هل حلم غوارديولا بالفوز بدوري الأبطال مع «سيتي» وزيارة جوليا روبرتس يمكن أن تتحقق؟
رياضة

هل حلم غوارديولا بالفوز بدوري الأبطال مع «سيتي» وزيارة جوليا روبرتس يمكن أن تتحقق؟


المدير الفني لعب بشكل تكتيكي رائع أمام «لايبزيغ» وأظهر للجميع أنه يمكنهم الوثوق به

هناك شعور دائم بأن جميع الجهود التي يبذلها جوسيب غوارديولا لا تكفي مطلقاً لإسكات النقاد. فهل يستطيع المدير الفني لمانشستر سيتي أن يعتمد على 4 لاعبين في مركز قلب الدفاع؟ وماذا عن الدفع ببرناردو سيلفا في مركز الجناح الأيمن بدلاً من رياض محرز أو فيل فودين؟ وكيف يمكنه أن يمزج بين طريقة اللعب التي تعتمد على الاستحواذ على الكرة وبين الدفع بالنجم النرويجي إيرلينغ هالاند في مركز المهاجم الصريح دون أن يؤثر ذلك على الفريق؟ ولماذا قامت نجمة «هوليوود» جوليا روبرتس بزيارة جوزيه مورينيو ومانشستر يونايتد في نوفمبر (تشرين الثاني) 2016 بدلاً من زيارته هو ومانشستر سيتي؟

وبعد المباراة التي سحق فيها مانشستر سيتي نظيره لايبزيغ بسباعية نظيفة في دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا مساء الثلاثاء الماضي، أدلى غوارديولا بتصريحات أشار فيها إلى أنه لا يفهم الأسباب التي جعلت روبرتس تفعل ذلك! ووصف غوارديولا الممثلة الأميركية بأنها واحدة من 3 شخصيات ينظر إليها على أنها مثل أعلى في حياته – الآخران هما مايكل جوردان وتايغر وودز – وتساءل عن سبب زيارة روبرتس لمانشستر يونايتد خلال مباراته على ملعبه أمام وستهام، في حين تجاهلته هو ومانشستر سيتي! وقال غوارديولا: «جاءت جوليا روبرتس إلى مانشستر، ولم يكن ذلك في التسعينات من القرن الماضي عندما كان السير أليكس فيرغسون يحصد الألقاب واحداً تلو الآخر، لكنها جاءت في فترة كنا فيها أفضل من مانشستر يونايتد. ورغم ذلك، ذهبت لزيارة مانشستر يونايتد، ولم تأتِ لرؤيتنا»!

جوليا روبرتس في ملعب مانشستر يونايتد عام 2016 (غيتي)    –   غوارديولا و«ماكينة الأهداف» هالاند (أ.ف.ب)

ووصف غوارديولا نفسه بأنه «فشل في دوري أبطال أوروبا». وأضاف أنه يمكن أن يفوز بدوري أبطال أوروبا هذا الموسم، لكنه سيظل يُنظر إليه على أنه فاشل في بعض الأوساط! وأشار إلى أنه حتى الفوز بالبطولة لن يعوضه عن خيبة الأمل التي شعر بها بعد تجاهله من قبل روبرتس! ربما كان المدير الفني الإسباني يحاول أن يقول إن هناك أشياء أكثر أهمية في الحياة، وربما كان يبالغ في التفكير كعادته ولا نعرف المغزى الحقيقي من هذه التصريحات! وهل كان يتحدث بصدق أو بسخرية! ما يجعلنا نشك في ذلك هو أن غوارديولا لا يعتبر نفسه فاشلاً مطلقاً – وله ما يبرر ذلك بكل تأكيد!

وكان غوارديولا يتحدث بواقعية أكبر عندما تطرق إلى نقطة حساسة أخرى، وهي اختيار التشكيلة الأساسية لفريقه في المباريات الكبرى بدوري أبطال أوروبا؛ لأنه في هذه النقطة بالتحديد يدرك تماماً أنه أكثر دراية بكثير من أي شخص آخر، ومن المشجعين، ومن أولئك الذين يدعون الحكمة على موقع «تويتر»، ومن وسائل الإعلام. وبعد التعادل في مباراة الذهاب أمام لايبزيغ بهدف لكل فريق، وضع غوارديولا خطة محكمة لمباراة العودة، وكان متحمساً للغاية وهو يقف بجوار خط التماس ويشير بيديه للاعبيه طوال الوقت، وكان حاسماً بشكل أكبر فيما يتعلق بالدور الذي يلعبه برناردو سيلفا مع الفريق. فعندما تم الإعلان عن التشكيلة الأساسية لمانشستر سيتي، كان هناك شعور داخل ملعب «الاتحاد» بأن غوارديولا أشرك سيلفا تحديداً في هذه المباراة للمساعدة في التحكم في الكرة وفي إيقاع المباراة. وعلاوة على ذلك، لعب مانشستر سيتي بطريقة مدروسة تماماً من أجل مواجهة التحولات الهجومية السريعة للاعبي لايبزيغ. وقد نجح في ذلك وقضى على خطورة الفريق الألماني وسحقه بسباعية نظيفة.

لقد دفع غوارديولا بسيلفا لكي يستغل ذكاءه في الضغط المضاد على حامل الكرة، ولكي يقطع خط الاتصال بين قلب الدفاع الأيسر، جوسكو غفارديول، والظهير الأيسر ديفيد راوم، ولاعب خط الوسط ناحية اليسار دومينيك زوبوسزلاي. لقد أراد غوارديولا من سيلفا أن يخلق حالة من الارتباك في دفاعات لايبزيغ ويجبره على التراجع للخلف، كما كان يريد نفس الشيء من جاك غريليش في مركز الجناح الأيسر.

