ريال مدريد لاستغلال ترنح تشيلسي… ومبارزة إيطالية نارية بين نابولي وميلان
رياضة

ريال مدريد لاستغلال ترنح تشيلسي… ومبارزة إيطالية نارية بين نابولي وميلان


لامبارد يأمل انتفاضة فريقه اللندني في مهمته الصعبة بذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا اليوم

يخوض ريال مدريد الإسباني، حامل اللقب، اختباراً إنجليزياً جديداً في مواجهة تشيلسي اليوم بذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، الذي يشهد مبارزة إيطالية نارية بين نابولي وميلان.

وبعد تخلّصه من ليفربول في ثمن النهائي، بالفوز عليه ذهاباً 5 – 2 خارج الديار، و1 – 0 إياباً، يصطدم ريال مدريد، حامل اللقب 14 مرة (رقم قياسي)، بفريق إنجليزي آخر هو تشيلسي في إعادة لنصف نهائي موسم 2020 – 2021، حين خرج الفريق اللندني منتصراً (1 – 1 و2 – 0)، ولربع نهائي الموسم الماضي، حين فاز النادي الملكي ذهاباً خارج أرضه 3 – 1 وتأهل إلى نصف النهائي، رغم خسارته إياباً في ملعبه 2 – 3، بعد وقت إضافي في مباراة ملحمية، كان بطلها مهاجم الريال الفرنسي كريم بنزيمة.

وستضع المباراة المقررة على ملعب سانتياغو برنابيو بالعاصمة مدريد المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي أمام فريقه اللندني السابق الذي يعيش فترة انحدار في النتائج وعدم استقرار إداري أسفر عن تغيير للجهاز الفني لتشيلسي لمرة ثالثة هذا الموسم.

ورغم التعاقدات الهائلة التي أجراها تشيلسي، وكلفت النادي مبالغ طائلة، أقال مدربه غراهام بوتر بعد التراجع إلى المركز الحادي عشر في البريميرليغ، وعيّن لاعبه ومدربه السابق فرانك لامبارد مؤقتاً حتى نهاية الموسم.

ورغم أن لامبارد أعرب عن تحمسه للمهمة وقدرته على إعادة الثقة للفريق، فإنه سقط في اختباره الأول بخسارة أمام ولفرهامبتون بهدف نظيف بالدوري الإنجليزي السبت. وهي المرة الثانية التي يشرف فيها على تدريبه، علماً بأنه يعتبر أحد أساطيره بعد الجولات والصولات التي حققها عندما كان لاعباً في صفوفه، لكن تجربته السابقة كمدير فني لم تحقق نجاحاً.

ويعيش تشيلسي موسماً مخيب شهد في مطلعه إقالة المدرب الألماني توماس توخيل في سبتمبر (أيلول) الماضي، قبل تعيين بوتر بدلاً منه، لكنه لم يمكث في منصبه أكثر من 7 أشهر، ليلقى المصير ذاته.

وأثنى أنشيلوتي، خلال المؤتمر الصحافي، أمس، على منافسه لامبارد، وأكد ثقته في قدرته على النجاح مع تشيلسي، ومستبعداً في الوقت نفسه العودة لتدريب النادي اللندني.

وسبق أن قاد أنشيلوتي، تشيلسي لإحراز لقبي الدوري الإنجليزي وكأس الاتحاد في موسم 2009 – 2010. وعلق المدرب الإيطالي: «أشعر بالحزن (بالنظر إلى مركز تشيلسي في الجدول). لدي ذكريات رائعة في هذا النادي وللعاملين هناك. أنا مشجع لتشيلسي لأني قضيت عامين هناك، أتمنى أن يكون بوسع لامبارد أن يؤدي عملاً رائعاً… لقد كان لاعباً مذهلاً عندما دربته لعامين».

وعلى الرغم من أن المستوى الحالي لتشيلسي، الذي يفز في آخر 4 مباريات، لا يبشر بقدرته على تحقيق مفاجأة مدوية ضد ريال مدريد، فإن لامبارد اعتبر أن كل شيء ممكن إذا أظهر لاعبو فريقه الرغبة في تحقيق ذلك، مذكراً بإنجاز الفريق قبل 11 عاماً بقوله أمس: «كنا حينها نملك رغبة كبيرة وشخصية قوية من كوكبة اللاعبين الموهوبين المتعطشين منذ سنوات للتتويج بدوري الأبطال».

وكان السيناريو حينها مماثلاً لوضع تشيلسي في الوقت الحالي، إذ كان يحتل مركزاً متأخراً في الدوري المحلي، فقامت إدارة النادي بإقالة المدرب البرتغالي أندريه فيلاش بواش، وتعيين الإيطالي روبرتو دي ماتيو لاعب وسط الفريق السابق مدرباً في مارس (آذار) 2012، ونجح الأخير في تحقيق مفاجأة مدوية، وإهداء النادي اللندني باكورة ألقابه في دوري الأبطال، عندما تفوق على برشلونة بقيادة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في نصف النهائي، قبل أن يهزم بايرن ميونيخ الألماني في عقر داره في المباراة النهائية بركلات الترجيح.

لامبارد شارك لاعبي تشيلسي التدريبات قبل موقعة سانتياغو برنابيو (د.ب.أ)

وناشد لامبارد لاعبيه بوضع عروضهم المخيّبة محلياً وراءهم، والسير على خطى المشوار المذهل لتشيلسي عام 2012، وأضاف: «يتعين على أي مجموعة من اللاعبين أن تعيش فترة عصيبة لكي تصل إلى المجد».

