- جيمس غريغوري
- بي بي سي نيوز
عاد مئات السوريين الذين يعيشون في تركيا إلى بلدهم الذي مزقته الحرب، بعد الزلزال المدمر الذي وقع الأسبوع الماضي.
وسمحت الحكومة التركية للسوريين الذين يحملون بطاقات هوية من الأقاليم التركية التي ضربها الزلزال، بالمغادرة لمدة تصل إلى ستة أشهر.
وأدى هذا التغيير في القواعد إلى اصطفاف المئات لساعات عند المعابر الحدودية.
واستقر ما يقرب من أربعة ملايين سوري في تركيا منذ اندلاع الحرب الأهلية في وطنهم قبل 12 عاماً.
ويقوم بعض الناجين من زلزال الأسبوع الماضي برحلة إلى المعابر في محاولة للم شملهم مع أفراد عائلاتهم في سوريا، الذين لم يراهم البعض منذ سنوات.
ومن بين هؤلاء، كانت ريم، التي قالت وهي تحمل طفلها البالغ من العمر تسعة أشهر، ملفوفاً في بطانية، إنها عائدة إلى سوريا بعد أن تدمر منزلها في تركيا.
وقالت لبي بي سي إنها تعتقد أن العداء تجاه السوريين في تركيا قد ازداد منذ وقوع الزلزال.
وأضافت: “حاولنا العثور على مكان آخر لنقيم فيه، لكنهم [الأتراك] ظلوا يطاردوننا ويطالبوننا بالعودة إلى سوريا”.
وتابعت: “حاولنا البقاء في المساجد لكنهم طردونا. كما أنهم لم يعطونا أي خيام. هل يجب أن أبقى في الشارع مع أطفالي؟ أين نذهب؟”.
وسافر العديد من المنتظرين مع عائلاتهم وكميات كبيرة من الأمتعة، في انتظار أفراد الأمن الأتراك للسماح لهم بالمضي قدماً لدخول سوريا.
وقال عباس البكور لوكالة فرانس برس، إنه عائد إلى سوريا بعد أن دُمر منزله في خارمان ماراس، بالقرب من مركز الزلزال.
وقال عند معبر سيلفيغوزو الحدودي: “في سوريا، كانت هناك مشاكل على مدى 12 عاماً، لكن أكبر كارثة الآن هي في تركيا”.
ويُعتقد أن حوالي 1500 سوري يعيشون في تركيا لقوا حتفهم في الزلزال. ووفقاً للأمم المتحدة، تم تسجيل حوالي 3.5 مليون سوري في تركيا كلاجئين.
في غضون ذلك، تتواصل جهود الإنقاذ في تركيا. وتم انتشال شخصين آخرين وهم أحياء من تحت الأنقاض في مدينة أنطاكيا يوم الجمعة، بعد حوالي 11 يوماً من الزلزال.
وتم العثور على أحد الناجين، ويدعى مصطفى أشفي والذي يبلغ 34 عاماً، على قيد الحياة بعد أن حوصر لمدة 261 ساعة. وذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية أنه أثناء حمله على نقالة، تمّ وضعه في مكالمة فيديو مع والديه اللذين عرّفوه على طفله المولود حديثاً.
وقالت الممرضة ديبورا سوان، التي كانت جزءاً من استجابة المملكة المتحدة للزلزال في مجال البحث والإنقاذ في مقاطعة هاتاي، لبي بي سي إنها عالجت رجلاً حوصر تحت مبنى منهار لمدة ثلاثة أيام بعدما حدثت هزة ارتدادية قوية.
وقالت لبرنامج راديو 4 اليوم، “إنه أمر مقلق للغاية أن تكون في هيكل غير مستقر ومنهار، خاصة عندما يكون هناك هزة ارتدادية كبيرة”.
وأضافت: “علينا مغادرة المبنى على الفور [عند حدوث هزة ارتدادية] ولكن بمجرد أن ندرك أن المبنى على ما يرام، نعود مباشرة إلى الداخل”.
وقالت سوان إن الرجل الذي تم إنقاذه “يتمتع بفرصة جيدة للغاية للنجاة”.
لكن عمليات الإنقاذ هذه أصبحت نادرة بشكل متزايد. ويبلغ عدد القتلى في تركيا الآن أكثر من 38 ألفاً، مما يجعل هذا الزلزال الأكثر دموية في تاريخ البلاد.
وفي سوريا، قُتل أكثر من 5800 شخص، غالبيتهم في الشمال الغربي من البلاد، وهي منطقة تسيطر عليها المعارضة التي تخوض حرباً مع حكومة الرئيس بشار الأسد. وأدى الصراع إلى تعقيد جهود المساعدات في البلاد.
وأعلنت الأمم المتحدة يوم الجمعة، أن أكثر من 140 شاحنة تحمل مساعدات عبرت إلى شمال غربي سوريا من تركيا منذ الزلزال.
وقبل وقوع الزلزال، كان يتم تسليم جميع المساعدات الإنسانية تقريباً عبر معبر واحد فقط هو معبر باب الهوى.
لكن في وقت سابق من هذا الأسبوع، وافقت سوريا على السماح للأمم المتحدة بفتح معبرين حدوديين إضافيين للمساعدة في تقديم المزيد من المساعدات للمناطق التي لم تكن تصلها المساعدات.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ينس لاركيه للصحفيين في جنيف: “نتوقع عبور الشاحنات كل يوم”.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.