وقال غوارديولا: «لقد عانينا في مباراة الذهاب فيما يتعلق بالاتصال بين المدافعين والظهيرين. وقد أجبرونا على العودة للخلف، لكن اليوم، نجح برناردو وجاك في حل هذه المشكلة بشكل جيد للغاية، لذلك لم يتمكن راوم والظهير الأيمن بنيامين هنريكس من التعاون بينهما بشكل جيد. في بعض الأحيان يتعين عليك أن تلعب مباراة واحدة لكي تدرك بعض الأشياء». وأضاف: «أود أن أقول لكل أصدقائي ولكل من يكتبون على موقع (تويتر) إنني لديّ معلومات أكثر منهم فيما يتعلق بفريقي! أنا آسف، لكنني اليوم على حق».

وأشار غوارديولا إلى أن ما كان يثير غضبه دائماً فيما يتعلق بخروج مانشستر سيتي من دوري أبطال أوروبا هو الأخطاء الدفاعية، وكيف كان الفريق يستقبل أهدافاً سهلة. وقال المدير الفني الإسباني إن هذا هو السبب وراء غضبه، وليس المشاكل الهجومية. وحتى خلال هذه المباراة التي سحق فيها مانشستر سيتي لايبزيغ بسباعية نظيفة، عانى الفريق الإنجليزي من تذبذب في المستوى خلال بعض الفترات. وكان حارس المرمى، إيدرسون، محظوظاً لأنه لم يحصل على بطاقة حمراء بعد خروجه من منطقة جزائه وتدخله على كونراد لايمر، كما وضع رودري إيدرسون في مأزق عندما مرر له كرة خاطئة، لكن مانشستر سيتي كان محظوظاً لأن لاعبي لايبزيغ أهدروا هذه الفرصة المحققة.

يريد غوارديولا أن يبني فريقه الهجمات من الخلف، لكن لا يمكن التسامح على الإطلاق مع الأخطاء والهفوات الدفاعية القاتلة. وأمام لايبزيغ، شعر غوارديولا أن مدافعيه الأربعة (من اليمين إلى اليسار) جون ستونز ومانويل أكانجي وروبن دياز وناثان أكي، يمكنهم بناء الهجمات من الخلف بشكل جيد، كما أشاد بالمستويات الثابتة التي يقدمها خط الدفاع في الآونة الأخيرة. وقال غوارديولا: «إنهم أقوياء للغاية، وناثان يتميز بالتركيز الشديد لمدة 90 دقيقة. وينطبق نفس الأمر أيضاً على روبن ومانويل وجون، فهم مستقرون ويقدمون مستويات ثابتة تماماً، وهذا هو ما نحتاجه في هذه المسابقة».

وبالعودة إلى خط الوسط، وصف غوارديولا إيلكاي غوندوغان بأنه «أفضل لاعب خط وسط لدينا هذا الموسم». بعبارة أخرى، كان لا بد من الدفع به في التشكيلة الأساسية. وينطبق نفس الأمر أيضاً على سيلفا، وعلى كيفين دي بروين، الذي استعاد بريقه وتألقه وظهر بمستوى جيد للغاية، وكان يتحرك بذكاء شديد ويضغط بقوة على حامل الكرة. ولا يجب أن ننسى رودري وغريليش، وبالتالي لم يكن هناك مكان في التشكيلة الأساسية لمحرز أو فيل فودين. وقال غوارديولا عن ذلك: «قد يكون من الصعب على الناس فهم ذلك. إنهم ينتقدون تشكيلة نلعب بها وطريقة لعب نعتمد عليها! وعندما نعلن عن التشكيلة الأساسية، يتساءلون عن سبب عدم الدفع برياض محرز أو فيل فودين أو إيميريك لابورت في الدفاع! الأمر لا يعني ببساطة أنني أكون على صواب عندما نفوز، وأكون مخطئاً عندما نخسر، فالأمر أكبر من ذلك بكثير. لديّ الكثير من المعلومات التي لا تملكونها جميعاً، بمن في ذلك المشجعون».

وسجل هالاند 5 أهداف في مرمى لايبزيغ، وكان عدد لمساته للكرة أكثر من المعتاد (30 لمسة)، كما كان معدل تحويل الفرص إلى أهداف مذهلاً. وقال غوارديولا عن المهاجم النرويجي: «في بعض الأحيان يكون هو المخطئ فيما يتعلق بعدم لمسه للكرة كثيراً، لأنه لا يتحرك، لكن في مباريات أخرى يكون هذا خطأنا. إننا نتحدث عن هذا الأمر ونحاول جاهدين أن نجعل العملية أسرع في بعض الأحيان. لن أقول إن الأمور يجب أن تكون أبطأ، لكن بمجرد المرور من منتصف الملعب يتعين علينا أن نكون أسرع». وللمرة السادسة في المواسم السبعة التي قضاها مع مانشستر سيتي، يصل غوارديولا إلى الدور ربع النهائي، ويحلم بالحصول على أول بطولة لدوري أبطال أوروبا مع «السيتيزنز». يبدو مانشستر سيتي قادراً على حصد اللقب هذه المرة، وهو الأمر الذي يعني أن جوليا روبرتس قد تزور غوارديولا وفريقه!






المصدر


اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *