يونايتد ضَمن المركز الثالث وفيلا مكاناً أوروبياً… ورحلة لوتون المضنية من الدرجة الخامسة إلى الممتاز تنتهي بنجاح
نجح إيفرتون في النجاة من الهبوط، بينما ودّع ليستر سيتي (بطل 2016) وليدز يونايتد الدوري الممتاز الإنجليزي في نهاية درامية مثيرة بالجولة الأخيرة التي شهدت ضمان مانشستر يونايتد المركز الثالث، وأستون فيلا مكاناً مؤهلاً لبطولة أوروبية.
نجح إيفرتون الذي كان يملك مصيره بيديه في استغلال خوض مباراته الأخيرة بين جماهيره، وخرج منتصراً على بورنموث بهدف من تسديدة صاروخية للاعبه عبدولاي دوكوري، في الدقيقة 57، ما كان كافياً للتفوق على ليستر، رغم فوز الأخير 2 – 1 على وستهام يونايتد. واحتل إيفرتون المركز السابع عشر برصيد 36 نقطة، بفارق نقطتين أمام ليستر، الذي لحق بليدز المهزوم أمام توتنهام 1 – 4، وساوثهامبتون المتعادل مع ليفربول 4 – 4 إلى الدرجة الأولى.
ومرة جديدة، أفلح إيفرتون في النجاة من الهبوط في الجولة الأخيرة ليحافظ على سجله الرائع بعدم الغياب عن دوري الأضواء خلال 69 عاماً، لكن على الفريق الذي أنفق نحو 700 مليون جنيه إسترليني على صفقات متعددة في عهد المالك ذي الأصول الإيرانية، فرهاد موشيري، أن يحل لغز هذا الانحدار في المستوى.
ويدفع إيفرتون ثمن عدم الاستقرار الفني منذ رحيل المدرب الإيطالي كارل أنشيلوتي قبل 3 أعوام، وإسناد المهمة للإسباني رافائيل بينيتيز، المغضوب عليه من الجماهير، والذي لم يستمر سوى 6 أشهر، ثم تولى فرانك لامبارد المسؤولية منتصف الموسم الماضي، حيث أفلت الفريق من الهبوط بأعجوبة، ثم تواصل مسلسل التراجع هذا الموسم، لتتم إقالة لامبارد، وإسناد المهمة لشون دايك الذي نجح بصعوبة في إنقاذ الفريق.
وضمن أستون فيلا العودة إلى أوروبا، والمشاركة في دوري المؤتمر الموسم المقبل، بالفوز 2 – 1 على برايتون سادس الترتيب بفضل هدفي دوغلاس لويز وأولي واتكنز، مقابل هدف لدينيز أونداف، لينهي الدوري في المركز السابع، متقدماً على توتنهام، الذي لم يكن فوزه على ليدز كافياً لتأمين مكان أوروبياً.
واختتم فيلا الموسم برصيد 61 نقطة من 38 مباراة، بعدما حقق انتفاضة مذهلة تحت قيادة المدرب الإسباني أوناي إيمري، الذي تولى المسؤولية عندما كان الفريق يقبع تحت قيادة ستيفن جيرارد، بالقرب من منطقة الهبوط ويملك 12 نقطة من 13 مباراة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وبعيداً عن صراع الهبوط المثير، ضمن مانشستر يونايتد المركز الثالث خلف سيتي المتصدر، وأرسنال ثاني الترتيب، بفضل فوزه على فولهام 2 – 1. وسجل جيدون سانشو في الدقيقة 39، والبرتغالي برونو فرنانديز (55) هدفي يونايتد ليقلب الفريق تأخره على ضيفه فولهام، الذي تقدم بضربة رأس من كيني تيتي في الدقيقة 19.
وظل نيوكاسل في مركزه رابعاً بعد التعادل 1 – 1 مع مضيفه تشيلسي الذي سينهي الموسم الأسوأ له منذ 1994، بالمركز الثاني عشر.
واختتم مانشستر سيتي (البطل) مشواره بخسارة أمام برنتفورد (التاسع) صفر – 1، سجّله إيثان بينوك قرب النهاية. وحقق أرسنال الوصيف انتصاراً عريضاً 5 – صفر على ولفرهامبتون، سجل منها السويسري غرانيت تشاكا هدفين في مباراة قد تكون الأخيرة له بعد 7 سنوات مع المدفعجية.
وأهدر تشاكا فرصة ذهبية لإكمال ثلاثيته، قبل أن يجعل بوكايو ساكا النتيجة 3 – صفر بتسديدة رائعة، ثم أضاف البرازيلي غابرييل خيسوس الرابع بعد الاستراحة، بينما أضاف ياكوب كيفيور الخامس قبل 12 دقيقة من النهاية.
واستعرض ساوثهامبتون، أول الهابطين إلى دوري الدرجة الأولى بعد 11 عاماً على التوالي في الممتاز، بتسجيل 4 أهداف في مرمى ليفربول، ليخرج متعادلاً 4 – 4.
وترك البرازيلي روبرتو فيرمينو بصمته في ظهوره الأخير مع ليفربول وسجل هدفاً (الثاني) في التعادل المجنون 4 – 4 أمام ساوثهامبتون، يمنح الفريق التقدم 2 – صفر في الدقيقة 14، وبعد أن سجل زميله ديوجو غوتا الهدف الأول بشكل مبكر. لكن ساوثهامبتون انتفض بشكل مذهل، وسجل بواسطة جيمس وارد – براوس وكمال الدين سليمانا، ليدرك التعادل قبل الاستراحة، ثم واصل وتقدم عبر سليمانا مجدداً في وقت مبكر من الشوط الثاني، واستغل آدم أرمسترونغ لاعب ساوثهامبتون خطأ ليجعل النتيجة 4 – 2 لأصحاب الأرض.
