تصدر اسم اللاعب المصري مصطفى محمد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر وعدداً من الدول العربية بعد إعلان نادي نانت الفرنسي عن فرض عقوبة مالية عليه بسبب رفضه المشاركة في حملة لدعم المثليين.
وطلبت رابطة الدوري الفرنسي من اللاعبين في الدرجتين الأولى والثانية ارتداء قمصان تحمل الأرقام في ظهرها بألوان قوس قزح قبل اليوم العالمي لدعم “مجتمع الميم” يوم الأربعاء.
وأعلن نادي نانت الفرنسي لكرة القدم أنه سيغرٌم مالياً وليس رياضياً لاعبه المصري مصطفى محمد، الذي رفض الدفاع عن ألوان فريقه ضد تولوز، لكي لا يرتدي قميصاً يحمل شعار قوس القزح خلال مباريات نهاية الأسبوع، في إطار السعي لمحاربة رهاب المثلية.
وقال النادي الفرنسي في بيان: “رفض مهاجم نانت مصطفى محمد المشاركة في المباراة ضد تولوز لأسباب شخصية في الوقت الذي يكافح فيه النادي من أجل تجنب الهبوط الى الدرجة الثانية. وبالتالي قرر مجلس إدارة النادي معاقبته ماديا من دون الإفصاح عن قيمة الغرامة.
وأضاف البيان: “في المقابل، يستنكر النادي بشدة التهديدات التي تلقاها مصطفى محمد وعائلته قبل المباراة وبعدها”، دون الكشف عن هذه التهديدات والجهات التي تقف خلفها.
ومن جهته برر مصطفى محمد موقفه بنشره تغريدة على حسابه في موقع “توتير” جاء فيها: “رفضت المشاركة في مباراة تولوز، لا أرغب في الجدل على الإطلاق لكن يجب عليّ أن أعبر عن موقفي”.
وأضاف: “احترام الاختلاف هو احترام للآخر، واحترام للذات، واحترام لما سيتم تبادله وما سيبقى مختلفا. أحترم جميع الاختلافات. أحترم جميع المعتقدات والقناعات”.
وتابع: “هذا الاحترام يمتد إلى الآخرين ولكنه يشمل أيضا احترام معتقداتي الشخصية، ونظرا لجذوري وثقافتي وأهمية معتقداتي وقناعاتي، لم يكن من الممكن بالنسبة لي المشاركة في هذه الحملة”.
واختتم اللاعب المصري بالقول: “أتمنى أن يقابل قراري باحترام، بالإضافة إلى رغبتي في عدم الجدل حول تلك القضية وأن يتعامل الجميع باحترام”.
وذكرت شبكة “آر إم سي سبورت” الفرنسية أن أربعة لاعبين بصفوف فريق تولوز رفضوا المشاركة في اللقاء للسبب نفسه.
وأوضحت الشبكة أن اللاعبين هم المغربي زكريا أبو خلال والجزائري فارس شايبي والبوسني سعيد هاموليتش والمالي موسى ديارا.
وقال نادي تولوز في بيان:”أبدى بعض اللاعبين من التشكيلة الأساسية للفريق عدم رضاهم عن ارتباطهم بألوان قوس قزح الذي يمثل مجتمع الميم”.
وأضاف: “في الوقت الذي نحترم فيه الاختيارات الشخصية للاعبين، وبعد نقاشات عديدة، قرر نادي تولوز استبعاد اللاعبين من اللقاء”.
وأكد المغربي أبو خلال أنه رفض بالفعل المشاركة في المباراة، وأكد ببيان عبر حسابه على تويتر احترام الجميع، مطالباً الآخرين باحترام معتقداته.
وكتب:”لقد اتخذت قراري بعدم المشاركة في مباراة اليوم. الاحترام قيمة أقدرها كثيراً وهذا يمتد إلى الآخرين، لكن هذا يشمل أيضاً احترام معتقداتي الشخصية”.
وأضاف:”وبسبب ذلك، لا أعتقد أنني الشخص المناسب للمشاركة في مثل هذه الحملة الترويجية”.
