وتابع بيسكوف ردا على سؤال من الصحفيين حول نظرة الكرملين بشكل عام إلى الأحداث الجارية: “لا خطط لاتصالات مع القيادات الإسرائيلية والفلسطينية، في جدول أعمال الرئيس فلاديمير بوتين، في الوقت الحالي، ولكن إذا لزم الأمر يمكن تنظيمها بسرعة”.
موقف موسكو بشأن أحداث غزة الأخيرة وهجوم حماس، بحسب خبيران تحدثا لموقع “سكاي نيوز عربية”، يتصاعد بتصاعد الأحداث، نظرًا لعدة عوامل داخلية وخارجية.
كيف تتعامل موسكو مع الأزمة؟
عقب هجوم حماس، السبت الماضي، أعلنت الخارجية الروسية أن موقفها ثابت من الأحداث الفلسطينية، وهو أن حل النزاع المستمر منذ 75 عاما لا يمكن سوى بالدبلوماسية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ضمن حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وحول الموقف الروسي، يقول مدير مركز “جي سي إم” للدراسات ومقره موسكو، آصف ملحم، لفهم كيفية إدارة الكرملين للأزمة الفلسطينية الإسرائيلية يجب تقسيمها إلى ثلاثة مستويات.
المستوي الداخلي
ويتابع الأكاديمي آصف ملحم، خلال تصريحاته موقع “سكاي نيوز عربية”، الكثير من الروس لا يدركون خاصة البسطاء ما هي حقيقة وطبيعة الصراع في الشرق الأوسط؛ وخاصة من الأجيال التي ولدت عقب انهيار الاتحاد السوفيتي.
ويُضيف، أن الأجيال المتقدمة في العمر فوق سن الـ50 عامًا والتي عاصرت الاتحاد السوفيتي لديهم فهم واسع للحق الفلسطيني في استعادة أراضيه؛ تلك المعادلة بين الأجيال تجعل من الخطاب الداخلي للكرملين حول الصراع الفلسطيني خطابًا “هادئًا”؛ بجانب أن هناك ما يقرب من مليون شخصًا في إسرائيل تعود أصولهم لمعظم دول الاتحاد السوفيتي القديم.
السياسة الخارجية
هنا بحسب الأكاديمي ملحم، يختلف الخطاب الروسي، فموسكو لديها علاقات قوية مع معظم الدول العربية والإسلامية، لذلك نرى خطاب وزارة الخارجية كان حاسم وواضح وأكد على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته.
ويُشير ملحم، إلى أن خطاب الخارجية أيضا وصف الأزمة بالاحتلال المستمر منذ 75 عامًا، كما دعت الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى وقف فوري لإطلاق النار، ونبذ العنف، وممارسة ضبط النفس اللازم، وإقامة عملية تفاوض، بمساعدة المجتمع الدولي، تهدف إلى إقامة سلام شامل ودائم طال انتظاره. في الشرق الأوسط.
القانون الدولي
وهنا يقول ملحم، روسيا تساند القضية الفلسطينية سياسيًا بشكل علني وواسع، ولكن من منطلق أن الصراع والأزمة عربية، ويجب أن يكون الحل في نطاق الشرق الأوسط دون تدخل أطراف تُزيد من العنف والتوتر، وزيادة رقعة الاحتلال أيضًا والاستيطان والذي يُعد سبب رئيسي في تفجر الأوضاع.
ورقة ضغط
يرى الباحث الروسي في تاريخ العلاقات الدولية سولونوف بلافريف، أن الأحداث تتجه صوب التصعيد ودخول واشنطن بالطبع بشكل مباشر والقوى الغربية في الصراع، وهذا ما سيجعل من موسكو محور رئيسي وتُزيد من التدخل هي الآخرى بشكل مباشر من خلال زيادة الدعم المقدم لإيران وسوريا ولبنان الدول التي يوجد بها حركات مقاومة.
ويُضيف، سولونوف بلافريف، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن إسرائيل دعمت بشكل مباشر أوكرانيا في حربها الدائرة الآن ضد روسيا، رغم العلاقات القوية بين الجانبين، ولكن ما يحدث من بؤر صراع جديدة يجعل من المعادلة مختلفة واستخدام الدعم السياسي للفلسطينيين كورقة ضغط.
ويؤكد الباحث الروسي في تاريخ العلاقات الدولية، قدرة روسيا على تبني تفاوض بين الجانبين دون الولايات المتحدة، وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس طالب بذلك مسبقًا خلال أحد زياراته إلى روسيا ولقاء الرئيس فلاديمير بوتين.
وتوقع سولونوف بلافريف، مزيدًا من التصعيد الحالي في الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية، نظرًا لتأخر الحل والتفاوض بشكل سلمي لحل الدولتين، فما يحدث الآن نتيجة تراكم الصراع دون نتيجة مرضيه للطرفين.
وخلال الساعات الماضية شن الجيش الإسرائيلي، هجوما على مخيم جباليا للاجئين في قطاع غزة، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى الفلسطينيين.
وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن عشرات القتلى والمصابين سقطوا في ضربة جوية إسرائيلية على مخيم جباليا للاجئين في القطاع.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.