وأضاف في مقابلة ضمن حلقة هذا الأسبوع لبرنامج “عالم الطاقة” على “سكاي نيوز عربية”، إن “الإمدادات الروسية لأوروبا في الوقت الحالي عند أدنى مستوياتها، وقد حذرنا الدول الأوروبية من أن هذا المستوى المنخفض قد يتراجع أكثر ويصل إلى صفر في 2023”.
وقال إنه لا يتوقع أن تستعيد روسيا السوق الأوروبية حتى بعد انتهاء الحرب الأوكرانية، “وهذا سيكون له تأثير معتبر فيما يخص وضع روسيا كمصدر كبير للغاز”.
“صحيح أن روسيا توسعت في تصدير الغاز الطبيعي إلى الأسواق الآسيوية، ومن ضمن ذلك خط سيبيريا للتصدير إلى الصين.. لكن أعتقد أنه لا توجد هناك أسواق إضافية لروسيا في آسيا يمكن أن تكون بديلا للسوق الأوروبية ككل، كما أن الغاز الروسي في سيبيريا والذي كان يوجه إلى أوروبا، غير مرتبط بالأسواق الآسيوية، وتكلفة ربطه ستكون مرتفعة وستستغرق وقتا طويلا”، بحسب ما قاله ساداموري.
شكوك حول شتاء 2023
قال ساداموري، إن الدول الأوروبية نجحت في اجتياز الشتاء الحالي دون وقوع أزمة في الطاقة، حيث عملت بدأب على تأمين إمدادات الغاز، وزيادة المخزونات بمعدلات قياسية، إلى جانب الطقس الشتوي المعتدل الذي ساعدها على تقليل الطلب.
تراجعت أسعار الغاز الطبيعي بأكثر من 87 بالمئة من أعلى المستويات التي كانت سجلتها في أغسطس الماضي، كما توشك أوروبا على إنهاء الشتاء بمخزونات ممتلئة بنسبة 61 بالمئة وهو أعلى مستوى يسجل تاريخيا في مثل هذا الوقت من العام.
لكن في المقابل يرى ساداموري أن سوق الغاز لا يزال يواجه بعض الشكوك. وقال: “أعتقد أن الدول الأوروبية ستواصل اتخاذ إجراءات قوية فيما يخص كفاءة الطاقة والاعتماد على الطاقات البديلة، وضمان إمدادات الغاز الطبيعي المسال في السنوات المقبلة”.
ورغم الانخفاض في أسعار الغاز، يرى رئيس أسواق الطاقة في الوكالة الدولية للطاقة، في مقابلته مع “سكاي نيوز عربية”، إنه على الدول الأوروبية ألا تتهاون، وأن تستمر في الحذر ومراقبة أسواق الطاقة في المستقبل، مشيرا إلى أن أسعار الغاز لا تزال مرتفعة مقارنة بمستوياتها التاريخية قبل الحرب.
عودة الطلب الصيني
قال ساداموري إن الصين كانت أحد العوامل الرئيسية التي دعمت الموازنة بين العرض والطلب على الغاز في أوروبا، بسبب انخفاض طلبها على الغاز الطبيعي المسال، مع تراجع النشاط الاقتصاد في البلاد نتيجة القيود الخاصة بجائحة كورونا.
وأضاف أنه في الوقت الحالي، وعقب إلغاء سياسة صفر كوفيد اعتبارا من ديسمبر الماضي، فإننا نتوقع أن الطلب من الصين سيعود، “وهذا سيكون عاملا كبيرا في التأثير على الغاز المسال، وأيضا على السوق الأوروبية”.
أما بالنسبة للطلب العالمي على الغاز الطبيعي فإن وكالة الطاقة الدولية تتوقع أن يكون مستقرا في 2023، بحسب ما قاله ساداموري.
وأشار إلى أن الغاز المسال الأميركي أيضا كان من بين العوامل المهمة التي ساعدت على استقرار الإمدادات في أوروبا، وهو ما توقع أن يستمر في الفترة المقبلة.
وقال إنه من غير المتوقع أن يزيد الإنتاج الأميركي بشكل كبير من الغاز المسال، كما أن منشأت الغاز معرضة بشكل مستمر للانقطاعات، “ومن ثم فإنه من المهم أن نراقب الإنتاج ومعدلات التشغيل في أميركا عن كثب”.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.