نشرت صحيفة الأوبزرفر مقالا لكنان مالك بعنوان “مسجد قرطبة وآيا صوفيا: رمزان للحروب الثقافية وتاريخهما المعقد”.
ويقول الكاتب إن مسجد قرطبة العريق الذي تحول إلى كاتدرائية يعد واحدا من أروع المباني في أوروبا، ويمثل تعبيرًا معماريًا عن تاريخ أوروبا المعقد، لكن هذا التاريخ المركب للمبنى يعد لمشكلة بالنسبة لبعضهم، إذ انطلقت حملة طويلة من قبل الكنيسة الكاثوليكية لتقليص التراث الإسلامي للمبنى والنظر إليه في المقام الأول على أنه معلم مسيحي.
ويضيف أن أحدث خطوة في هذه الحملة جاءت الأسبوع الماضي، إذ سُرب تقرير جديد لأسقف قرطبة، ديميتريو فرنانديز غونزاليس، إلى صحيفة الباييس الإسبانية، يدعو إلى “إعادة تصميم المساحة الكاملة” لمنطقة المسجد لضمان عدم اعتبار قرطبة “مدينة إسلامية”.
ويقول الكاتب إن الجيوش الإسلامية الأولى جاءت إلى شبه الجزيرة الأيبيرية في العقد الأول من القرن السابع الميلادي لتجعل قرطبة، عاصمة الأندلس، أو إسبانيا المسلمة، بحلول القرن العاشر واحدة من أهم مدن أوروبا، وكان قلب المدينة هو المسجد.
ويؤكد مالك أن هذا المسجد مثل مزيجا معماريًا رائعًا، إذ دمج القيم الفنية للشرق والغرب، وتبنى التقنيات الرومانية والقوطية في البناء، وتضمن عناصر لم تكن معروفة سابقًا في العمارة الدينية الإسلامية مثل استخدام الأقواس المزدوجة لدعم السقف ومزج الحجر بالطوب. وهكذا لم يكن دارا للعبادة فحسب، بل كان أيضًا جامعة للتدريس كانت أحد أعظم مراكز التعلم في العالم.
ويوجد مبنى آخر من أعظم المباني في أوروبا، وهو آيا صوفيا في إسطنبول يبعد بحوالي 1500 ميل على الطرف الآخر من أوروبا.
وقد بنيت آيا صوفيا بتكليف من الإمبراطور جستنيان، آخر حاكم ناطق باللاتينية لما كان يُعرف آنذاك بالإمبراطورية الرومانية الشرقية، واكتمل بناؤها عام 537 للميلاد.
وأصبحت الكاتدرائية مقر بطريرك القسطنطينية الأرثوذكسي والقلب الروحي للإمبراطورية البيزنطية. في عام 1453 ، استولى العثمانيون على المدينة بقيادة محمد الثاني. وتم تغيير اسم القسطنطينية إلى إسطنبول، وتحولت الكاتدرائية إلى أول مسجد إمبراطوري في المدينة.
ويقول الكاتب إن آيا صوفيا أعيدت إلى مسجد بعد قرن تقريبًا، تتويجًا لحملة طويلة يقودها مسلمون محافظون وبدعم من الرئيس التركيـ رجب طيب أردوغان، نظرا لأن استعادة مكانتها كمسجد يساعد في تعزيز سلطة حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم في تركيا.
هذان المبنيان يصوران تعقيدات التاريخ الأوروبي وفي العديد من النقاشات حول هذه المباني يمكن سماع محاولات إعادة كتابة التاريخ من طرف المنتصر.
“غسيل دماغ” في روسيا
ونشرت صحيفة صنداي تايمز تقريرا لكريستينا لام بعنوان “الأطفال الأوكرانيون الذين سرقهم بوتين وأرسلوا إلى المعسكرات”
تحكي الكاتبة عن عودة ليليا، البالغة من العمر 11 عامًا، من المدرسة في سبتمبر/أيلول الماضي قائلة لأمها، تاتيانا فلايكو، إن صفها ذاهب إلى معسكر صيفي لمدة أسبوعين، لتدق أجراس الإنذار على الفور في رأس الأم.
