بعد مرور أربعة أيام على الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق كبيرة في كل من تركيا وسوريا، ارتفعت حصيلة القتلى إلى أكثر من 21 ألف شخص حتى الآن.
يأتي هذا في وقت حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن “حدود الكارثة لم تتضح بعد أمام أعيننا”، لا سيما في سوريا التي تتمزق تحت وطأة حرب أهلية منذ أعوام.
وبلغت شدة الزلزال، الذي تسبب أيضا في إصابة حوالى 50 ألف شخص في تركيا وخمسة آلاف في سوريا، 7.8 درجات.
ويواصل عمال الإنقاذ في تركيا وسوريا جهودهم بحثا عن ناجين تحت الأنقاض في أجواء شديدة البرودة مع تضاؤل فرص إنقاذهم.
وتدنت الحرارة صباح الخميس في مدينة غازي عنتاب إلى خمس درجات تحت الصفر، وبالرغم من البرد لا تزال آلاف العائلات الناجية من الزلزال تنام في سياراتها وفي خيم خشية العودة إلى منازلها أو لأنها منعت من ذلك.
فقد حظرت سلطات المدينة على آلاف السكان العودة إلى مبانيهم التي تعتبر خطيرة بسبب الهزات الارتدادية التي تضرب المنطقة يوميا.
كما يعرقل الطقس القاسي جدا في سوريا جهود الاستجابة لأضرار الزلزال، حيث يفتقد المتضررون غالبا للمواد الأساسية مثل السترات والأغطية.
يأتي هذا في وقت دخلت أول قافلة مساعدات إلى المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق في شمال سوريا.
وقال مازن علوش المسؤول الإعلامي في معبر باب الهوى الحدودي الوحيد المفتوح بين تركيا وسوريا، إن “أول قافلة مساعدات من الأمم المتحدة دخلت اليوم بعد ثلاثة أيام من الزلزال.”
وتكونت القافلة من ست شاحنات فقط وتضم بشكل أساسي مستلزمات خيم وأدوات تنظيف.
وقالت الأمم المتحدة إنها حصلت على ضمانات بأن جزءا من المساعدات الطارئة “سيمر الخميس” عبر المعبر الحدودي.
وأوضح المبعوث الأممي الخاص غير بيدرسن في تصريحات في جنيف: “حصلنا على ضمانات بأنه يمكننا تمرير المساعدات الإنسانية الأولى” عبر معبر باب الهوى، داعيا مرة أخرى إلى “عدم تسييس” المساعدات إلى السكان السوريين المتضررين بشدة جراء الزلازل.
ويرى محمد الشرقاوي، وهو أستاذ تسوية الصراعات الدولية وعضو لجنة الخبراء في الأمم المتحدة، أنه من الضروري الفصل بين إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين لكل المناطق السورية وقضية التطبيع مع نظام الرئيس بشار الأسد.
من جهتها، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن مواجهتها صعوبات في إيصال المستلزمات الطبية إلى سوريا وتركيا، وأشارت إلى وجود مناطق في سوريا وتركيا لا معلومات عنها حتى الآن بعد وقوع الزلزال، وحذرت من أن عدد المتضررين جراء الزلزال قد يصل إلى 23 مليونا.
وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن الأمم المتحدة تعمل على حشد كل المساعدات الممكنة للمناطق المتضررة، سواء في المناطق ذات نفوذ النظام أو في مناطق سيطرة المعارضة، في أسرع وقت ممكن.
أما المطارات الواقعة في مناطق نفوذ النظام السوري فتستقبل مساعدات وفرق إنقاذ من بعض الدول الحليفة مثل إيران وروسيا، أو الصديقة مع النظام كالعراق والجزائر.
إلى ذلك، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أن الاتحاد الأوروبي يعتزم استضافة مؤتمر للمانحين مطلع مارس/ آذار في بروكسل لجمع مساعدات دولية لسوريا وتركيا.
وأوضحت أن المؤتمر سيُعقد بالتنسيق مع السلطات التركية “لجمع أموال من المجتمع الدولي دعما للناس” في البلدين.
ويهدف المؤتمر إلى تنسيق الاستجابة الدولية للكارثة و”سيكون مفتوحا أمام الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والدول المجاورة وأعضاء الأمم المتحدة” والمقرضين الدوليين.
وسارع الاتحاد الأوروبي إلى إرسال فرق إنقاذ إلى تركيا بعد الزلزال، لكنه في بادئ الأمر قدم مساعدة صغيرة لسوريا من خلال برامج المساعدة الإنسانية القائمة بالأساس، بسبب العقوبات الأوروبية المفروضة منذ العام 2011 على حكومة الرئيس الأسد على خلفية قمع المعارضة الذي تحول إلى حرب أهلية.
وناشدت منظمة الخوذ البيضاء المجتمع الدولي إرسال فرق إنقاذ لدعمها في البحث عن عالقين تحت أنقاض مئات المباني المدمرة في شمال سوريا.
وتتوافد على تركيا فرق البحث والإنقاذ من دول عديدة لمواجهة آثار الزلزال الذي ضرب 10 ولايات تركية، إلى جانب شمالي سوريا.
كما بدأت دول عدة، عربية وأجنبية، في إرسال مساعدات إلى تركيا وسوريا لصالح متضرري الزلزال.
كيف تقيمون حجم المساعدات الدولية والعربية لضحايا الزلزال في البلدين؟
هل تتناسب هذه المساعدات مع حجم الأضرار التي خلفها الزلزال المدمر؟
هل يعرقل “تسييس المساعدات” وصولها إلى المتضررين في سوريا؟
هل ينحي النظام والمعارضة في سوريا خلافاتهما لمساعدة المتضررين؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الجمعة 10 فبراير/ شباط.
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها:https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC
أو عبر تويتر على الوسمnuqtqt_hewar@
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج على موقع يوتيوب عبر هذا الرابط.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.