- جين ماكنزي
- مراسلة بي بي سي في سيول
كشفت كوريا الشمالية عن رؤوس حربية نووية صغيرة، تقول إنه يمكن تثبيتها على صواريخ قصيرة المدى.
وطالما ادعت بيونغ يانغ امتلاك أسلحة نووية تكتيكية، قادرة على ضرب أهداف في كوريا الجنوبية. لكن الصور التي نشرتها في جريدتها الرسمية يوم الثلاثاء هي الأولى التي تقدم دليلا على ذلك.
على أنه يتعذر التحقق مما إذا كانت هذه هي الأسلحة المقصودة، ريثما تختبر كوريا الشمالية واحداً منها.
وعلى مدى الأسبوعين الماضيين، أطلقت بيونغ يانغ وابلاً مما قالت إنه أسلحة قادرة على تنفيذ هجمات نووية، فيما راحت تحاكي شنّ هجمات نووية على سيول.
والحق أنه يصعب تتبّع مسار ما تطلقه كوريا الشمالية من صواريخ في هذه الأيام. ولم يعد إجراء الاختبارات وحده يكفي لعمل عناوين أخبار كما كان في السابق، لكن لو أننا نظرنا إلى الموضوع إجمالا فسنرى أن هناك الكثير مما يمكن أن نتعرف عليه.
تقول كوريا الشمالية إنها تعاقب كلا من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية على إجراء أكبر مناوراتهما العسكرية على مدى سنوات. وتدربت الحليفتان (الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية) على كيفية إنزال الهزيمة بكوريا الشمالية حال وقوع هجوم. وهو سيناريو لم يكن ليستسيغه الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.
لكن كوريا الشمالية هذه المرّة لا تعبّر عن مجرد رفض كما اعتادت في السابق؛ وقد كانت ترد على أمثال هذه المناورات العسكرية المشتركة بإطلاق مزيج من الصواريخ قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى، وقد تضيف إلى ذلك بعض قذائف المدفعية.
أمّا هذه المرّة، فقد عمدت بيونغ يانغ على مدى أسبوعين إلى تدشين أقوى صواريخها الباليستية العابرة للقارات، والذي يمكنه نظريا الوصول إلى أي بقعة على الأراضي الأمريكية.
وأطلقت كوريا الشمالية صواريخ من غواصة، ومما بدا أنه منصة تحت الأرض. كما حاكى الجيش الكوري الشمالي شنّ هجوم نووي على مطار كوري جنوبي.
كما كشف كيم جونغ أون عن طائرة مسيرة تحت مائية جديدة، زاعما أن بإمكان هذه الطائرة أن تُستخدم كسلاح نووي تحت الماء قادر على إحداث تسونامي إشعاعي هائل النطاق من شأنه تدمير سفن الأعداء.
وفوق كل ذلك، تكشف كوريا الشمالية الآن عن رؤوس حربية نووية تزعم أنه يمكن حملها على هذه الأسلحة.
هذا الترتيب للأحداث في كوريا الشمالية مثير للقلق.
وتقول إلين كيم، الخبيرة لدى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن كوريا الشمالية تتعامل مع الأمر كما لو كان “عرض أزياء” – في إشارة إلى سُترة من طراز منتجات دار ديور الفرنسية الشهيرة للأزياء ارتدتها ابنة الزعيم الكوري الشمالي في أثناء حضورها إحدى اختبارات الأسلحة.
ويُبدي محللون، بينهم إلين كيم، مخاوف إزاء تنوّع تشكيلة الأسلحة التي استعرضتها بيونغ يانغ في هذا الموسم؛ حيث كشفت عن أسلحة جديدة وأكثر تطورا يمكن إطلاقها من البر والبحر بحيث تصيب أهادفا في كل من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان.
تقول إلين كيم: “قبل الآن، لم نكن نعلم أن بإمكانهم إطلاق صواريخ من غواصات، أو من منصات تحت الأرض. إنها أسلحة تتزايد صعوبة تتبّعها واعتراضها”.
إن هذا يزيد حجم التهديد النووي الذي تشكّله كوريا الشمالية.
ولنأخذ مثلاً صواريخ كروز التي أطلقتها بيونغ يانغ من غواصة. تعدّ هذه الصواريخ أكثر ما يثير قلق يانغ يوكيه، خبير الأسلحة لدى معهد أسان في سيول، وذلك لأن هذا النوع من الصواريخ التي تُطلق من تحت الماء يصعب الكشف عنها مسبقا قبل إطلاق الهجوم، وبعد الإطلاق تحلّق هذه الصواريخ على ارتفاعات منخفضة حيث يمكنها مناورة الدفاعات الصاروخية.
ولطالما خشي الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون من أن تبادر الولايات المتحدة بمهاجمة بلاده وتدمير أسلحتها قبل أن تواتيه فرصة استخدام تلك الأسلحة.
ويبدو أن الرسالة التي يبعثها كيم عبر هذه التشكيلة من الاختبارات والتجارب للأسلحة مفادها أن كوريا الشمالية الآن لديها القدرة على توجيه ضربة مضادة، أو حتى المبادرة وتوجيه ضربة استباقية. فمن الصعب تدمير أسلحة مخفيّة تحت الأرض أو تحت الماء.
أو بتعبير آخر يريد الزعيم الكوري الشمالي أن يقول: “لا تفكروا في مهاجمتنا”.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.