صحة الإنسان من صحتها.. هل ينجح العالم بإنقاذ رئة الأرض؟
أخبار العالم

صحة الإنسان من صحتها.. هل ينجح العالم بإنقاذ رئة الأرض؟



وهذا الارتباط بين حياة البشر والغابات، دفع بمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتّحدة، لاختيار عنوان “صحة الإنسان من صحة الغابات” شعاراً للاحتفال باليوم العالمي للغابات في 2023 وهي مناسبة يحتفل بها العالم في 21 مارس من كل عام، وذلك للدلالة على مدى الحماية التي تؤمنها الأشجار للبشر، في الوقت الذي تتتراجع فيه مساحات الغابات في العالم بشكل كبير.

امتصاص 15.6 مليار طن ثاني أكسيد الكربون

ويقول الباحث في شؤون البيئة والمناخ مازن عبود، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن الغابات تعتبر “رئة الأرض” وهذا دليل على مدى أهميتها في النظام العالمي، فكما لا يمكن للإنسان أن يعيش من دون رئتيه، كذلك لا تستطيع الأرض أن تعيش من دون الغابات، التي تتعرض للتدمير على يد الجهة التي كان من المفترض أن تحميها وهي البشر، مشيراً إلى أنه وفقاً للأمم المتحدة، فإن الغابات تغطي نحو 31 في المئة من مساحة اليابسة في العالم، وتمتص ما يقرب من 15.6 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون كل عام.

للغابات طيف من المنافع

ويشرح عبود أن الغابات مسؤولة عن توفير طيف من المنافع، التي تصب في صالح صحة الإنسان ورفاهيته، فهي مصدر أساسي للأغذية والأدوية، وتقلل من ظهور الأمراض التي تنقلها الحيوانات إلى الإنسان، كما أنها تقوم بتخزين الكربون، وتحسن جودة الهواء والتربة، وتزيد من خصوبتها وتقوم أيضاً بتنظيم عملية احتباس المياه، وتساعد في عملية تبريد المدن، مشيراً إلى أنه على الإنسان أن يتذكر دائماً أن جميع جوانب حياته مرتبطة بوجود الغابات، وذلك بدءاً بكوب الماء الذي يشربه وصولاً الى الدواء الذي يتناوله، والهواء الذي يستنشقه.

خسارة 104 مليون هكتار من الغابات

وبحسب عبود فإن الدراسات أكدت أنه منذ عام 2000، فقد العالم أكثر من 104 مليون هكتار من الغابات، لافتاً إلى أن الأوان لم يفت بعد، وأنه يمكن إنقاذ رئة الأرض، وذلك عبر تعزيز الإدارة المتكاملة لمخاطر الغابات، وتنظيم وتخطيط القطع التجاري للأشجار، وإعادة التشجير والسيطرة على حرائق الغابات، وتشجيع المزارعين والشركات على ممارسة أعمالهم، بأسلوب غير ضار بالغابات، التي تحتضن حتى يومنا هذا، 80 في المئة من البرمائيات، و75 في المئة من أنواع الطيور، و68 في المئة من أنواع الثدييات في العالم.

أين تتناقص كثافة أشجار الغابات؟

من جهته، يقول الأخصائي في الإدارة الفنية للغابات النور عبد الله الصديق محمد في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن أكثر المناطق التي تتناقص فيها كثافة الغابات وتنخفض فيها كمية أشجارها، هي القارة الإفريقية وأميركا الجنوبية وغابات الأمازون وغابات حوض الكونغو، مشيراً إلى أن أحد أهم الأسباب الرئيسية لتناقص الغابات، هو اعتماد البشر على الكثير من مكونات الاقتصاد على حساب الغابات، ما يؤدي إلى قطع الأشجار لصالح التوسع العمراني والزراعة، التي تتسع رقعتها أيضاً، بفعل التوسع في مجال إنتاج الغذاء، فيتم قطع الغابات للوصول الى أهداف الإنتاج الغذائي.

الحرائق وقطع الأشجار

وبحسب الصديق محمد وهو أستاذ في كلية الغابات في جامعة الخرطوم، فإن الحرائق أيضاً، تعلب دوراً رئيسياً في تناقص مساحات الغابات، إضافة إلى عملية قطع الأشجار للحصول على الاخشاب لاستخدامها في صناعة الأخشاب حول العالم، مشدداً على أن إهمال دور الغابات في معالجة مشاكل التغيرات المناخية، سينعكس سلباً على حياة البشر.

 





المصدر


اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *