ويعد ملف اللاجئين واحدا من أكثر الملفات المطروحة على طاولة الانتخابات، والتي يسعى الجميع لاستغلالها لكسب مزيد من الأصوات، فيما يعيش اللاجؤون حالة من القلق من نتائج هذه الانتخابات بغض النظر عن الطرف الفائز.
تغيير أكيد في السياسة التركية تجاه اللاجئين
المؤكد، وفق مراقبين، أن تغييرا سيحدث في سياسة تركيا تجاه اللاجئين، لا سيما مع تصاعد الحملات ضدهم داخل البلاد.
وفي هذا السياق، يرى الخبير في الشأن التركي محمد غياث سحلول، في حديثه لـ”سكاي نيوز عربية”، أن أوضاع اللاجئين في سوريا تأثرت بعدة عوامل:
- احتدام الانتخابات التركية بشدة فلأول مرة تذهب لجولة ثانية بين أردوغان وكليجدار أوغلو.
- مسألة اللاجئين حساسة لكلا الطرفين، فأردوغان يرغب في إعادة قرابة مليون شخص إلى الشمال السوري، عبر إنشاء خط يشبه منطقة عازلة بها 250 ألف وحدة سكنية كحائط صد ضد الأطماع الكردية في إنشاء دولة أو حتى ضد أي هجمات إرهابية.
- كليجدار أوغلو، كيسار وسط بالإضافة إلى أوميت أوزداغ، وسنان أوغان اليميني المتطرف المطرود من حزب الحركة القومية يريدون إعادة اللاجئين بأي شكل من الأشكال.
- السياسة التركية والحكومة التركية الحالية تقوم بمباحثات مع سوريا لإعادة لاجئين إلى أراضيهم لكن تحت سيطرة الحكومة السورية.
اللاجئون السوريون في تركيا
- يوجد قرابة 3 ملايين و380 بألف لاجئ سوريا في تركيا وقد كانوا كانو قرابة 4 ملايين، وعاد 600 ألف إلى الشمال السوري.
- يقوم برنامج أردوغان الانتخابي على ما قام به من إنجازات في مجالات الصناعات الثقيلة والحربية وتوليد الكهرباء والجسور، في المقابل أبرز ورقة في يد المعارضة لا تعتمد على مسائل التنمية وإنما مسألة اللاجئين، مما أدى لتوتر الشارع التركي وحدوث حالات من قتل اللاجئين واستهدافهم.
- الخطاب التحريضي ضد اللاجئين يدفع السوريين إلى العودة إلى بلادهم أو النفور تجاه أوروبا.
تنامي خطاب الكراهية تجاه اللاجئين
من جانبه، أوضح طه الغازي، الناشط في قضايا حقوق اللاجئين بتركيا، أن مسألة اللاجئين باتت عاملا مهما للغاية في الانتخابات، لافتا إلى أن:
- قبل الجولة الأولى من الانتخابات التركية التي جرت في 14 مايو تنامى خطاب الكراهية ضد اللاجئين عموما والسوريين بشكل خاص، بتحريض من قيادات في المعارضة التركية مثل أوميت أوزداغ، وكمال كليجدار أوغلو، وميرال أكشينار.
- ورقة اللاجئين السوريين كانت انتخابية من جهة، كما كانت أداة في ميدان السياسة الداخلية والخارجية لتركيا.
- أحزاب المعارضة استخدمت ورقة اللاجئين ضد الحكومة التركية والتي بدورها استخدمت نفس الورقة ضد الاتحاد الأوروبي.
- خطاب الكراهية الذي تبنته المعارضة تجاه اللاجئين تسبب في حوادث قتل عدد منهم مثل محرضة الشبان الثلاثة في إزمير ومقتل نايف النايف في إسطنبول.
- الحكومة التركية لم تقم بأي عمليات مساءلة أو محاكمة لكل من يحرض على خطاب الكراهية والتمييز العنصري، مما أدى لتمادي متبني هذا الخطاب في سلوكياتهم ضد اللاجئين.
