- سيمون غومبرتز
- مراسل شؤون التمويل، بي بي سي
يجري حاليا ابتكار طريقة جديدة لاستخدام الحساب البنكي عن طريق الخصائص المتفردة للأوردة في الأصابع.
وسيكون بإمكان مستخدمي الحسابات البنكية أن يدخلوا إليها بوضع أحد أصابعهم فوق ماسح ضوئي (سكانر) بدلا من استخدام سلسلة من كلمات السر والأرقام.
ويذكر أن هذه التقنية تختلف إلى حد كبير عن تقنية التعرف على بصمة الأصبع.
وكبداية لاستخدام هذه التقنية الجديدة، سيشرع بنك باركليز في بريطانيا في طرح هذه الخدمة للعملاء التجاريين (شركات وغيرها) فقط.
غير أن من المرجح أن تصبح خدمة “التحقق من وريد الأصبع” كما تعرف متاحة لجميع العملاء مستقبلا.
وستطبق هذه التقنية عبر ماسح ضوئي محمول، في حجم كرة التنس، يوصل بالكمبيوتر عبر ناقل “يو إس بي”، وتستخدم الأشعة تحت الحمراء للتحقق من النموذج الفريد للأوردة الموجودة داخل الأصبع.
وسيقبل الماسح الضوئي الأصابع الحية فقط، الأمر الذي يخفض مخاطر استخدام المحتالين بدائل أو نسخا من البصمات العادية، للوصول إلى الحسابات البنكية.
وتبذل البنوك جهودا في البحث عن طرق جديدة لمواجهة الاحتيال، في وقت يزود فيه العملاء بالعديد من الكلمات السرية وأرقام التعريف الشخصية، أو يضطرون لاستخدام أجهزة إلكترونية لإنشاء أرقام سرية كلما احتاجوا إلى الدخول إلى حساباتهم.
“تقنية مكلفة”
وأول من بدأ بتطبيق هذه التقنية شركة هيتاشي اليابانية، كما أنها مستخدمة بالفعل في ماكينات الصرف الآلي في اليابان وبولندا، الأمر الذي يسمح للأشخاص بسحب الأموال دون استخدام البطاقة أو أرقام التعريف الشخصية.
ويمكن لكل شركة تستخدم هذه التقنية تسجيل بصمة أوردة الأصابع لموظفيها، بحيث يستطيع شخص ما أن يقوم بعملية الدفع، فيما يقوم الآخر بالموافقة عليها.
ويمكن توصيل الماسح الضوئي بالعديد من أجهزة الكمبيوتر.
وحينما يحاول العميل الدخول إلى حسابه البنكي، عليه أن “يضع أحد أصابعه على الماسح الضوئي” وحينها سيخبر بأنه “تم التعرف على الأصبع” وذلك في حال مطابقته، ويتمكن من الدخول إلى حسابه خلال ثوان.
ويقول بنك باركليز إن هذه التقنية مكلفة نسبيا في الوقت الحالي، وسيطلب البنك من عملائه من الشركات تحمل تكلفة هذه التقنية إذا ما وافقوا على استخدامها، لكنه لم يعلن عن قيمة هذه التكلفة.
ويقول أشوك فاسواني رئيس قسم الخدمات المصرفية للأشخاص والشركات: “هذه التقنية مناسبة تماما لعملائنا من الشركات الذين يجرون الكثير من العمليات المالية الضخمة”.
وأشار إلى أن الماسح الضوئي لن يطرح حاليا على جمهور العملاء، الذين لا يرغبون عادة في تحمل المزيد من التكلفة.
وعلى أية حال، فإن معظم العملاء العاديين يفضلون استخدام الهواتف الذكية للتعامل مع حساباتهم.
ويقول فاسواني: “بالتأكيد لا تستطيع استخدام هذه التقنية جنبا إلى جنب مع تقنية إجراء العمليات المصرفية عبر الهواتف”.
ويضيف: “لا أعتقد أنه يمكن استخدام هذ الجهاز الدقيق في الخدمات المصرفية لمبيعات التجزئة، لكن بالتأكيد ستطور نماذج أخرى منه تناسب مبيعات التجزئة”.
ويُعتقد أن تقنية التعرف عبر بصمة أوردة الأصبع أكثر أمنا من فحص بصمات الأصابع العادية، ويرجع ذلك جزئيا إلى ضرورة أن يكون الأصبع “حيا” في الحالة الأولى.
ويرجح أن يؤدي ذلك إلى القضاء على إمكانية سرقة المحتالين بصمة أصبع شخص ما للاستيلاء على رصيده البنكي.
ويُمتص الضوء، الذي ينتقل عبر الأصبع، جزئيا في الهيموجلوبين الذي يسير في الأوردة، الأمر الذي يمكن الجهاز من المصادقة على نموذج الأوردة الخاص بالمستخدم.
وتقول شركة هيتاشي، التي عملت على بحث هذه التقنية على مدى الأعوام الخمسة عشر، إن نموذج الأوردة يتكون لدى الشخص وهو في رحم أمه قبل الولادة، ويبقى ثابتا معه معظم حياته.
لكن هناك بعض المخاوف من أن تُستغل المعلومات البيومترية الخاصة بالأشخاص، ومن بينها مسح أوردة الأصابع، من جانب المحتالين أو حتى الجهات الحكومية.
ويؤكد بنك باركليز أن بيانات أصابع عملائه ستكون في مأمن، ولن تخزن بشكل مركزي أو في سجل عام.
وبمجرد الانتهاء من إعداد هذه التكنولوجيا وتشغيلها العام القادم، ستحفظ بيانات العملاء على شريحة إلكترونية داخل الماسح الضوئي بشكل مشفر.
وإذا تمكن المهندسون من جعل الماسح الضوئي أصغر حجما وأقل تكلفة، فيمكن أن يبدأ الجمهور في إجراء معاملاتهم البنكية، عبر هذه التقنية “الخدمات المصرفية بالأصبع” من داخل منازلهم في بريطانيا.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.