وبينما دخل البرلمان على خط الواقعتين، تسعى الجهات المختصة إلى فعل ما يمكن فعله لمحاولة فهم أسباب المشكلة وعلاجها.
رسوب واسع النطاق
- أعلنت كلية الطب بجامعة جنوب الوادي في محافظة قنا جنوبي مصر، رسوب أكثر من 70 بالمئة من طلاب الفرقة الأولى.
- لم تتعد نسبة النجاح 30 بالمئة من الطلاب المقيدين في العام الدراسي 2022-2023.
- كانت تلك الحادثة هي الثانية خلال أيام، بعد رسوب أكثر من 60 بالمئة من طلاب كلية الطب بجامعة أسيوط.
الصدمة
كشف عميد طب قنا بجامعة جنوب الوادي عبد الرحمن غويل في حديث خاص لموقع “سكاي نيوز عربية”، تفاصيل نتائج كليته التي أثارت ضجة على منصات التواصل الاجتماعي، مؤكدا:
- نحو 70 بالمئة من طلاب الفرقة الأولى بالكلية رسبوا.
- نسب نجاح دفعات الفرقة الأولى بالكلية كانت تتخطى 90 بالمئة.
- تعتمد الكلية المعايير الدولية في التعليم، وهي حاصلة على ضمان الجودة والاعتماد.
- للراسبين الحق في دخول امتحانات الدور الثاني أغسطس المقبل.
واعتبر غويل أن رسوب أكثر من 70 بالمئة من طلاب الفرقة الأولى بكلية الطب “نتيجة صادمة، لأن نسبة النجاح بالكلية خلال الأعوام السابقة كانت تتخطى 90 بالمئة.
وتابع: “ما حدث يدق ناقوس خطر وإنذار كبير، خاصة أن النتائج السيئة لم تكن في كلية الطب فحسب، حيث تم تسجيل رسوب أكثر من 80 بالمئة من طلاب الفرقة الأولى من كلية طب الفم والأسنان، علاوة على تدني نتائح طلاب الفرقة الأولى بكلية العلاج الطبيعي في أسيوط”.
علاج الخلل
- أرجع عميد كلية الطب بقنا سبب نسبة الرسوب إلى “المتغير الجديد هذا العام وهو قلة كفاءة الطلاب، وعدم استطاعتهم استيعاب المواد، حيث إن الجامعة تطبق أطرا تعليمية ناجحة ومعايير ثابتة للتقييم”.
- كشف عن أن “نحو 90 بالمئة من الراسبين من 5 أو 6 مدارس في مركزين محددين”، وهو ما يدلل على أن “هناك خللا واضحا في التعليم قبل الجامعي في أماكن محددة”.
- بشأن إمكانية تفادي تكرار تلك النتائج، قال غويل: “حصرنا المدارس والمراكز موطن الخلل التي جاء منها الطلاب، وأرسلنا تقريرا بالأسماء إلى الجهات المختصة بالتعليم ما قبل الجامعي لمحاولة علاج المشكلة”.
- يوضح : “هناك خلل في مستوى خريج الثانوي العامة، وهو ما تم رصده ببعض الأماكن”.
- تابع: “خبراء تعليم ما قبل الجامعي يبحثون في هذا الأمر لعلاج الخلل سريعا بشكل كامل تفاديا لتكرار ما حدث”.
- شدد عميد كلية طب قنا على أنه “من المستحيل أن يتخرج طبيب بمستوى ضعيف وأقل من المواصفات والكفاءة المطلوبة، بدليل أن هؤلاء الطلاب رسبوا، فليس هناك واسطة أو مجاملات”.
النتائج لن تتكرر
وردا على إمكانية عقد اختبار قدرات للملتحقين بكليات الطب على غرار كليات العلاج الطبيعي والفنون الجميلة، قال: “لا أعتقد ذلك لأن تقييم الثانوية العامة عادل في هذا الشأن، وهو ما يتم البناء عليه. التقييم جيد وعلينا أن نعرف مواطن الخلل لمعالجتها فورا”.
وفي اعتقاد غويل، فإن هذه النتائج لن تتكرر في المستقبل، قائلا: “جامعاتنا بخير وتعليم مصر بخير، وخبراء التعليم موجودون ويجري بحث المشكلة ومعرفة أسبابها وحلها”.
ومن جهة أخرى، أرجع رئيس جامعة جنوب الوادي يوسف الغرباوي نتائج الفرقة الأولى بكلية الطب، إلى ما يعرف بـ”لجان الغش الجماعي في بعض امتحانات الثانوية العامة العام الماضي، التي أوصلت الطالب إلى هذا المستوى المتدني من التعليم”.
وأكد الغرباوي في تصريحات صحفية، أن “أبسط الأشياء التي يجب أن يكون طالب كليات القطاع الطبي ملم بها هو امتلاك اللغة الأجنبية تحدثا وكتابة، إلا أن الامتحانات أوضحت أن الطالب لا يعرف عنها شيئا ويكتب بلغة غير مفهومة”.
أسيوط.. نتائج غير مسبوقة
ولم تختلف كثيرا نتائج الفرقة الأولى بكلية الطب بمحافظة أسيوط.
وفصل عميد الكلية علاء عطية في حديث خاص لموقع “سكاي نيوز عربية”، النتائج على النحو التالي:
- رسوب نحو 60 بالمئة من طلاب الفرقة الأولى، وعددهم 1207، من بينهم 720 طالبا بين راسب وغائب.
- ربع الراسبين غابوا عن الامتحانات.
- حصول 312 طالبا على درجة امتياز، ونسبتهم 25 بالمئة من دفعة الفرقة الأولى.
- نسبة الرسوب هذا العام غير مسبوقة في تاريخ الكلية، التي تخرجت منها 56 دفعة حتى الآن، وكانت الدفعة الأولى عام 1966.
- نسب النجاح في الأعوام السابقة تراوحت بين 70 إلى 80 بالمئة.
وأرجع عطية ارتفاع نسب الرسوب بالكلية إلى “ضعف مستوى الطلاب الذين حصلوا على الثانوية العامة العام الماضي والتحقوا بالكلية هذا العام، وهي الدفعة التي شابها عدم دقة في النتائج ومزاعم حول تسريب الامتحانات، علاوة على الالتحاق المتأخر لعدد كبير من الطلاب الوافدين من السودان، ويبلغ عددهم 339 طالبا”.
وشدد على أن “أي طالب سيدخل كلية الطب دون المستوى أو دون استحقاق، فلن يكون له مكان فيها”.
وحول امكانية إجراء اختبارات قدرات قبل الالتحاق بكليات الطب، قال:” الأمر يتعلق بسياسة التعليم العالي، لكن هناك أفكارا تُبحث بشكل عام لتفادي تكرار كارثة النتائج”.
البرلمان يدخل على خط الأزمة
ووصلت أزمة النتائج إلى مجلس النواب المصري.
وتقدمت نائبة بسؤال برلماني لرئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي أيمن عاشور، لكشف أسباب رسوب 60 بالمئة من طلاب كلية الطب بجامعة أسيوط.
وطالبت النائبة سميرة الجزار مجلس النواب بتشكيل لجنة من كبار الأساتذة في كلية طب جامعة القاهرة، للتحقيق في الواقعة، مع إجراء اختبارات للطلاب الناجحين والراسبين لتقييم مستواهم.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.