وذكرت مجلة “التايم” الأميركية أن العاصفة “دانيال” استمدت طاقة هائلة من مياه المتوسط الدافئة.
وبحسب العلماء، فإن الجو الأكثر دفئا يحمل بخار الماء الذي يسقط على شكل مطر.
وتقول كريستين كوربوسييرو أستاذة علم الغلاف الجوي إنه من الصعب عزو حدث واحد في مجال الطقس إلى التغير المناخي.
وتضيف: “لكن نحن نعلم أن هناك العديد من العوامل التي تؤدي دورا (في وقوع هذه الأحداث)”، كما في حالة العاصفة “دانيال”، حيث تجعلها أكثر ترجيحا للحدوث.
والإعصار المتوسطي الشبيه بالإعصار المداري يحدث مرة أو مرتين في العام في منطقة البحر المتوسط، وغالبا بين شهري سبتمبر ويناير.
حالة نادرة جدا
ويقول سايمون ماسون، كبير أساتذة المناخ في معهد المناخ والمجتمع التابع لكلية كولومبيا الدولية للمناخ إن الأعاصير في المتوسط ليست أعاصير حقيقة.
لكنها، حسب ماسون، يمكن أن تصل إلى قوة الإعصار في بعض الحالات النادرة.
وتشكلت “دانيال” نتيجة نظام مناخي منخفض الضغط، قبل نحو أسبوع، قبل أن يسيطر عليه نظام الضغط العالي، وهو ما أدى إلى سقوط كميات كبيرة من الأمطار على اليونان والمناطق المحيطة قبل أن يغرق ليبيا.
ويقول راغو مورتوغودي، أستاذ في معهد التكنولوجيا الهندي، إن المياه الأكثر دفئا تتسبب في تحريك الأعاصير بسرعة أقل مما يسمح لها بإلقاء كميات أكبر من الأمطار.
وفضلا عن ذلك، فإن النشاط البشري والتغير المناخي معا ينتجان تأثيرات مركبة للعواصف، فالفيضانات في اليونان تفاقمت بسبب الحرائق التي التهمت الغابات وفقدان الغطاء النباتي.
أما الفيضانات الكارثية في ليبيا فأصبحت أكثر سوءا نتيجة سوء صيانة البنية التحتية.
وأدت السدود المنهارة خارج مدينة درنة شرقي ليبيا إلى وقوع فيضانات مفاجئة أسفرت عن مقتل الآلاف.
لكن الباحثة الرئيسية في مركز وودويل لأبحاث المناخ جينيفر فرانسيس، تقول إن المياه الدافئة سمحت لـ”دانيال” بأن يشتد ويُسقط كميات أمطار ضخمة، جزء من ظاهرة باتت ملاحظة على صعيد دولي.
وأضافت: “لا يوجد مكان محصن ضد العواصف المدمرة مثل دانيال، كما أظهرت الفيضانات الأخيرة في ماساتشوستس واليونان وهونغ كونغ”.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.