- بعد نهاية الجولة الأولى من الانتخابات وقبل الثانية، وصل خطاب الكراهية تجاه السوريين إلى مستويات غير مسبوقة، مثل تعليق لوحات وإعلانات تدعو لطرد اللاجئين السوريين من تركيا في الأماكن العامة والشوارع وحتى على جدران المدارس.
- خطاب الكراهية أثر على مختلف جوانب الحياة المجتمعية فالأسر والعائلات اللاجئة باتت متخوفة في المرحلة القادمة لا سيما وأن كلا الطرفين الحكومة والمعارضة يعد بإعادة اللاجئين.
- إعادة اللاجئين حازت على مساحة كبيرة من وعود المعارضة، وفي المقابل تذكر الحكومة بمشروع وبرنامج إعادة قرابة مليون سوري من تركيا إلى مناطق الشمال السوري.
- المجتمع اللاجئ بات يتخوف من أن الطرفين قدما وعودا للمجتمع التركي ضدهم، وهما ملزمان بتنفيذ هذه الوعود بعد الفترة الانتخابية بغض النظر عن الجهة التي ستستلم السلطة.
- نخشى في المرحلة القادمة من حالات ترحيل قد تطال الأسر والعائلات السورية.
- نخشى من صدور قرارات تفرض بيئة تدفع اللاجئ السوري للتفكير في العودة إلى بلاده.
مستقبل غير واضح
ويضيف الناشط في قضايا حقوق اللاجئين بتركيا طه الغازي في حديثه لـ”سكاي نيوز عربية”:
- المرحلة القادمة ستكون غير واضحة المعالم فيما يتعلق بواقع اللاجئين السوريين في تركيا.
- تصاعد الفكر القومي المتطرف اليميني في الحياة السياسية التركية خلال الفترة الماضية لاسيما وأن أوميت أوزداغ، من قادة هذا الفكر أعلن دعمه لتحالف الأمة المعارض، وسنان أوغان، الذي يتبنى هذا الفكر أيضا أعلن دعمه لتحالف الجمهور أي تحالف العدالة والتنمية، مما يجعل الخطاب اليميني القومي المتطرف موجودا في جانبي الحياة السياسية التركية وهو ما يخشاه اللاجئ السوري في المستقبل.
- تصاعد حدة الخطاب اليميني القومي المتطرف ليس فقط في تركيا، بل أيضا في فرنسا وبريطانيا وإيطاليا.
- كل هذه العوامل تجعل اللاجئين السوريين يقدمون فكرة اللجوء إلى أوروبا على كل الأفكار والبرامج المتعلقة بمستقبل وجودهم في تركيا.
الترحيل.. أمر غير واقعي
من جهته، يرى الكاتب والمحلل حسين الزعبي أن ترحيل اللاجئين وحديث كليجدار أوغلو عن إبعاد عشرة ملايين لاجئ من البلاد أمر غير واقعي لأسباب عدة:
- السياسة العالمية لها دورها في هذه المسألة فالولايات المتحدة ترفض إبعاد اللاجئين قسريا دون حل سياسي في سوريا مثلا.
- اللاجؤون يشكلون قوة اقتصادية ضاربة خاصة أنهم عمالة رخيصة مقارن بالعمالة التركية لذا أصحاب الشركات الاقتصادية التركية لن يكونوا سعداء بهذا الأمر.
- المد القومي التركي يتحدث عن إبعاد اللاجئين تجاه الشمال السوري وهي مناطق يسيطر عليها حزب العمال الكردستاني، مما يزيد الأمر صعوبة.
- الحملات العنصرية جزء من الحملة الانتخابية في تركيا أكثر مما هي توجه عام للشعب، وما يطرح خلال البرامج الانتخابية لن يتحقق في الواقع كما هو.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.