انطلقت في السعودية خلال الأيام الماضية حملة واسعة لمكافحة مهربي ومروجي المخدرات في المملكة
وتأتي هذه الحملة بالتزامن مع ازدياد حالات مصادرة مواد مخدرة تم اكتشافها عند المعابر الحدودية أو خلال تنفيذ عمليات مداهمة أمنية.
وتركز الحملة على التصدي لما يسمى بمخدر “الشبو” أو الكريستال، إذ يعتبر من أخطر أنواع المخدرات.
مخاطر حقيقية
يعتبر مخدر “الميثامفيتامين” أو ما يعرف محلياً باسم “الشبو” المخدر الأشد خطورة، ويتميز بعدم وجود رائحة تكشف متعاطيه.
وتمثل فئة المراهقين بين عمر 14 عاماً و 25 عاماً الفئة الأكثر تعاطيا له، وذلك حسب ما قاله المتخصص في العلوم الجنائية والأمنية أحمد الناقي في مقابلة تلفزيونية أعاد نشرها على حسابه في تويتر.
ويقول الدكتور فيصل البيشي المتخصص في علاج الإدمان أن خطورة مخدر الشبو تكمن في أن معدل الإدمان عليه يعتبر الأسرع مقارنة بالمواد الأخرى، إذ يمكن أن تتم عملية الإدمان من محاولات التجربة الأولى.
كما تتسبب مادة الإمفيتامين المخدرة في السكتة القلبية والجلطة الدماغية والفشل الكلوي، الأمر الذي قد يؤدي إلى الوفاة، كما يمكن أن تؤدي لأعراض أخرى كالأوهام والهلوسة البصرية والسمعية والرغبة بالعزلة والشك والعصبية والعنف، وغيرها من المشاكل الصحية والنفسية.
وتحتوي الوسوم التي تتحدث عن مكافحة المخدرات على الكثير من المقاطع التي تعرض مشاهد صعبة لحالات تعاطي أشخاص فاقدين للوعي أو يقومون بجرائم إطلاق نار أو ضرب أو طعن، بسبب تأثير المخدر الذي أفقدهم وعيهم، إذ وصل الأمر مع بعضهم إلى حد قتل أقاربهم من الدرجة الأولى.
“وطن بلا مخدرات“
لم تكن حالة ضبط أكثر من ثمانية ملايين قرص من مادة “الإمفياتين” المخدرة هي الأولى أو الأخيرة التي تضبطها المديرية العامة لمكافحة المخدرات في السعودية، إذ استطاعت المديرية ضبط هذه الكمية مخبأة في شحنة مبيض قهوة.
وتنشر المديرية عبر حسابها على تويتر بشكل يومي حالات اعتقال لأشخاص تتهمهم بالمتجارة بالمواد المخدرة والترويج لها.
وتحت شعار #بالمرصاد، تدعو وزارة الداخلية بشكل متكرر للتبليغ عن أي معلومة متعلقة بجهات أو أشخاص يروجون للمواد المخدرة.
وتأتي هذه الحملات المكثفة بتوجيه من السلطات السعودية، وهو ما عبر عنه وزير الداخلية السعودي في تغريدته التي توعد فيها مروجي المخدرات “بضربة تتلوها ضربات”.
دور وسائل التواصل
تعمل السلطات السعودية على التوعية الإعلامية بمخاطر المخدرات واتباع أسلوب الوقاية، وتروج لثقافة التبليغ عن المتعاطين أو المروجين.
وشاركت عدد من الشخصيات الإعلامية والمؤثرة في التوعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مع الدعوة إلى التبليغ عمن يروج لهذه الآفة، وتشجيع من اتخذ قرار الإقلاع عنها.
كما قدمت عدد من المؤسسات المجتمعية والصحية خدماتها للعلاج أو المساعدة بما يحفظ للمتعاطي خصوصيته وسرية معلوماته.
وبدوره تحدث صانع المحتوى عبد الله البندر عن بعض النماذج التاريخية لأثر المخدرات التي وصلت إلى حد الاقتتال، كما حدث في ما يعرف بـ “حرب الأفيون” أو “ثورة الكوكايين”.
وبحسب وزارة الصحة السعودية، فإن المملكة تعاني من أكثر من 200 ألف حالة إدمان على المخدرات، بينما تسعى حالات قليلة للعلاج.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.