زلزال تركيا وسوريا: قصة لاعب كرة القدم كريستيان أتسو الذي تراجع عن السفر قبيل الكارثة ليموت فيها
عثرت فرق البحث والإنقاذ في جنوب تركيا على جثة لاعب كرة القدم الغاني، كريستيان أتسو، وسط أنقاض منزله.
وكان أتسو من ضحايا الزلزال المروع الذي ضرب تركيا وسوريا في 6/شباط فبراير.
فقد سقط المبنى السكني الشاهق الذي كان يعيش فيه بمدينة أنطاكيا، بسبب الزلزال الكارثي الأسبوع الماضي.
وكان أتسو (31 عاما) يلعب مع فريق هاتاي سبور التركي، بعدما لعب، في السابق، في الدوري الإنجليزي الممتاز مع تشيلسي ونيوكاسل.
وأفادت تقارير سابقة بأنه نجا من الزلزال، لكن تبين لاحقا أنها كانت خاطئة.
وأكد مدير أعماله في تركيا، مراد أوزون محمد، لوكالة أنباء محلية يوم السبت، العثور على جثة اللاعب تحت الأنقاض في مقاطعة هاتاي بجنوب تركيا، بحسب وكالة فرانس برس للأنباء.
وأضاف: “وصلنا إلى جسده الذي كان بلا حياة. ولا يزال العمل جارٍ لجمع أغراضه. كما عثر على هاتفه”.
وكان لاعب خط الوسط أتسو أمضى أربعة مواسم في تشيلسي قبل الانتقال إلى نيوكاسل في العام 2017. ووقع في سبتمبر/أيلول الماضي مع نادي هاتاي سبور التركي.
فضل البقاء قبل ساعات من الزلزال
عثر عمال البحث والإنقاذ على جثة أتسو حيث كان يقيم في “رونيسانز ريزيدانس”، وهو مبنى شاهق من الشقق الفاخرة التي دمرت بمدينة أنطاكيا.
وتفيد تقارير بأن الشرطة التركية ألقت القبض على مقاول المبنى في مطار إسطنبول الأسبوع الماضي، حيث كان متجها إلى مونتينيغرو.
وبحسب ما نقلته وكالة رويترز للأنباء، فقد كان من المقرر أن يسافر أتسو من جنوب تركيا قبل ساعات من الزلزال المدمر، لكن مدير هاتاي سبور قال إن الغاني اختار البقاء مع النادي بعد تسجيله هدف الفوز في مباراة السوبر ليغ في 5 فبراير/شباط.
وقال فاتح إيليك، مدير هاتاي سبور، لمحطة إذاعية يوم الجمعة: “أتسو أراد أن يلعب أكثر وطلب الإذن من مدربه للمغادرة”.
وأضاف: “اشترى تذكرة للسفر إلى إسطنبول، ومن هناك إلى فرنسا. كان سيبحث عن نادٍ آخر يمكنه الحصول معه على مزيد من وقت في الملعب”.
وحقق اللاعب فوزاً لهاتاي سبور بنتيجة 1-0 على قاسم باشا بتسجيله قبل ثوانٍ فقط من صافرة النهاية.
قال إيليك إن أتسو لم يكن سعيداً لأنه قبل المباراة ضد قاسم باشا، كان شارك في مباراتين فقط في الدوري طوال الموسم.
وأضاف: “لكن المدرب استدعاه ضد قاسم باشا في الخامس من فبراير/شباط، قبل ساعات من الزلزال. لعب أتسو بشكل لا يصدق، وسجل في الدقيقة السابعة من الوقت بدل الضائع”.
وتابع مدير النادي: “كانت هناك وحدة كبيرة (بين الفريق) بعد المباراة. احتضان المدرب فولكان ديميريل لأتسو، واحتفال أتسو في الملعب وفي وقت لاحق في غرفة الملابس سيكون أمام عيني إلى الأبد”.
واعتبر إيليك أن ذلك “كان قدره. كان لديه تذكرة للذهاب ولكن لأنه سجل، غير رأيه بشأن المغادرة”.
وأنهى كلامه قائلا: “كان ضحية زلزال في أسعد أيامه. هذه مأساة بالمعنى الحرفي للكلمة”.
وتسبب الزلزال في مقتل حوالي 46 ألف شخص في جميع أنحاء تركيا وسوريا، بحسب الأرقام الواردة حتى الآن.
وعلى الرغم من مرور حوالى أسبوعين على الزلزال، انتشلت فرق الإنقاذ ثلاثة ناجين يوم الجمعة، بعد أن حوصروا تحت الأنقاض طوال هذه المدة.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.