انسحب عدد من الشركات الكبرى، بما في ذلك شركة “جون لويس”، من اتحاد الصناعات البريطاني (سي بي آي) بعد ظهور ادعاء ثانٍ بالاغتصاب في مجموعة الضغط التجارية.
وذكرت صحيفة الغارديان أن امرأة كانت تعمل في أحد مكاتب اتحاد الصناعات البريطاني في الخارج تعرضت للاعتداء الجنسي من قبل اثنين من زملائها الذكور.
وقال اتحاد الصناعات البريطاني إن هذه المزاعم الأخيرة “بغيضة”، مشيرا إلى أنه لم يكن على علم بهذه المزاعم من قبل.
وانضمت “جون لويس” و”فيرجن ميديا” إلى قائمة الشركات التي انسحبت من اتحاد الصناعات البريطاني.
وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلنت شركات التأمين أفيفا وزيوريخ ومجموعة فينيكس أنها أنهت عضويتها في شركة الضغط التجارية العملاقة بأثر فوري. وقالت رابطة شركات التأمين البريطانية أيضا إنها ستنسحب من المجموعة.
وكان اتحاد الصناعات البريطاني يواجه بالفعل ادعاءً واحداً بالاغتصاب قبل ظهور الادعاء الجديد. وتجري شرطة مدينة لندن تحقيقا في كلا الادعائين بوقوع اعتداءات جنسية خطيرة.
وقالت “جون لويس” إنها اتخذت قرار الانسحاب من عضوية اتحاد الصناعات البريطاني “بسبب مزاعم أخرى خطيرة للغاية ومستمرة”.
وقالت شركة “فيرجن ميديا أو 2” : “نحترم التحقيقات الجارية، لكن هذه المزاعم المقلقة والطريقة التي تم بها التعامل بها مع الموقف لا تمثل الشركات في بريطانيا”.
وتقول مجموعة سوبر ماركت أسدا ومجموعة نات ويست المصرفية إنهما أوقفتا نشاطهما مع اتحاد الصناعات البريطاني بينما لا تزال التحقيقات جارية.
وكانت الحكومة قد أعلنت بالفعل أنها ستوقف مشاركتها مع مجموعة الأعمال.
وتعرض اتحاد الصناعات البريطاني، الذي يدعي أنه يتحدث باسم 190 ألف شركة، لفضيحة بعد مزاعم سابقة بالاغتصاب، بالإضافة إلى مزاعم بالتحرش الجنسي.
وقالت رابطة وسطاء التأمين البريطانية الأسبوع الماضي إنها سحبت عضويتها “في ضوء التقارير الأخيرة”.
العمل مع الشرطة
وقال براين ماكبرايد، رئيس اتحاد الصناعات البريطاني، في بيان: “قلوبنا مع أي امرأة كانت ضحية للسلوك المذكور”.
وأضاف: “في حين أن اتحاد الصناعات البريطاني لم يكن على علم من قبل بأخطر الادعاءات، فمن الضروري أن يتم التحقيق فيها بدقة الآن، ونحن على اتصال وثيق مع الشرطة للمساعدة في ضمان تقديم أي جناة إلى العدالة”.
وقال كبير المحققين ريتشارد وايت من شرطة مدينة لندن: “بالإضافة إلى تحقيقاتنا بشأن سوء السلوك الجنسي في اتحاد الصناعات البريطاني، تلقينا ادعاءً خطيراً آخر يوم الأربعاء 19 أبريل/نيسان”.
وقال إنه لم يتم القبض على أي شخص، مشيرا إلى أن التحقيقات لا تزال جارية، وطلب من أي شخص لديه أي معلومات الاتصال به.
كانت شرطة مدينة لندن تحقق بالفعل في اغتصاب مزعوم في حفل صيفي لاتحاد الصناعات البريطاني في عام 2019. وقد ظهر هذا الادعاء وغيره من مزاعم سوء السلوك في وقت سابق من هذا الشهر.
وأوقفت المجموعة ثلاثة موظفين عن العمل في انتظار نتيجة تحقيق أجرته شركة المحاماة “فوكس ويليامز”.
ادعاء المطاردة
كما ذكرت صحيفة الغارديان أن امرأة في مكتب اتحاد الصناعات البريطاني في لندن قد طاردها زميل في عام 2018.
واشتكت إلى اتحاد الصناعات البريطاني وتم تأييد تهمة التحرش.
ومع ذلك، ذكرت الصحيفة أن الرجل استمر في العمل في المنظمة وغادر في النهاية لأسباب غير ذات صلة بهذه الواقعة.
وردا على ذلك، قال اتحاد الصناعات البريطاني: “نحن ندرك مضمون تقرير التحرش المبين على أنه يتعلق بادعاء تم تقديمه والتحقيق فيه في يناير/كانون الثاني 2018”.
وأضاف: “تم تأييد نتيجة التحرش وتم فرض توقيع عقوبة”.
وكانت كارولين فيربيرن تشغل منصب المديرة العامة لاتحاد الصناعات البريطاني بين عامي 2015 و2020، وقد اتصلت بي بي سي بها للتعليق.
وقالت: “سيبلغ مجلس الإدارة رده على هذه الخطوة وغيرها من الخطوات التي نتخذها لإحداث التغيير الأوسع المطلوب في أوائل الأسبوع المقبل”.
بشكل منفصل، أقال اتحاد الصناعات البريطاني المدير العام توني دانكر الأسبوع الماضي بعد مزاعم سوء السلوك في مكان العمل ضده والتي حققت فيها فوكس ويليامز.
تولى دانكر منصبه من كارولين في أواخر عام 2020.
وفي مقابلة مع بي بي سي في وقت سابق من هذا الأسبوع، اعترف دانكر بأنه جعل بعض الموظفين يشعرون “بعدم الارتياح الشديد”، مضيفا: “أعتذر عن ذلك”.
لكنه قال إن اسمه أصبح مرتبطاً بمزاعم الاعتداء الجنسي الخطير التي حدثت قبل انضمامه إلى اتحاد الصناعات البريطاني. وهو يفكر الآن في اتخاذ إجراء قانوني ضد المنظمة.
وقال ماكبرايد إن دانكر أقيل لأسباب قانونية قوية.
وعين اتحاد الصناعات البريطاني رين نيوتن سميث – كبير الاقتصاديين السابق – مديراً عاماً جديداً له. وكانت نيوتن سميث تعمل في اتحاد الصناعات البريطاني منذ ما يقرب من تسع سنوات قبل مغادرتها الشهر الماضي للانضمام إلى باركليز.
وقال ماكبرايد: “نحن نجري بحق مراجعة عاجلة لثقافتنا لتصحيح الأخطاء حيثما أمكننا ذلك وإصلاح مكان عملنا للجميع”.
ومع ذلك، تساءل البعض عما إذا كان ماكبرايد هو الشخص المناسب لقيادة إصلاح شامل للمنظمة وثقافتها.
وتعليقا يوم الخميس على تعيين نيوتن سميث، قالت آن فرانك، الرئيسة التنفيذية لمعهد تشارترد للإدارة: “لست متأكدة من وجود قدر كبير من الانفتاح والشفافية حول هذه العملية، ومن الواضح أنه يمكنك التساؤل عما إذا كان شخص كان يشغل منصباً في السابق هناك، هو عامل التغيير المناسب لتغيير الثقافة”.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.