وقام لامبارد في مباراته الرسمية الأولى بعد تعيينه بإشراك المهاجم السريع رحيم سترلينغ أساسياً، وهو يعتمد عليه بشكل أساسي ضد ريال مدريد لزيادة فاعلية خط الهجوم العقيم.

وعانى سترلينغ كثيراً منذ انتقاله من مانشستر سيتي العام الماضي، وسجل 7 أهداف فقط هذا الموسم في مختلف المسابقات، بينها الهدف الحاسم لتأهل فريقه إلى ربع النهائي في شباك بوروسيا دورتموند الألماني.

ويعتقد لامبارد أن سترلينغ لا يزال بإمكانه التأثير بشكل إيجابي على تشيلسي بقوله: «رحيم يملك خبرة هذا النوع من المباريات. هو أحد أفضل الأجنحة في العالم لفترة طويلة».

وأضاف: «ارتقى بمستواه في مثل هذه المباريات في الماضي، لذا من الواضح أننا سنعتمد عليه فيما يتعلق بهذه الناحية، لأن بعض عناصر الفريق ربما يكونون أصغر سناً وأقل خبرة منه، هذه المباراة لن تخيفه، إنه لاعب كبير». لكن على لامبارد ومجموعته الحذر في معقل المنافس الذي يهوى التتويج باللقب القاري، وأن يركز على إيقاف مراكز الخطورة في ريال مدريد المتمثلة في الهداف المخضرم كريم بنزيمة صاحب ثلاثية رنّانة في ملعب برشلونة الأسبوع الماضي من رباعية الانتصار في كلاسيكو كأس إسبانيا، وكذلك الجناح الخطير البرازيلي فينيسيوس جونيور، وخلفهما ثنائي خط الوسط الألماني توني كروس والكرواتي لوكا مودريتش المتألقان.

وحذر أنشيلوتي فريقه من أي تهاون مع النادي الإنجليزي الذي واجه ريال في الأدوار الإقصائية في آخر نسختين من دوري الأبطال، وخرج منتصراً في مباراتين، وقال: «عانينا كثيراً العام الماضي، يجب احترام المنافس، فهو يملك لاعبين جيدين جداً، ونتائجه في الدوري الإنجليزي سترفع من دوافعه لتقديم أفضل ما لديه». وتابع: «فريقنا متحمس، ولديه الدوافع للعودة إلى دوري الأبطال واكتساب تجربة الاستمتاع بليلة ساحرة جديدة في برنابيو. يجب أن نستغل أفضلية خوض المباراة الأولى على أرضنا».

وفي المباراة الثانية سيكون ميلان الإيطالي، بطل المسابقة 7 مرات، على موعد مع مواجهة مواطنه نابولي، الذي فرض نفسه أحد أفضل الفرق في القارة العجوز هذا الموسم، بتصدره الدوري المحلي بفارق 16 نقطة عن لاتسيو، وبلوغه ربع نهائي الأبطال لأول مرة في تاريخه.

لياو جناح ميلان يأمل مواصلة التألق أمام نابولي (إ.ب.أ)

وقد اقترب نابولي بقوة من إحراز لقبه الأول في الدوري منذ 1990 في أيام أسطورته الأرجنتينية الراحل دييغو مارادونا، إلا أن ميلان اكتسحه مطلع هذا الشهر برباعية نظيفة في عقر داره، عندما غاب هدافه المصاب النيجيري فيكتور أوسيمهن. وهذه أول مواجهة إيطالية في الأدوار الإقصائية منذ دربي ميلانو في نصف نهائي 2005. وقال مدرب نابولي ستيفانو بيولي: «كنت أفضّل عدم ملاقاة فريق إيطالي. ميلان يملك خبرة مسابقة أحرز لقبها 7 مرات».

وستكون المباراة، المقامة على ملعب سان سيرو، مناسبة لمنافسة مثيرة بين الجناحين الطائرين؛ البرتغالي رافائيل لياو (ميلان) والجورجي خفيتشا كفاراتسخيليا (نابولي)، المتألقين بشكل لافت هذا الموسم. وسجل الجورجي 12 هدفاً لميلان في الدوري المحلي، مقابل 10 للبرتغالي. ويعتبر كفاراتسخيليا مفاجأة الموسم في الدوري الإيطالي وعلى الصعيد الأوروبي، بعد أن كان مغموراً جداً لدى قدومه من نادي دينامو باتومي، مطلع الموسم الحالي، وساهم بشكل كبير في اقتراب نابولي من التتويج بالدوري الإيطالي لأول مرة منذ عام 1990.

وشكل كفاراتسخيليا ثنائياً خطيراً في خط المقدمة، إلى جانب المهاجم النيجيري المتألق فيكتور أوسيمهن متصدر ترتيب الهدافين (21 هدفاً)، الذي يحوم الشك حول مشاركته ضد ميلان اليوم. أما لياو، الذي ساهم بشكل كبير في تتويج ميلان بالدوري المحلي الموسم الماضي، فلعب بشكل جيد في النصف الأول من الدوري، لكن مستواه تراجع بعد نهائيات كأس العالم في قطر أواخر العام الماضي، لكنه استيقظ في الوقت المناسب من خلال ثنائيته في مرمى نابولي.

ويستعد ميلان لمضاعفة راتب لياو 4 مرات (يتقاضى حاليا 1.5 مليون يورو سنوياً) بحسب الصحف المحلية، لكن قد لا يكون ذلك كافياً أمام إغراءات أندية إنجليزية مهتمة بضمه.

لكن بعيداً عن ذلك، يشعر ميلان الذي يحتل المركز الرابع، وهو الأخير المؤهل إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، بأن مواصلة التقدم في المسابقة القارية هو بمثابة نجاح لموسمه.






المصدر


اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *