قررت شبكة نتفليكس إنهاء خدمة تأجير أسطوانات الفيديو الرقمية “دي في دي” التي أطلقتها الشركة قبل 25 عامًا، في إطار سلسلة من التغييرات، مع دخول عملاق البث المباشر حقبة جديدة.
وتكافح الشركة، التي قلبت صناعة التلفزيون والأفلام رأساً على عقب مع انتقالها من أسطوانات الدي في دي إلى البث عبر الإنترنت، الآن لإعادة إشعال شرارة النمو.
ففي الوقت الذي تحاول فيه زيادة عدد المشتركين، اتخذت الشركة إجراءات صارمة بشأن مشاركة كلمات المرور في بعض الدول.
وبحلول يوليو/تموز، تخطط الشبكة لتنفيذ تلك الإجراءات على نطاق أوسع، بما يشمل الولايات المتحدة.
وفي محاولة لجذب الجماهير، قدمت الشركة العام الماضي خيار بث مدعوم بالإعلانات، بتكلفة أقل، مخفضة الأسعار في 116 دولة في الأشهر الثلاثة حتى مارس/آذار.
وعلى الرغم من هذه التحركات، لم تتمكن الشركة سوى من إضافة 1.75 مليون اشتراك في الفترة ما بين يناير/كانون الثاني إلى مارس/آذار.
وتتوقع أن تشهد الأشهر المقبلة نموًا أضعف، والذي كان أقل مما توقعه العديد من المحللين.
ووصف باولو بيسكاتور، المحلل في بي بي فورسايت، الأداء بأنه “مختلط”، قائلًا إن المعدلات “ربع السنوية تثير أسئلة أكثر من الإجابات”.
حروب البث
قطعت نتفليكس، ومقرها كاليفورنيا، شوطا طويلا منذ أن بدأت في تقديم أسطوانات الفيديو الرقمية للعملاء في عام 1998.
وفي عام 2007، أطلقت خدمة بثها، التي تعد الآن أكبر خدمة عالمية تضم أكثر من 232 مليون مشترك حول العالم.
وفي رسالة للمستثمرين، وصفت نتفليكس خدمة أسطوانات الدي في دي، التي سيتم إغلاقها في سبتمبر/أيلول، بأنها كانت “المحرك الصاروخي الذي دفع بالبث إلى مكانة رائدة”.
وقالت الشركة: “نشعر بالفخر لأننا تشاركنا سهرات الأفلام مع أعضاء أسطوانات الدي في دي لفترة طويلة، ونحن فخورون جدًا بما حققه موظفونا، ومتحمسون لمواصلة إرضاء عشاق الترفيه لعدة عقود أخرى قادمة”.
وعلى الرغم من ريادتها المبكرة، إلا أن هيمنة نتفليكس على صناعة البث بدأت في التراجع مع اشتداد المنافسة.
فقد فقدت الشبكة أكثر من مليون مشترك في الأشهر الستة الأولى من عام 2022.
وعلى الرغم من أنها عوضت تلك الخسائر في وقت لاحق من العام، بفضل مكاسب المشتركين من آسيا، إلا أن هذا التراجع حرك الشركة، ودفعها للبحث عن طرق جديدة لتحقيق النمو.
وفي رسالة إلى المشتركين، قالت نتفليكس إنها مسرورة بكيفية تفاعل الأعضاء مع التغييرات التي تتطلب دفع المال مقابل مشاركة كلمات المرور.
ونبهت المشتركين إلى توقع إلغاء بعض الاشتراكات مع توسع تلك الإجراءات، لكنها قالت: “على المدى الطويل، ستضمن المشاركة المدفوعة تحقيق إيرادات أكبر يمكننا من خلالها تحقيق النمو مع تحسين خدماتنا”.
قدرت نتفليكس أن أكثر من 100 مليون أسرة تشارك كلمات المرور، في انتهاك لقواعدها الرسمية.
حيث تقول إن كندا، التي دخلت التغييرات فيها حيز التنفيذ في فبراير/شباط، شهدت توسعا في قاعدة المشتركين، وتسارعا في نمو الإيرادات.
ارتفعت الإيرادات الإجمالية بنسبة 3.7 في المئة على أساس سنوي لتصل إلى 8.1 مليار دولار. وقد سجلت أرباحا بقيمة 1.3 مليار دولار، بانخفاض عن أرباح العام الماضي التي تقدر بـ 1.6 مليار دولار تقريبا.
وقال بول فيرنا، المحلل الرئيسي في شركة التسويق الإلكتروني إنسايدر إنتليجينس، إن النتائج أظهرت أن برنامج مشاركة كلمات المرور المدفوعة من نتفليكس والإعلانات، قد تعرض كلاهما إلى “عقبات مبكرة، وحتى في أفضل السيناريوهات، سيستغرق الأمر وقتًا طويلاً لتوسيع نطاقهما”.
وأضاف: “هذه إشارات مقلقة بالنسبة لشركة، على الرغم من كونها رائدة في السوق، إلا أنها تكافح لاستعادة سحرها”.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.