- دينا دمرداش
- بي بي سي – بيريك أبون تويد
ساعات تفصل ديفيد فايف عن نتيجة تصويت سيؤثر على حياته. هل تستقل اسكتلندا عن المملكة المتحدة أم لا؟
لكن ديفيد لن يكون له قول في الأمر.
يقول لبي بي سي ” ليس لي أن أصوت في الاستفتاء! يداي مكبلتان.”
ديفيد من سكان “بيريك أبون تويد”، آخر بلدة في أقصى شمال انجلترا قبل حدودها التاريخية مع اسكتلندا.
وتشهد اسكتلندا الخميس 18 سبتمبر/أيلول تصويتا تاريخيا على استقلالها عن سائر المملكة المتحدة، حيث سيدلي الناخبون بأصواتهم سواء بنعم أم لا على سؤال “هل تؤيدون أن تكون اسكتلندا بلدا مستقلا؟
لكن سكان البلدة الحدودية الصغيرة لا يحق لهم التصويت، بحكم أن مدينتهم لا تقع داخل الحدود الاسكتلندية. فقط الاسكتلنديون الذين يعيشون في “بيريك” يحق لهم الإدلاء بأصواتهم، ولكن في مقار الاقتراع المنتشرة في أنحاء اسكتلندا.
ومن المنتظر أن تعلن نتيجة الاستفتاء صباح يوم الجمعة بعد الانتهاء من فرز الأصوات على مدار الليلة.
نفس الهموم
لكن التصويت على مصير اسكتلندا سيؤثر على حياة السكان في بيريك بكل تأكيد.
أخذني ديفيد، ذي السابعة والخمسين من العمر والذي يعيش في بيريك منذ ٤٥ عاما، في جولة بالبلدة بعربة الأجرة الخاصة به.
وقال ونحن نجوب شوارع البلدة الضيقة إن هناك الكثير من القلق.
“لا نعرف ما ستؤول إليه الأمور عدد كبير من السكان مرتبطة حياته باسكتلندا بشكل أو بآخر. نحن أقرب جغرافيا لها من انجلترا بكل تأكيد.
ويستطرد سائق التاكسي قائلا إنه يعرف شخصيا عددا كبيرا من الأشخاص يعيشون في بيريك لكنهم يذهبون للعمل داخل اسكتلندا كل يوم.
وبحكم قربهم لإسكتلندا، يتقاسم سكان بيريك نفس القضايا مع جيرانهم الاسكتلنديين.
“الناس مهمومون بأمور مثل الضمان الاجتماعي وخدمات الصحة والتعليم.” حسبما يقول دافيد
الوضع الاقتصادي للبلدة كان أفضل عندما كان بها مرفأ للسفن بها كما يقول السكان.
الآن الأوضاع أسوأ ويعاني قطاع كبير من الشباب من البطالة، فيما تبقى السياحة موردا أساسيا للبلدة وسكانها.
وكما هو الحال في اسكتلندا حيث ينقسم الرأي العام ما بين المؤيدين للاستفتاء والمعارضين له، تجد نفس الانقسام في بيريك.
يوضح ديفيد ” أن التوتر على أشده. هناك بعض العائلات شهدت خلافات كبيرة فيما بينها بسبب هذا الاستفتاء.”
تاريخ قديم
يعيش بالبلدة حاليا نحو ١٤ ألف نسمة هم مزيج من الإنجليز والاسكتلنديين.
لكن جولة في شوارع بيريك تعطيك احساسا بأنك في قلب اسكتلندا، من أسماء المحال التي تشير لعوائل اسكتلندا القديمة إلى الأعلام الاسكتلندية الزرقاء المرفوعة على بعض المباني.
البلدة لها تاريخ ضارب في عمق العلاقة بين انجلترا واسكتلندا منذ العصور الوسطى.
ففي القرن الثاني عشر ميلاديا وبموجب معاهدة بين الملكين الاسكتلندي الكسندر الثاني والإنجليزي هنري الثالث تم تعديل الحدود لتضم “بيريك” إلى الأراضي الإنجليزية.
ولم تكن هذه المرة الوحيدة التي يتغير فيها وضع بيريك. فقد انتقلت ما بين أيدي الإنجليز والاسكتلنديين ١٣ مرة خلال ١٤٠٠ عام.
يقول ديفيد ضاحكا بعد أن أنهينا الجولة بسيارته “لا يهمني كل هذا. أنا إنجليزي”.
“لا يربطني باسكتلندا سوى أني أشجع فريق سيلتيك لكرة القدم”.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.