ويهدف البنك المركزي الأوروبي، الذي أُسس في الأول من يونيو 1998 قبل أشهر من اعتماد العملة الواحدة، إلى الحفاظ على استقرار الأسعار والذي يترجم اليوم بمستوى مستهدف للتضخم يبلغ 2 بالمئة على المدى المتوسط.
وقالت لاغارد بحضور حوالي 200 مدعو لهذه المناسبة: “بالنسبة للبنك المركزي الأوروبي، فإن أولويتنا الفورية والعاجلة هي إعادة التضخم إلى هدفنا المتوسط الأجل بنسبة 2 بالمئة في الوقت المناسب”.
وتابعت: “سنفعل ذلك”، لكنها حذرت من أنه “سيكون هناك المزيد من التحديات المقبلة التي سيحتاج البنك المركزي الأوروبي إلى حلها، ويجب أن نستمر في توفير الاستقرار في عالم غير مستقر على الإطلاق”.
وحضر اثنان من أسلاف كريستين لاغارد وهم جان كلود تريشيه، وماريو دراغي الاحتفالية كما شاركوها في قطع قالب الحلوى.
وسيلقي التضخم في منطقة اليورو الذي وصل إلى مستوى قياسي – كان لا يزال 7 بالمئة في أبريل – بظلاله على خلفية أسعار الطاقة والسلع المستوردة التي ارتفعت منذ التعافي بعد جائحة كوفيد والأزمة في أوكرانيا.
وقالت لاغارد لقناة “بويتنهوف” التلفزيونية الهولندية “هذا لا يمنع أن يكون لدينا سبب وجيه للاحتفال في البنك المركزي الأوروبي”.
وأضافت “قبل 25 عاما كان هدفنا ضمان استقرار الأسعار وسيادة أوروبية أفضل وإظهار تضامن أكبر: لقد حافظنا على التزاماتنا بشأن هذه النقاط الثلاث”.
لكن في موازاة هذه النتيجة الجيدة اجمالا، شهدت المؤسسة عدة أزمات. فقد اضطرت لتتأقلم مع عيوب الاتحاد النقدي التي أدت إلى أزمات وجودية مثل مخاطر انهيار اليورو عام 2010 بسبب أزمة الديون العامة في الاتحاد الأوروبي.
أعقبت ذلك مرحلة طويلة من التضخم البطيء، تلاها ارتفاع الأسعار (التضخم) عقب وباء كورونا والحرب في أوكرانيا حيث يسجل مستويات مرتفعة منذ أكثر من عام.
وارتكبت المؤسسة أخطاء فادحة، ففي عام 2011، رفع جان كلود تريشيه أسعار الفائدة بينما كانت الأزمة تلوح في الأفق. وعمد خلفه ماريو دراغي الى تصحيح الوضع فور توليه مهامه ونال لاحقا لقب “سوبر ماريو” منقذ منطقة اليورو.
لكن تفرد الإيطالي في إدارة المؤسسة أدى إلى خلاف داخل مجلس الحكام المكوّن من حكام البنوك المركزية الوطنية الذين لديهم أفكار متباينة حول السياسة النقدية الصحيحة.
وساهمت كريستين لاغارد بفضل حسن إدارتها، في رص الصفوف.
يقول فريدريك دوكروزي كبير الاقتصاديين في “بيكتت ويلث ماناجمنت”: “مع كل أزمة نجح البنك المركزي الأوروبي في الابتكار والتأقلم. وهذا ما يجب تذكره قبل تسليط الضوء على الأخطاء أو التوترات الداخلية”.
يوظف البنك المركزي الأوروبي اليوم 4200 شخص يشرفون منذ 2014 على المصارف الكبرى في منطقة اليورو. ولا تزال مهمته تتطور ويرغب في تغيير سياساته النقدية لمواجهة ضرورة مكافحة تغير المناخ.
أما اليورو الذي يستخدمه ما يقارب 350 مليون أوروبي في 20 دولة “فسيبقى حاضرا لسنوات عدة مقبلة”، على حد قول لاغارد.
وأطلق البنك الأوروبي ورشة اليورو الرقمي لإنشاء وسيلة دفع جديدة استجابة لتكاثر العملات المشفرة.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.