- محمد محمد عثمان & Natasha Booty
- مراسل بي بي سي في السودان
يقول سكان العاصمة السودانية إن مناطق من الخرطوم تبدو كمدينة أشباح، في تناقض صارخ مع الأجواء السعيدة التي تشهدها عادة خلال عطلة عيد الفطر، الذي يحتفل به المسلمون بمناسبة انتهاء شهر رمضان.
يأتي عيد الفطر بعد أسبوع من القتال بين الكتلتين العسكريتين في البلاد، الذي راح ضحيته ما لا يقل عن 400 شخص.
ويقول شهود عيان إن إطلاق النار ما زال مستمرا في الخرطوم.
ما يعني فشل هدنة لثلاثة أيام، دعت إليها الأمم المتحدة والولايات المتحدة ودول أخرى.
كما فشلت محاولتان سابقتان لتنفيذ وقف لإطلاق النار.
وأفاد شهود لوكالة الأنباء الفرنسية بوجود حرب شوارع عنيفة بين القوات المتناحرة.
وقال الجيش إنه نشر جنوده “لتمشيط” الشوارع بحثا عن أفراد من قوات الدعم السريع شبه العسكرية المنافسة.
وأعرب سكان الخرطوم وأم درمان لبي بي سي عن شعورهم بمزيج من الصدمة والغضب.
وأوضحت سيدتان كانتا تبكيان عند مدخل أحد المساجد، أنهما فقدتا العديد من أفراد الأسرة من بينهم طفلان.
ويعد السودانيون العيد فرصة لتبادل الزيارات العائلية وتناول الطعام مع الجيران، بينما يلعب الأطفال ويستمتعون بالحلويات.
وعادة ما تشهد صلاة العيد ازدحاما، لكن العديد من المساجد في الخرطوم وأم درمان تكاد تكون خالية يوم الجمعة، إذ يحتمي الناس في منازلهم.
في غضون ذلك، فر آخرون من العاصمة إلى محافظاتهم الأصلية داخل السودان.
ترجع الأزمة السودانية إلى الصراع على السلطة بين القائدين العسكريين حول خارطة الطريق لتسليم البلاد إلى حكم مدني.
كان من المفترض أن تحقق الحكومة العسكرية الحالية للبلاد، الدمج لمكونيها العسكريين: الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع شبه العسكرية بقيادة محمد حمدان دقلو الشهير بـ”حميدتي”.
لكن قوات الدعم السريع قاومت هذا التغيير، وبدأت في تعبئة قواتها، قبل أن يتطور الأمر إلى قتال شامل بين الجانبين يوم السبت الماضي.
وأدت الاشتباكات إلى إصابة الآلاف، بينما المراكز الطبية مكتظة وغير مجهزة لمعالجة تدفق المرضى. ونتيجة لذلك خرجت ما يعادل 70٪ من المستشفيات في مناطق النزاع عن الخدمة، وفقًا لنقابة أطباء السودان.
ويشهد السودان تصعيدا للضغط الدبلوماسي في سبيل إنهاء القتال؛ إذ دعت العديد من الدول والهيئات الدولية إلى وقف فوري لإطلاق النار وعرضت الوساطة.
وحذرت الأمم المتحدة من فرار ، ما يصل إلى 20 ألفا من السودانيين معظمهم من النساء والأطفال، من السودان بحثا عن الأمان في تشاد المجاورة.
ودعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين يوم الخميس كلا القائدين العسكريين بشكل منفصل، إلى وقف إطلاق النار حتى يوم الأحد على الأقل، محذرا من المخاطر التي يتعرض لها المدنيون والعاملون في المجالين الإنساني والدبلوماسي.
وقال بيان للجيش السوداني إن البرهان تلقى مكالمات من زعماء تركيا وجنوب السودان وإثيوبيا، وكذلك من بلينكين ووزيري الخارجية السعودي والقطري.
خدم كل من طرفي الأزمة، البرهان وحميدتي، تحت قيادة الرئيس السابق عمر البشير، حتى انقلبا عليه في عام 2019، بعد أشهر من الاحتجاجات الواسعة.
ويترأس كل منهما أعداد كبيرة من القوات؛ إذ يقود الفريق أول البرهان الجيش النظامي الذي يحوي نحو 120 ألف جندي، في حين تحتوي قوات الدعم السريع، نحو 150 ألفا.
وشكلت القوتان العسكريتان جزءا من الإدارة الانتقالية، التي كانت من المفترض أن تمهد الطريق لحكومة ديمقراطية.
لكن في عام 2021، قام الفريق أول عبد الفتاح البرهان بانقلاب عسكري، ما أدى إلى تأجيل الخطة.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.