مواقع التواصل الاجتماعي
وبالعودة إلى مواقع التواصل الاجتماعي، فقد أشاد علاء مبارك، نجل الرئيس المصري الأسبق، محمد حسني مبارك، باللاعب المصري الذي رفض المشاركة في منافسات الجولة الـ35 في الدوري الفرنسي، التي تضمنت حملة لدعم المثليين.
وقال علاء مبارك، عبر تويتر:”ظاهرة المثليين فاحشة عظيمة و شيء مقزز ظاهرة نشاهدها كل يوم تنتشر بسرعة كبيرة أصبحت موجودة فى كل مكان نجدها في الأفلام والمسلسلات خاصة الأجنبية وامتدت أيضا إلى قطاع الرياضة”، حسب قوله.
وتابع: “الغريب والمخيف أن وراء هذه الظاهرة وهذا السلوك الذي حرمه الدين والذي يتنافى مع قيمنا ومبادئنا و يتنافى مع الطبيعة والفطرة البشرية التي خلقنا الله عليها جماعات ومنظمات تدعمهم وتعمل على رفع سقف مطالبهم هدفهم هو تدمير المجتمعات من الداخل عن طريق تفكيك الأسرة وفتح الأبواب لهذا السلوك الشاذ، ظاهرة تحتاج لوقفة لمعرفة كيف يتم التعامل معها حتى لا تؤثر على مجتمعاتنا والأجيال القادم، في النهاية موقف محترم من اللاعب المصري مصطفى محمد”.
ومن جهته تضامن لاعب المنتخب المصري أحمد حسن مع لاعب نانت مصطفى محمد عبر تويتر بالقول:”أشيد وأدعم موقف مصطفى محمد برفضه دعم المثليين وأتمنى من اللاعبين العرب اتخاذ مواقف قوية مشابهة ورفض أي أمور تخالف الأديان السماوية وأتمنى من الإعلام العربي مساندة ودعم مصطفى وأناشد الغرب الذين يتشدقون بالحرية أن يحترموا حرية ودين مصطفى ورأيه في اتخاذ هذا القرار القوي والشجاع”.
واعتبر آخرون أن مباراة تولوز ونانت قد تكون نقطة تحول تاريخية في فرنسا.
فقال محمد عواد:”مباراة تولوز ونانت قد تكون نقطة تحول تاريخية في فرنسا.. من حيث إجبار اللاعبين على ارتداء شعارات لا تناسب معتقداتهم”.
وأضاف:”المصري مصطفى محمد لاعب نانت انسحب من اللقاء.. وأعلن موقفه علانية”.
وتابع عواد:”لكن القضية الأكبر كانت في الفريق المنافس، وهو تولوز، حيث اعترف النادي بأن عدة لاعبين منهم المغربي زكريا أبوخلال رفضوا الفكرة، والنادي اضطر لاستبعادهم من اللقاء”.
وختم بالقول:”هذا الحراك سيدفع كل اللاعبين المحترفين بمختلف دياناتهم ممن يرفضون هذا الترويج، لإعلان موقفهم بصراحة .. لذلك من المتوقع أن يؤدي ما جرى لتغيير طريقة الدعم المفروضة في فرنسا”.
وفي المقابل، انتقد كثيرون قرار اللاعب المصري بعدم المشاركة في المباراة.
فقالت لويز: “حسنًا … عندما أراد اللاعبون ارتداء شارات قوس قزح في قطر، اعترض كثيرون إنه يجب احترام البلد المستضيف للبطولة.. فأين هم اليوم عندما تطلب فرنسا ارتداء أرقام قوس قزح؟”.
واعتبر آخرون أن اللاعب المصري دعم قضية المثلين دون أن يدري.
فقالت فلورينا:”رد فعل نادي نانت كان مثاليًا، وذلك من خلال فرض عقوبات مالية على اللاعب والتبرع بالمال لجمعية “أوقفوا رهاب المثلية”. على الأقل، دعم مصطفى محمد قضية المثلين دون أن يدري”.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.