وتعافى ليفربول، الذي تأهل للدوري الأوروبي الموسم المقبل بعد احتلال المركز الخامس، وسجل مرتين في غضون دقيقة واحدة تقريباً عبر كودي جاكبو ثم غوتا مجدداً.
على جانب آخر، نجحت مساعي لوتون تاون للصعود إلى الدوري الإنجليزي الممتاز بعد رحلة مضنية، تسلق فيها المراتب من الدرجة الخامسة، ليخطف فريق الساحل الجنوبي مقعداً بين الكبار.
وتعرضت حملة لوتون لضربة عندما انتقل مدربه المحبوب نيثن جونز إلى ساوثهامبتون في وقت سابق هذا الموسم، لكنه رد الصاع صاعين بعدما نجح الفريق في الملحق، بينما لم يفلح جونز في مهمته لإنقاذ فريقه الجديد من الهبوط.
وكان جونز قد قاد لوتون للتأهل المباشر من دوري الدرجة الثالثة والوصول إلى قبل نهائي ملحق الصعود بالدرجة الثانية خلال حقبتين، تولى فيهما المسؤولية، لكنه رحل في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي عندما كان الفريق يحتل المركز التاسع، ليضعه في مأزق. وبعدها جاء المدرب روب إدواردز، الذي كان أحدث ضحايا مقصلة واتفورد، ولم يتردد لوتون في التعاقد مع الرجل الذي قاد منافسه لمدة 3 سنوات ونصف السنة.
وقال غاري سويت، الرئيس التنفيذي للنادي آنذاك: «بصراحة… إذا تجنبنا كل من له صلة بمنافسينا، فسيحد هذا بصورة ما خياراتنا». وما حدث بعد ذلك أصبح من التاريخ، إذ أنهى لوتون دوري الدرجة الثانية في المركز الثالث وتأهل إلى ملحق الصعود بفضل مسيرة خالية من الهزائم استمرت 14 مباراة. واجتاز لوتون منافسه سندرلاند في قبل النهائي، رغم الخسارة ذهاباً، قبل أن يهزم كوفنتري سيتي بركلات الترجيح في مباراة نهائية مثيرة، أقيمت في إستاد ويمبلي ليعود لدوري الأضواء، بعد غياب استمر 31 عاماً.
وقال كارلتون موريس، هداف لوتون هذا الموسم: «كنا نظن أننا في ورطة لأن مستوانا كان مزرياً عندما سددنا ركلات ترجيح في المران، من الجيد أن رفع الجميع مستواهم في الوقت المناسب… قلت لزملائي إن الوقت قد حان لنظهر معدننا كرجال ونرتقي لمستوى الحدث. سجلنا كل ركلات الترجيح الست رغم الضغط الهائل».
قد يدرّ الصعود لدوري الأضواء 290 مليون جنيه إسترليني (366 مليون دولار)، لكن إدواردز يتعامل بواقعية مع الوضع، قائلاً: «لن نفقد صوابنا. سيتعين علينا استغلال نقاط قوتنا. ندرك أنه سيكون التحدي الأكبر على الإطلاق. إنها مسابقة الدوري الأفضل بأفضل المدربين. نعرف مدى صعوبة الأمر. خاضت الجماهير بعض الأوقات الحالكة. من الرائع أن نرسم البسمة على وجوههم».
وعاصر بيلي – رادوك مبانزو رحلة الفريق برمتها منذ انضمامه في 2014 عندما كان يتدرب في رقعة أرض مخصصة للكلاب، قبل أن يترقى النادي في مسابقات الدوري، ما منحه أموالاً مكّنته من تشييد منشآت جديدة.
وبات مبانزو (29 عاماً)، الذي خاض 367 مباراة مع لوتون، أول لاعب يصل من دوري الهواة إلى الدوري الإنجليزي الممتاز مع فريق واحد.
وقال مازحاً: «لقد فعلت كل شيء في كرة القدم، سأعتزل هذا الصيف. لقد كانت رحلة مليئة باللحظات الحلوة والمرة، لكن عليك أن تثق في نفسك. وها أنا ذا، أصبحت لاعباً في الدوري الإنجليزي الممتاز».
وسيكون إستاد كينيلوورث رود أصغر إستاد في الدوري الممتاز بسعة تتجاوز 10300 متفرج بقليل، وهو أمر مقبول عندما كان يلعب في دوري الدرجة الخامسة، قبل عقد من الزمن، وليس في الدوري الممتاز.
وسينفق النادي 10 ملايين جنيه إسترليني لتطوير الملعب، قبل انطلاق الموسم في أغسطس (آب) المقبل، لكن الإستاد الكامن وسط شرفات المنازل له سحره الخاص، وقد يمثل سلاحاً قوياً.
وبعودة الفريق إلى دوري الأضواء، سيتعين على اللاعبين تهيئة أنفسهم للعب على أكبر ملاعب البلاد، لكن المدافع دان بوتس قال إن التفكير في مواجهة مانشستر يونايتد أو سيتي على ملعبيهما سيتأجل في الوقت الحالي، وأوضح مبتسماً: «رحلة فيغاس أولاً. سنستمتع بهذه اللحظة، وبعدها ستبدأ الاستعدادات».
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.