تتحرك ميسم ورفاقها في إطار مبادرة شعبية شكلها مجموعة من لجان المقاومة الثورية مع اندلاع المواجهات العسكرية في البلاد. وكامتداد لدور ظلت تلعبه هذه اللجان لسنوات ماضية في مساعدة المواطنين في الأحياء السكنية في توفير المواد الغذائية التي كانت تشهد شحا في المواد الأساسية مثل الخبز وغاز الطهي، وهم يحاولون استلهام هذه التجربة لغوث متضرري الحرب الحالية، وفق ما ذكر لموقع سكاي نيوز عربية.
مع تراجع الوضع الإنساني لمجمل السكان إثر المواجهات العسكرية، خرجت مبادرات من سودانيين في داخل وخارج السودان لمساعدة بعضهم تركز غالبها في مسألة العون الطبي لكونه أكثر الخدمات حاجة لدى المواطنين إثر التدهور الحاد الذي وصله القطاع الصحي بعد خروج غالبية المستشفيات في العاصمة الخرطوم عن الخدمة وصعوبة الوصول إلى العاملة منها بسبب استمرار القصف وإغلاق الجسور النيلية والطرق الرئيسية من جانب القوات المتقاتلة.
ومن بين هذه المبادرات، مبادرة الأطباء السودانيين في قطر للاستشارات حيث أبدى عشرات الأطباء بتخصصات مختلفة رغبتهم في تقديم يد المساعدة لأهلهم وزملائهم داخل البلاد في الرد على الاستشارات الطبية عبر تطبيق التواصل الاجتماعي واتساب مع تحديد رقم للتواصل.
وأيضاً طرحت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان مبادرة لتشغيل المراكز الصحية في أطراف العاصمة الخرطوم لتكون مرجعية لكل المرضى الذين يصعب عليهم الوصول إلى المشافي الكبرى بسبب إغلاق الطرق والجسور واستمرار المواجهات العسكرية، وحثت منسوبيها من التخصصات الطبية المختلفة على ملء استمارة تحوي المنطقة التي يرغب المساعدة فيها.
ولم يكن الوضع المعيشي أحسن حالا من الصحي، فيواجه السودانيون خاصة في العاصمة الخرطوم أزمة غذاء حادة بعد ظهور بوادر ندرة وشح في كثير من المواد الغذائية، وهو ما جعل أمر العون الغذائي حاضراً في المبادرات الشعبية، فقد أطلق السودانيون في أميركا حملة تبرعات على الإنترنت لمساعدة أهلهم المتضررين بالقتال.
وتقول ميسم عبدالعظيم لموقع سكاي نيوز عربية “رغم إمكانياتنا الضعيفة نقوم بمساعدة بعض العائلات العالقة والمساهمة في توفير مياه الشرب التي تشهد شحا كبيرا، كما بدأنا في تأهيل المراكز الطبية في أطراف مدينة أم درمان لصعوبة الوصول إلى المشافي، نعمل في ظروف قاسية لكن قررنا أن نوقد شمعة بدل أن نلعن الظلام“.
ومع قلة المبادرات التي تعمل في الأرض، إلى جانب الضحايا فهناك مئات المبادرات التي لجأ أصحابها إلى مساعدة الناس افتراضيا عبر وسائل التواصل الاجتماعي من خلال إرشادهم على الطرق الآمنة وكيفية التنقل داخل العاصمة الخرطوم وخرائط تفاعلية تحدد مناطق الاشتباكات، وإرشادهم في كيفية التعامل مع الهجمات والإصابات الناجمة عنها وغيرها من أشكال العون.
وأنشأ الطبيب الصيدلي علي عوض الله برفقة زملاء له مجموعة على واتساب لمساعدة المواطنين في الوصفات الدوائية والصيدليات المرجح أن تجدها فيها.
وقال عوض الله لموقع سكاي نيوز عربية “بلادنا تعيش محنة الحرب، ولا ينبغي أن نقف مكتوفي الأيدي، فلا بد من دور نقوم به كل في مجاله وحدود مقدرته، وقد استطعنا مساعدة الكثيرين وإنقاذ حياتهم خلال الأيام العصيبة من اشتباكات الجيش وقوات الدعم السريع التي دخلت يومها السادس“.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.