- هيو سكوفيلد
- بي بي سي نيوز باريس
عندما قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إنهم سينجزون ترميم كاتدرائية نوتردام في أجل أقصاه خمسة أعوام، ضحك الجميع من ذلك التصريح.
لم يعودوا يضحكون الآن.
فترميم ذلك الصرح المعماري الذي دمره الحريق في فترة قصيرة، بدا وقتها وكأنه من التصريحات الماكرونية البراقة.
ولكن بعد أربع سنوات من الكارثة لم تعد إمكانية تسليم الكاتدرائية في الموعد المحدد أمرا مستحيلا.
ويقول الجنرال المتقاعد، جون لوي جورجولين، المشرف على مشروع الترميم:”أخذنا عهدا على أنفسنا أمام العالم بأن ننهي ترميم الكاتدرائية في خمسة أعوام. فسمعتنا على المحك، لذلك علينا أن نوحد معارفنا، وجهودنا، وصنعتنا لتحقيق الهدف”.
وإذا كان لترميم الكاتدرائية رمز فإنه البرج الذي يبلغ طوله 66 مترا، وعكست صور انهياره وسط ألسنة النيران حجم الكارثة التي وقعت في أبريل/ نيسان عام 2019.
ويجري حاليا بناء هذا البرج في موقع صناعي شرقي فرنسا. ومن أجل تشكيله تم قطع المئات من أشجار السنديان في غابات فرنسا التاريخية وشحنها إلى باريس في الأيام القليلة الماضية، لرفعها على سقف الكاتدرائية.
ولابد من قياسها بدقة لتناسب الإطار الذي بناه المعماريون على السقف منذ 900 سنة.
ويقول جورجولين:”سيشاهد البارسيون في الأشهر المقبلة ارتفاع البرج، وسيظهر في بادىء الأمر بالسقالات، ثم يشاهدونه مكشوفا”.
“حينها يعرفون أن الكاتدرائية عادت إليهم فعلا”.
وربما كان البرج من رموز باريس المعمارية، ولكن كما هو معروف فإنه ليس جزءا من البناية التاريخية.
فقد أضيف للكتاتدرائية في القرن 19 أجزاء جديدة لتعويض البرج الذي جرى تفكيكه خلال الثورة الفرنسية، لأنه كان غير مستقر.
وفي الفترة نفسها جرى أيضا استبدال زجاج الكاتدرائية المعشق لأن الزجاج الأصلي أصبح هشا.
ولحسن الحظ لم يتضرر الزجاج في الانفجار، لأن فرق الإطفاء تصرفت بخبرة فلم ترش الماء على الزجاج وإلا كان تهشم بفعل الحراراة.
وتركت نافذة الورد التي تعود إلى القرون الوسطى في مكانها، بينما نزع أغلب الزجاج من أجل تنظيفه على يد خبراء في ورش خاصة عبر البلاد.
ويقول خبير الزجاج فلافي فينسون بوتي في مدينة تروا: “إنها تراكمات قرابة 200 عام”.
“فيها دهون آدمية خلفتها أنفاس ملايين المصلين، وسخام ملايين الشموع، وهناك بقع ناتجة عن التكثيف، كلها تترك آثارا”.
وبالإضافة إلى البرج، يجري بناء الأسس التي انهارت في الحريق أيضا، فهيكل السقف كله يعاد تركيبه، بالشكل الأقرب إلى الأصل الذي دمره الحريق.
ووصف فيليب فيلنوف، كبير المعماريين في الكاتدرائية منذ 4 أعوام بأنه “أتعس معماري في العالم”.
ولكنه اليوم يقول:”أنا أسعد معماري في العالم، أتابع ميلادها من جديد مثل الفنيق ينبعث من الرماد”.
والهدف هو الاحتفال بأول قداس في الكاتدرائية بعد ترميمها في ديسمبر/ كانون الأول 2024.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.