كانت مدينتهم خيرسون في جنوب أوكرانيا تحت الاحتلال الروسي وكان المعسكر في شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا في عام 2014.
وقالت فلايكو، 36 سنة، “اعتراني خوف شديد، إنها حرب .. لذلك قلت لها إنه قد لا يكون من السهل إعادتك. لكن صديقاتها كن ذاهبات وكانت تريد حقًا الذهاب”.
و بدلاً من العودة إلى المنزل بعد أسبوعين، أُخبرت فلايكو بأن ابنتها قد نُقلت إلى معسكر آخر، ثم آخر.
وتقول الكاتبة، كريستنا لام، إن ليليا هي من بين آلاف الأطفال الأوكرانيين الذين اختُطفوا ونُقلوا إلى روسيا أو شبه جزيرة القرم خلال العام الماضي كغنائم بشرية للحرب.
وتضيف أن تقريرا صادرا عن جامعة ييل الشهر الماضي أكد أن أكثر من ستة آلاف طفل تتراوح أعمارهم بين أربعة أشهر و 17 عامًا محتجزون في 43 معسكرًا في حملة منهجية “بتنسيق من الحكومة الفيدرالية الروسية”. ويشرح التقرير أن أكثر من ثلثي هذه المعسكرات تعمل في “إعادة التثقيف”، أو غسل الأدمغة بتعبير آخر.
لكن داريا هيراسمتشوك، مفوضة أوكرانيا لحقوق الأطفال تقول إن ” الروس يرددون اليوم أن لديهم 738 ألف طفل أوكراني تم إجلاؤهم، هذا ليس إخلاء، بل اختطاف وغسيل دماغ وهو عمل من أعمال الإبادة الجماعية”.
التكنولوجيا تغزو أدمغتنا
وننتقل إلى صفحة الرأي في صحيفة الفاينانشال تايمز، وتقرير لكاميلا كافينديش بعنوان “البشرية تسير صوب كارثة التكنولوجيا العصبية”.
وتقول الكاتبة إن لدى كثير منا شعور غامض بأن أجهزتنا التكنولوجية قد تتسبب لنا في الأذى أو قد تتنصت أو تتجسس علينا، لكن مثل هذه الشكوك لم تمنعنا من الكشف عن بياناتنا.
وتضيف أننا نسمح للتطبيقات بالوصول إلى موقعنا وسجلات المكالمات والمعلومات الأخرى الحساسة، ولكننا نواجه تحديًا جديدًا قادمًا: كيف نحمي بيانات دماغنا؟
وتقول الكاتبة إن الاستثمار يتدفق على “التكنولوجيا العصبية”، التي يمكنها تسجيل وتحليل النبضات الكهربائية من الجهاز العصبي.
وتقول إن هذه التكنولوجيا توفر فوائد هائلة، مثل المساعدة في تعافي مرضى السكتة الدماغية وتقليل نوبات الصرع. كما يمكن عن طريقها أيضًا اكتشاف متى يفقد سائق الشاحنة التركيز.
وتضيف أن أكثر من خمسة آلاف شركة في مجالات التعدين والبناء والصناعات في بقاع شتى من العالم باتت تستخدم التكنولوجيا للتأكد من أن موظفيها في حالة يقظة وعمل.
وتقول الكاتبة إن هذا الاستخدام يشعرها بالقلق، فجعل السائقين يرتدون هذه الأجهزة قد ينقذ الأرواح، ولكنه يبدو أيضًا وكأنه أداة محتملة للقمع، أداة يمكن استخدامها بسهولة على أي موظف آخر يرغب رئيسه في معرفة متى يشرد ذهنه.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.