخاص [أجانب] عبر الحدود، لأنه إذا رحل السكان المحليون عن هاتاي، فقد تصبح موطنا للاجئين الذين دخلوا [تركيا] سابقا، وهذا أمر خطير”.
وكان أكسوي يشير على ما يبدو إلى المهاجرين السوريين الموجودين بالفعل في تركيا، إذ تشير تقارير إلى أن الولايات التركية المتضررة من الزلزال تستضيف أكثر من مليون سوري.
وقال الصحفي إسماعيل سايماز على تويتر في 13 فبراير/شباط: “يمكن أن تتحول هاتاي إلى مدينة ذات أغلبية سورية، وهذا يعني وجود سوريا داخل تركيا”.
وفي نفس اليوم، دعت صحيفة “جمهوريت” المعارضة العلمانية الحكومة إلى “تعزيز التركيبة السكانية في المنطقة”، قائلة إن الزلزال “أضعف جهاز المناعة في تركيا”.
وقال زعيم حزب الوطن محرم إنجه في تغريدة على تويتر إن “المعابر الحدودية مفتوحة والسوريين يواصلون القدوم” إلى تركيا بعد الزلزال.
وقال إنجه: “هناك مؤامرة كبيرة قيد التنفيذ في هاتاي بينما نحن منشغلون بالتعامل مع كارثة الزلزال”.
وشرع زعيم حزب “النصر” القومي المتطرف أوميت أوزداغ في إثارة مشاعر العداء للمهاجرين منذ وقوع الزلزال، إذ إدعى على سبيل أن السوريين “ينهبون” المناطق التي ضربها الزلزال.
وقال أوزداغ في 14 فبراير/شباط: “في غضون عام واحد سيرسل حزب النصر جميع الأجانب إلى أوطانهم وستعود هاتاي إلى أيامها الخوالي. نريد فقط أن نرى السوريين في هاتاي كسياح”.
كما دعا المتحدث باسم حزب النصر، علي سيرلي أوغلو، إلى حظر بيع المنازل للأجانب في هاتاي، قائلا إنه يتعين على الناس “ألا ينسوا كيف تأسست إسرائيل”.
وقال أحد مستخدمي موقع تويتر: “هاتاي لنا. لن نسلمها لأي شخص. لا ينبغي لأحد [أن يجرؤ] على محاولة إحداث تغيير ديموغرافي”.
وكانت هاتاي عبر التاريخ تتسم بالتنوع العرقي والديني وبوجود توازن ديموغرافي حساس، وتحمل قيمة رمزية لأنها كانت آخر مقاطعة جرى ضمها إلى تركيا في عام 1939.
موجة هجرة جديدة
وفي الوقت نفسه ، أشار مستخدم على منصة ” إكسي سوزلوك” للتواصل الاجتماعي إلى أن ما يقدر بنحو 5.3 مليون شخص قد تُركوا بلا مأوى في سوريا بسبب الزلازل، ويمكن أن تشهد تركيا موجة جديدة من الهجرة عبر الحدود.
كما دعا المستخدم الحكومة إلى التوقف الفوري عن بيع المنازل للأجانب.
ووسط هذه المزاعم، رفض وزير الخارجية، مولود تشاووش أوغلو، في 13 فبراير/شباط التكهنات بشأن موجة هجرة جديدة من سوريا في أعقاب الزلازل.
ووصلت هذه المزاعم إلى ذروتها بعد أن دعا رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو، حسبما ورد، إلى عقد اتفاق جديد مع تركيا بحيث تستضيف الأشخاص الذين نزحوا بسبب الزلازل، حسبما أفادت صحيفة “ينيكاج” المعارضة القومية في 13 فبراير/شباط.
وقالت الصحيفة” “الناس يقاتلون من أجل حياتهم بينما تبحث أوروبا عن صفقة لاجئين”.
يأتي هذا الجدل وسط تصاعد المشاعر المعادية للسوريين في تركيا، حيث اتهمهم بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بالقيام بأعمال “النهب” في أعقاب الزلازل.
وتستضيف تركيا حاليا أكثر من 3.5 مليون سوري تحت وضع الحماية المؤقتة، وفقا لبيانات رسمية.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.