حيث كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة “كوينز بلفاست” في أيرلندا، تراجعا مثيرا للقلق في أعداد أكثر من 70 ألف نوع من الحيوانات في كل أنحاء العالم، في بحث هو الأوسع عبر التاريخ.
وجد الباحثون أن أعداد 48 في المئة من الأنواع على الأرض تشهد حاليا انخفاضا، في حين أن أقل من 3 بالمئة من الأنواع الحيوانية الأخرى يتزايد عددها.
مع قياس مدى انقراض الأنواع تقليديا، تبين أن 28 بالمئة من الحياة على الأرض مهددة حاليا بالانقراض.
في الوقت نفسه، تظهر الدراسة أن نقص الأنواع ذات الأعداد المتزايدة، يظهر أن الأنواع الأخرى لا تتطور لتحل محل الأنواع المنقرضة في النظام البيئي.
الباحثون قالوا إن النتائج هذه “تشكل جرس إنذار قوي”، لأن فقدان التنوع البيولوجي العالمي الناجم عن التصنيع البشري “أكثر إثارة للقلق مما كان يعتقد سابقا”.
ينظر لفقدان التنوع البيولوجي على أنه أحد أخطر التحديات التي ستواجه البشرية في العقود المقبلة، نظرا لتأثيرها على عمل النظم البيئية وإنتاج الغذاء وانتشار الأمراض وبالتالي استقرار الاقتصاد العالمي.
تعليقا على هذه الدراسة التي تشير لخطر احتمال انقراض عشرات آلاف الأنواع الحيوانية على الأرض، يقول الأكاديمي والخبير البيئي الدكتور رمضان حمزة، في لقاء مع موقع سكاي نيوز عربية :
- حتى قبل هذه الدراسة الأكبر هناك أدلة قوية على أن أعداد أكثر من نصف الأنواع الحيوانية على الأرض قد تراجعت على مر العقود الأخيرة، ويحذر العديد من العلماء والمنظمات البيئية من أن انقراض بعض الأنواع سيفاقم من الأزمات البيئية العالمية، وهو ما يستدعي التحرك والتصدي العاجل.
- تعد تغيرات البيئة والحروب أهم الأسباب لفقدان المواطن الطبيعية للتنوع الأحيائي والتي تؤدي لتدهور الأنواع الحيوانية والنباتية، وتعمل على تدمير المواطن الطبيعية مما يسبب فقدان وتدهور الغابات، وتلوث المياه والهواء، وتغير المناخ .
- انتشار الحروب واستخدام الأسلحة الفتاكة والمحرمة دوليا، والقنابل التي يبقى تأثيرها لعقود من الزمن عبر نشاطها الإشعاعي، وهو جانب خطير جدا من أشكال التخريب البيئي الناجم عن النشاطات البشرية غير الأخلاقية، مما يزيد من عدد الحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض حاليا، وهذه الأنواع تتوزع على الثدييات والطيور والزواحف والأسماك والحشرات والنباتات.
الحلول المطروحة
- العمل على وضع استراتيجيات وبرامج ملزمة وجادة لحماية الأنواع المهددة بالانقراض والحد من خسائر التنوع الحيوي، لضمان صحة النظم الإيكولوجية وبالتالي صحة الإنسان واستدامة كوكبنا لوقف تراجع أعداد أنواع الحيوانات والنباتات على الأرض .
- حماية المناطق البرية والمحميات الطبيعية، بما في ذلك الغابات والأهوار والشعاب المرجانية والصحاري والسهول العشبية، فهذه المناطق توفر بيئات حيوية للكثير من الأنواع وتعمل على الحفاظ على التنوع البيولوجي والتوازن الطبيعي .
- العمل على الحد من المتاجرة غير المشروعة بالحيوانات والنباتات، ومكافحة الصيد الجائر وغير المشروع والتخريب البيئي وتلويث الطبيعة.
- السعي لتعزيز مناخات السلام والتعاون الدولي لمكافحة التحديات العالمية المختلفة وأبرزها تغير المناخ، بدلا من إشاعة الحروب واستنزاف الطبيعة وتدمير توازنها، وتسخير تكنولوجيا الفضاء للأغراض السلمية والاستمرار بأعمال التوعية والتثقيف حول أهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي وأثره الإيجابي المستدام على حياتنا ومستقبل الكوكب.
- تعزيز سبل التنمية المستدامة وتبني ممارسات تنموية تحقق التوازن بين الاحتياجات البشرية والحفاظ على التنوع البيولوجي، ويمكن ذلك من خلال تعزيز الزراعة المستدامة، وتسريع التحول نحو الطاقة المتجددة، وتقليل النفايات والتلوث، وتعزيز التخطيط الحضري المستدام، والتعاون الدولي والعمل المشترك بين الحكومات، كون قضية حماية التنوع الأحيائي هي أكبر وأهم من الصراعات والمصالح السياسية والاقتصادية .
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.