وكانت العديد من المناطق في الشرق الليبي قد تعرضت لخسائر كبيرة من جراء العاصفة “دانيال”، لكن درنة كانت الأكثر تضررا.
الوضع في درنة مخيف
- قال وزير الصحة الليبي، عثمان عبد الجليل، إن الوضع في درنة مخيف.
- هناك أماكن مازالت معزولة وأحياء جرفت بأكملها.
- توقع أن تكون حصيلة القتلى ثقيلة بعد استكمال عمليات البحث والإنقاذ.
فما الأسباب وراء الوضع الكارثي في درنة؟
تقع مدينة درنة شمال شرقي ليبيا، ويحدها من الشمال البحر المتوسط، ومن الجنوب سلسلة من تلال الجبل الأخضر، مما يجعلها منطقة منحدرة.
ويفصلها مجرى واد من قمة الجبل إلى البحر يعرف بوادي درنة.
وشُيد على مجرى الوادي سدان: أحدهما أقصى جنوبي المدينة، يعرف باسم السد الكبير، والآخر بالقرب من مداخل المدينة الجنوبية ويعرف بسد درنة.
وعندما ضربت العاصفة المدينة، تجمعت الأمطار الغزيرة في الوادي، الذي يبلغ طوله 50 كيلومترا، وارتفع منسوب مياهه، حيث تجاوزت كمية الأمطار، خلال ساعات، المعدلات التي تسجّل خلال عام، وفق المركز الليبي للأرصاد الجوية.
وشكّل ذلك ضغطا على السدين، فانهارا ليجرف الطوفان الأحياء الواقعة بين الوادي والبحر.
تحذيرات الأبحاث
وأشارت أبحاث علمية، نُشرت العام الماضي، إلى أن درنة معرّضة لخطر السيول المتكررة، عبر الوديان الجافة.
ودعا وقتها الباحثون إلى اتخاذ خطوات فورية لضمان الصيانة المنتظمة للسدود في المنطقة، محذرين من مغبة وقوع سيول عارمة، ستكون كارثية على السكان في الوادي والمدينة.
لكن الأوضاع الأمنية التي تعيشها البلاد وانتشار تنظيمات إرهابية في درنة، وحالة الانقسام السياسي، منذ أكثر من عقد، تحكمت بالأولويات فوقعت الكارثة.
الصيانة الدورية مفقودة
وبحسب خبير الجيولوجيا والسياسات مائية، رمضان حمزة، فإن هذه السدود كانت تحتجز كميات من المياه، إضافة إلى الكميات الكبيرة من الأمطار التي تساقطت بسبب العاصفة.
وقال في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن ما حدث في درنة مأساوي، وذلك لأن كميات المياه والأمطار المتساقطة في يوم واحد كانت أكثر من موسم، وهي كميات غير متوقعة، ولذلك انهارت السدود.
السبب الآخر، يتمثل في أن السدود في مناطق النزاعات أو الحرب تهلم صيانتها، علما بأنها بحاجة إلى صيانة بشكل دوري، وقد تكون السدود في درنة تعرضت لهذا الإهمال منذ 2011 حتى الوقت الحالي.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.