- علي حمداني
- بي بي سي نيوز
حزن العديد من الإيرانيين بعد نفوق شبل فهد يُدعى “بيروز” (نصر)، وهو يُعد من أواخر أشبال الفهود الآسيوية في العالم.
وولد بيروز في أيار/مايو العام الماضي، وأصبح رمزا للأمل بالنسبة لآلاف الإيرانيين خلال موجة الاحتجاجات الأخيرة المناهضة للحكومة.
وقال مسؤولون إيرانيون إنه رغم الاعتقاد بوجود 12 فهدا من هذا النوع في إيران، تبقى البلد من المعاقل الأخيرة لهذه الحيوانات البرية المعرضة بشدة لخطر الانقراض.
وتعتبر هذه الفهود رمزا للفخر الوطني في إيران. وتظهر في الشعر والرسوم الفارسية، وعلى قميص منتخب إيران الوطني لكرة القدم رمزا للسرعة والقوة.
لكن الشبل الصغير “بيروز” اكتسب مكانة خاصة.
فقد تابع ملايين الإيرانيين منذ البداية يوميات الشبل على الإنترنت وفي الإعلام.
وفي عام 2022، نقلت أنثى فهد تدعى “إيران” إلى توران، حيث يوجد مركز حماية البرية في شمال البلاد، وتزاوجت مع فهد يدعى “فيروز”.
وأنجبا ثلاثة أشبال ولدوا جميعهم في عملية قيصرية. لكن الأم رفضتهم، الأمر الذي وضع مسألة بقائهم أحياء على المحك.
وقال رئيس مؤسسة الطبي البيطري الإيرانية الدكتور بايام موهيبي، إن “إيران” لم ترتبط غريزيا بأشبالها ودفعتهم بعيدا.
وشاهد الإيرانيون موت شبلين بعد أيام نتيجة لسوء التغذية.
ووجه العديد غضبهم نحو السلطات، وحملوها مسؤولية موت الشبلين واللامبالاة بشكل عام في ما يخص القضايا البيئية.
لكن كانت هناك فرصة لإنقاذ “بيروز”، وذلك عند تكليف الناشط البيئي علي رضا شهرداري بالاهتمام به.
ونام شهرداري بجوار الشبل الصغير كل ليلة.
وأثارت مقاطع فيديو لبيروز ينام إلى جانب “والده الإنسان” ضجة كبيرة عند نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، وأسرت عقول وقلوب ملايين الإيرانيين.
وعندما اندلعت الاحتجاجات العنيفة مرة أخرى في إيران في أيلول/سبتمبر 2022، كان عمر “بيروز” خمسة أشهر.
ونالت صور “بيروز” ترحيباً كبيراً على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب نجاة “ابن إيران المنتصر” من عدة مضاعفات مرضية، حين كان لا يزال يعاني من عدة تعقيدات تتعلق بصحته.
وأصبح الشبل “بيروز” نظراً لطبيعته واسمه الذي يعني النصر، رمزا للتضامن لدى العديد من المتظاهرين المناهضين للحكومة.
واستوحت أغنية شيرفين حاجيبور، الحائزة على جائزة غرامي، كلماتها من معركة بيروز للبقاء على قيد الحياة.
وتألفت كلمات الأغنية من مجموعة تغريدات لإيرانيين يرثون الوضع في بلادهم: “لأجل الرقص في الشوارع”، “لأجل الخوف من التقبيل.. لأجل بيروز وانقراضه الذي يلوح في الأفق.. لأجل النساء الحرية والحياة”.
وأفادت تقارير بنفوق “بيروز” بين يدي شهرداري في 26 شباط/فبراير في مستشفى في طهران نتيجة فشل كلوي.
وامتلأت صفحات التواصل الاجتماعي بعبارات الرثاء للشبل الصغير.
وقال رئيس مؤسسة الطب البيطري في إيران بايام موهيبي إن “حياته كانت قصيرة لكن اسمه وذكراه سيبقيان في قلوبنا إلى الأبد”.
وغرد لاعب ومدرب كرة القدم السابق علي كريمي قائلا: “في ظلّ الجمهورية الإسلامية، لا الحيوانات ولا البشر بمأمن”.
ولم ترد وزارة البيئة في إيران على طلب بي بي سي التعليق حول الأمر.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.