وفي وقت سابق وافق طرفا الصراع، الجيش والدعم السريع، على هدنة إنسانية لمدة 72 ساعة، بعد ما يقرب من أسبوع من القتال الذي خلف أكثر من 400 قتيل، ودفع عشرات الآلاف إلى الفرار من البلاد.
وكان مسؤولون أجانب ومنظمات دولية طالبت بوقف القتال، لتمكين السودانيين في المناطق المتضررة من الحصول على الطعام أو النزوح بأمان، إلا أن الاشتباكات مستمرة شمالي العاصمة حتى الآن.
وبحسب شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأميركية، فإنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان الاتفاق سيصمد، بعد أن انهارت عدة اتفاقات سابقة لوقف إطلاق النار بين الجيش وقوات الدعم السريع، حيث تبادل الجانبان اللوم على انتهاك الشروط.
محاولات سابقة
• انهارت محاولات التوصل إلى هدنة في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء، مع تجدد الاشتباكات بين الطرفين وسط الخرطوم بعد ساعات فقط من اتفاقهما على وقف إطلاق النار لمدة 24 ساعة.
• سبق أن تجددت في الساعات الأخيرة من ليل الخميس، الاشتباكات والضربات الجوية العنيفة في العاصمة، مع فشل جهود دبلوماسية وشعبية مكثفة لوقف الاقتتال.
انعدام الثقة
ورغم ترحيب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، بإعلان الجيش السوداني وقوات الدعم السريع نية الالتزام بوقف إطلاق النار في عيد الفطر لمدة 3 أيام، وحثه قادة الصراع على الالتزام بالهدنة، فإنه قال إن “القتال لا يزال مستمرا، وهناك انعدام ثقة خطير بين القوتين”.
وحسب بيان بلينكن، فمن الضروري أن تكون الأولوية للجميع إنهاء معاناة المدنيين، مكررا دعوته لكلا الجانبين لوقف القتال لمساعدة المدنيين والسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل ومن دون عوائق.
وأصبحت المناشدات من أجل الهدنة أكثر إلحاحا في الأيام الأخيرة مع ارتفاع عدد القتلى، إضافة لتعطل معظم المستشفيات في الخرطوم عن العمل، وتعرض الكثير منها لهجمات بالقصف.
لماذا لم تصمد الهدنة؟
في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، ذكر الخبير المتخصص في العلاقات الدولية المحلل السياسي أيمن سمير عددا من الأسباب وراء عدم ثبوت الهدنة في السودان، هي:
• اعتقاد كل طرف باستطاعته تحقيق أهدافه السياسية والحصول على ما يريده عن طريق أدوات القوة العسكرية فقط، من أجل ذلك اندلعت المواجهات ولا يزال الطرفان يعتقدان أن أهدافهما يمكن تحقيقها بالعنف.
• تقارب القوة بين الطرفين يجعل كل طرف يعتقد في انتصاره في النهاية، فلسنا بين طرف مهيمن وآخر ضعيف، بل أمام جيش له تاريخ، ومن الناحية الأخرى قوات الدعم السريع التي لها خبرات قتالية منذ عام 2003 وحتى الآن، وإذ كان للجيش السوداني أفضلية القوات الجوية فإن قوات الدعم السريع تتفوق في الاشتباكات على الأرض.
• لا يقبل الجيش أو الدعم السريع الهدنة لأن كلاهما يرفع شعار “الحسابات الصفرية”، أي يريد كلاهما كل شيء ويرفض أن يحقق الطرف الآخر أي مكسب، أي لا مجال لاتفاق سياسي يرضي الطرفين.
• لا يوجد ما يؤثر في ثبات الهدنة بين الطرفين، إذ لا توجد حوافز سياسية أو ضغوط كبيرة تدفعهما للالتزام بوقف إطلاق النار خصوصا في هذا التوقيت.
• لا توجد وسائل على الأرض للفصل بين القوات، أو لإثبات الدليل على الطرف الذي يخرق الهدنة.
• في تقديري سيكون هناك التزام بالهدنة إذا تعرض أي طرف لهزيمة ملحوظة، أو إذا تعرض لضغوط خارجية، أو حال استشعر أي طرف أنه قد يتعرض لضغوط داخلية من عناصره.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.