وفي أجواء من الاحتضان الاجتماعي للمحتاجين، يفضل البعض أن يقدم مساهمات مالية أو مساعدات غذائية للجمعيات التي تقدم وجبة الإفطار والسحور للمهاجرين واللاجئين المعوزين، والبعض الآخر يفضل تقاسم وجبة الإفطار في منزله مع أحد الطلاب الذي يعاني الغربة والوحدة والحاجة.
تضفي أنشطة التضامن في بلاد المهجر جانبًا روحانيًا عميقًا لهذا الشهر. وبالنسبة لأمينة الصندوق والعضوة الناشطة في الجمعية غير الربحية، “أ لاسيطي دي بونوغ”، أسية بنزيد، فإن “خدمة الآخرين هي وسيلة مهمة للوفاء بالتزامات شهر رمضان وتوطيد علاقات التسامح والتضامن”.
سلة رمضان
- قبل عدة سنوات، أطلقت الجمعية مشروع “سلة رمضان”، تضم بعض اللوازم الأساسية التي حصلت عليها الجمعية من خلال التبرعات المقدمة من طرف المتطوعين داخل الجمعية والمهاجرين والفرنسيين في المراكز التجارية الكبرى لصالح الطبقة الفقيرة في مدينة ليل، أقصى شمال فرنسا.
- هذه المبادرة التي أصبحت “حدثًا سنويًا يخدم المسلمين وغير المسلمين على حد سواء” بحسب تصريح بنزيد لموقع “سكاي نيوز عربية” يتم الاستعداد لها أياما قبل بدء شهر رمضان، و”المستفيدون هم جميع الأشخاص الذين يحتاجون إليها”.
الفئات الأكثر حرمانا
- عكس العام الماضي الذي قامت خلاله الجمعية باختيار إقامات جامعية لتقديم “سلة رمضان”، يستعد المتطوعون هذه السنة لتقديم مأدبة إفطار جماعي بعد الحصول على التصريحات اللازمة.
- لمدة تفوق 12 عامًا، تعمل جمعية “أو كوغ دو لا بخيكاغيطي”، على مساعدة الفئات الأكثر حرمانًا. تقدم مساعدات غذائية وألبسة ومتابعة اجتماعية. وتواظب سنويا على إعداد وتقديم وجبات الإفطار في قلب الدائرة 18 في العاصمة باريس، حيث يتم وضع طاولة طويلة تستقبل صفوفا من المحتاجين دون تمييز ديني، يأتون لتسلم وجباتهم دقائق قبل الآذان.
- يقول مسؤول التواصل في الجمعية، في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية” “إن المتطوعين يوزعون يوميا حوالي 700 وجبة إفطار، إلى جانب تقديم وجبة السحور لنحو خمسين لاجئ متواجدين في خيم بضواحي باريس”.
- وأضاف قائلا: “نستقبل في الغالب المسلمين الذين يحتفلون بشهر رمضان وأيضا غير المسلمين والمشردين والطلاب والناس من جميع الأعمار. وأظن أن هذه السنة تشهد إقبال المزيد من أرباب العائلات المهاجرة، أصحاب الدخل المحدود، أو المعاشات الضئيلة التي لا تكفي لنهاية الشهر في ظل ارتفاع الأسعار”.
ولتلبية احتياجات هذه الفئة من سكان باريس خلال هذا الشهر، يشتغل المتطوعون الذين يبلغ عددهم حوالي 200 متطوع، كخلايا نحل، توزع المهام فيما بينها بين طباخين للوجبات في مطبخ الجمعية، ومنظمين وموزعين. وتمتلك ميزانية تأتي من الرعاة والمتبرعين.
عائلة واحدة وطالب واحد
ومستفيدون آخرون، تستهدفهم جمعية “مجتمع الألزاس للتضامن” في مدينة ستراسبورغ، شرقي فرنسا، هم الطلاب الذين يعيشون أكثر فأكثر في ظروف صعبة، ويصومون في عزلة تامة بمفردهم، بعيدًا عن أسرهم. إذ للسنة الثالثة على التوالي، تطلق الجمعية عملية تضامن مع الطلاب الصائمين تحت اسم “عائلة واحدة وطالب واحد”.
وفي حديثها لموقع “سكاي نيوز عربية”، توضح رئيسة الجمعية، مليكة غالي أن الفكرة ترتكز على البحث عن عائلة ترحب بهم وقت الإفطار.
ووفقا لها، “لاقت الفكرة ترحيبا كبيرا من عدة أسر، سواء كانت مغربية، تونسية، جزائرية أو تركية. منهم من يستقبل طالبا واحدا يوميا ومنهم من يستقبل ثلاثة، وهكذا يخرجون الطلاب من غرفهم الجامعية الصغيرة ويتبادلون الأفكار ويتقاسمون همومهم. فشهر رمضان يعد مرادفًا للمشاركة والضيافة والأخوة”.
وإلى جانب هذه المبادرة، توزع الجمعية وجبات إفطار يوميا لصالح المعوزين في مدينة ميلوز، الذين قاموا بتسجيل أنفسهم في قوائمها السنوية لتصل طرودهم الغذائية يوميا قبل أذان المغرب.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.