قال مصدر بمطار صنعاء الدولي إن وسطاء عمانيين وصلوا إلى اليمن، السبت، لبحث هدنة جديدة بين المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران من جهة وبين الحكومة الشرعية والمدعومة من السعودية من جهة أخرى، وسط تحركات جديدة لإنهاء الصراع المستمر منذ ثماني سنوات.
وتضاعفت الجهود الدبلوماسية لحل الصراع منذ أن وقعت المملكة العربية السعودية، الداعم الخارجي الرئيسي للحكومة اليمنية، اتفاقًا بوساطة صينية لاستعادة العلاقات مع إيران الشهر الماضي.
والتقى كبار الدبلوماسيين السعوديين والإيرانيين في بكين يوم الخميس الماضي، لاستئناف العلاقات الدبلوماسية وتعهدوا بالعمل معًا لتحقيق “الأمن والاستقرار” في المنطقة.
وأودت الحرب في اليمن منذ ما يقرب من عقد من الزمان بحياة مئات الآلاف من الأشخاص، بشكل مباشر وغير مباشر، وتسببت فيما وصفته الأمم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وسيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء في عام 2014، ما أدى إلى اندلاع صراع مع الحكومة الشرعية المدعومة من قبل تحالف عسكري تقوده الرياض ذات الثقل الإقليمي.
وأثار التقارب بين الخصمين الإقليميين الكبيرين، إيران، الدولة الشيعية الكبرى، والمملكة العربية السعودية، التي تعتبر نفسها القوة الإسلامية السنية في المنطقة، الآمال في الحد من التوترات في الشرق الأوسط لا سيما في اليمن.
وقال مصدر في مطار العاصمة اليمنية صنعاء، طلب عدم ذكر اسمه، لوكالة فرانس برس إن الوفد رافقه محمد عبد السلام كبير مفاوضي جماعة الحوثيين والذي يعيش في مسقط.
وغرد عبد السلام نفسه بأنه وصل إلى صنعاء مع الوفد العماني، لكن دون تقديم مزيد من التفاصيل.
واشتهرت عُمان بأنها وسيط متحفظ في النزاعات الخليجية، التي غالبًا ما تشمل إيران.
وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، هانز غروندبرغ، قد زار العاصمة العمانية هذا الأسبوع لإجراء محادثات بشأن “العملية السياسية”.
وصرح مصدر في الحكومة اليمنية لوكالة فرانس، شريطة عدم الكشف عن هويته، بأن السعوديين والحوثيين اتفقوا من حيث المبدأ على هدنة مدتها ستة أشهر، لتمهيد الطريق لثلاثة أشهر من المحادثات حول إقامة “فترة انتقالية” لمدة عامين، في البلد الذي مزقته الحرب.
وتمتعت البلاد بهدوء مؤقت في القتال استمر ستة أشهر، خلال وقف إطلاق النار العام الماضي، لكن تلك الهدنة لم تجدد بعد انتهاء سريانها في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول.
وتنظر إيران إلى الولايات المتحدة على أنها العدو اللدود، لكنها رحبت يوم الأربعاء الماضي بدعوة المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن لدعم “العملية السياسية التي نأمل أن تأتي”.
وكانت صحيفة الشرق الأوسط، التي تصدر في لندن باللغة العربية، قد ذكرت الجمعة أنه يجري وضع خطة شاملة لإنهاء الصراع في اليمن المستمر منذ ثماني سنوات.
ونقلت عن مصدر يمني مطلع قوله إن إعلان وقف إطلاق النار مرتقب في الأيام المقبلة.
“سحب القوات الإماراتية”
في سياق منفصل، قال مسؤول حوثي كبير السبت إن الإمارات بدأت في سحب قواتها من اليمن.
وقال عضو المكتب السياسي في جماعة الحوثي، محمد البخيتي: “نأمل أن تنتهي عملية الانسحاب بشكل كامل، وألا تخضع للضغوط الإسرائيلية كما حدث في الماضي، لأننا لن نقبل ببقاء أي قوات أجنبية على شبر واحد من الأراضي اليمنية”.
وأضاف: “لا تزال يدنا ممدودة لسلام شامل ودائم، يضمن كرامة وسلامة وسيادة جميع دول المنطقة”.
ولم تؤكد الإمارات بعد نبأ الانسحاب.
وأعلنت الإمارات أنها سحبت قواتها بشكل جزئي من اليمن في منتصف عام 2019، لكنها استمرت في لعب دور رئيسي في الصراع اليمني كعضو قيادي في التحالف وداعم للمجلس الانتقالي الانفصالي في جنوب اليمن.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.